ما يفعله مصادفة أو بعزيمة مسبقة يندرج تحت بند «المثير للدهشة»، والمفاجَأة أولوية دفع بها الرئيس «عربون» تصرفاته غير التقليدية، فالرئيس الإسلامى خرج عن بروتوكول «البدلة والكرافت» ليفاجئ الناس بجلابية فلاحى، يصلى معهم فى مسجد فاطمة الشربتلى بالتجمع الخامس. لم يُقصر الدكتور الرئيس علاقته بالجوامع على الصلاة، كان أول رئيس يلقى خطبة كلما دخل مسجداً، بل ويقرر تحويل قصره الرئاسى إلى ديوان مظالم، صاحب فكرة الديوان لم يكشف عن مستوى أدائه، ورغم أنه داخل القصر نفسه لم يزره مرة واحدة. «الليل ستّار العيوب» مثل شعبى يتبعه الرئيس، فبدلاً من تدبير الأمور بين ظلمات الليل والخروج بها مع كل فجر جديد، قلب الرئيس الآية وأصبح يحكم ويعالج الأزمات تحت ضوء النجوم، الإعلان الدستورى الجديد أصدره مساء، فى منتصف ليلة حواره مع القوى الوطنية بالقصر الجمهورى، اللقاء والخطاب التليفزيونى المسجلان للرد على الأحداث الأخيرة، ألقاهما مرسى ليلاً، قرارات سابقة انتهى إليها وأفصح عنها «الرئيس» فى عتمة الليل، منها عودة مجلس الشعب «المنحل» وإصدار الإعلان الدستورى «الملغى»، وانتهاءً بتسلم الدستور وتصويت الجمعية التأسيسية عليه، والدعوة للاستفتاء عليه أيضاً. الرئيس المدنى قال إنه يقود خطة «نسر» لتطهير سيناء من الإرهاب والتنظيم الجهادى، كررها مراراً، متناقضاً مع خلفيته المدنية البعيدة عن العمل العسكرى تماماً، قوله إن المتظاهرين المعارضين له كسّروا سيارته الرئاسية أمام قصر الاتحادية، وهى السيارة المصفحة ضد الرصاص والطوب، غافلاً عن أنه أستاذ علم المواد بكلية الهندسة أيضاًً من تصريحاته المتناقضة. الدكتور محمد الذهبى أستاذ القانون الدستورى يرى أن طريقة خروج الإعلان الدستورى الأخير يخالف كافة المبادئ والأعراف والقواعد الدستورية والقانونية والدولية، لأن الإعلان يلغى إعلاناً باطلاً وما بُنى على باطل فهو باطل، «هم فى مرحلة اضطراب جعلتهم يصدرون قرارات مصيرية وخاطئة شكلاً ومضموناً وفى الليل كمان»، «الذهبى» يؤكد أن عمل الجماعة ليلاً له علاقة بتاريخ العمل السرى فيها «دول لسه طالعين من الجحور من شهرين».