تعد مبادرة إعادة إحياء مشروع «طريق الحرير» من أهم الملفات المطروحة على أجندة لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى بالرئيس الصينى شى جين بينج خلال زيارته المرتقبة لمصر، حيث يعد طريق الحرير شبكة طرق فرعية تصب فى طرق أكبر، وكانت قديماً مسارات للقوافل المتجهة من الشرق إلى جهة الغرب لتجارة الحرير. المشروع يدعم حركة التجارة بين مصر والشرق الأقصى.. ويحقق عائداً بأكثر من 2.5 تريليون دولار سنوياً وفى سبتمبر عام 2013 أعلن الرئيس الصينى عن مبادرة جديدة أطلق عليها «حزام طريق الحرير الاقتصادى» تهدف لتعزيز التعاون الاقتصادى وتحسين سبل ربط الطريق وتشجيع التجارة والاستثمار ودعم عمليات التبادل بين الشعوب، وفى أكتوبر الماضى دعا الرئيس الصينى إلى إعادة إنشاء شبكة الممرات البحرية القديمة لخلق «طريق الحرير البحرى» لتعزيز الربط الدولى. وقال الدكتور إسماعيل عبدالغفار، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، إن لقاء الرئيسين المصرى والصينى يهدف لتنشيط حركة التبادل التجارى وخلق فرص عمل للعديد من المشروعات، من ضمنها إعادة إحياء «طريق الحرير»، لافتاً إلى توقيع الأكاديمية العديد من الاتفاقيات مع الجانب الصينى فى مجالات نقل التكنولوجيا والنقل البحرى واللوجيستيات وتبادل الطلاب والدراسات العليا، وأشار «عبدالغفار» إلى أن الصين شكلت لجنة عليا للإشراف على تنفيذ مشروع «طريق حرير» جديد، وهو دليل على الأهمية التى تنظر الصين بها للمشروع، لافتاً إلى أن المشروع يشمل تشييد شبكات من الطرق والسكك الحديد وأنابيب النفط والغاز وخطوط الطاقة الكهربائية ومختلف البنى التحتية البحرية فى مناطق غرب وجنوب آسيا لتعزيز حركة التجارة بين الصين وأوروبا وأفريقيا. وأكد «عبدالغفار» أنه لا بد من عمل تشريعات جاذبة للاستثمارات تتواكب مع رؤية الدولة لخلق فرص عمل. وقال السفير محمود علام، مستشار وزير النقل للتعاون الدولى وسفير مصر فى الصين الأسبق، إن طريق الحرير قديماً كان يعطى بعداً تجارياً وحضارياً بين الصين ودول الخليج العربى، وكان مدخلاً لدخول الإسلام دول آسيا، وهو خط للنقل البرى ممتد من الصين إلى دول آسيا ومنه إلى أفريقيا وأوروبا. وأشار «علام» إلى أن الرئيس الصينى شى جين بينج أعلن إعادة إنشاء شبكة الممرات البحرية القديمة لخلق «طريق الحرير البحرى» من أجل تعزيز الربط الدولى والبحث العلمى والبيئى وأنشطة تربية وصيد الأسماك، لافتاً إلى أن الصين ستقوم بتمويل المشروع بقيمة 47 مليار دولار للدول المطلة على مسار الطريق، وبدأت مع باكستان المطلة على بحر العرب، وتأمل الصين أن يخلق المشروع نشاطاً تجارياً تفوق قيمته 2٫5 تريليون دولار خلال 10 سنوات. وأوضح «علام» أن الصين هى الدولة الوحيدة التى أنشأت مدينة صناعية بغرب السويس وقامت بتطويرها على مساحة 1.5 كم مربع، ومن المنتظر خلال زيارة الرئيس الصينى أن يصل التطوير بالمنطقة إلى 6 كم مربعة. وقال الدكتور أحمد سلطان، الخبير الدولى فى شئون النقل والملاحة، إن الطريق سيدعم حركة التجارة بين مصر والشرق الأقصى لتكون معبراً للتبادل التجارى بين الشرق والغرب، حيث سيتم نقل البضائع من خلال النقل البرى، لافتاً إلى أن الطريق كان قديماً المعبر الوحيد للتجارة تاريخياً بين الشرق والغرب، وأشار «سلطان» إلى أن إعادة إحياء الطريق ستساهم فى تنشيط حركة التجارة وزيادة الخدمات اللوجيستية على هامش عبور حركة التجارة، وتساعد فى خلق فرص عمل جديدة والتنمية المتكاملة للمناطق التى ستمر فيها حركة التجارة.