كشف الدكتور علاء الغنام، مدير برنامج الصحة بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، أنه لا توجد فى مصر سوى مستشفى واحد فقط، تابع لوزارة الصحة، حاصل على اعتماد الجودة، هو «دار الشفاء»، وتسعى الوزارة ضم مستشفيين للحصول على اعتماد الجودة من إجمالى 1374 مستشفى عمومى ومركزى تابع لها، فيما حصلت ثلاثة مستشفيات خاصة فقط على اعتماد الجودة العالمى فى مصر. وأوضح «الغنام» ضرورة إعادة هيكلة الإنفاق الصحى وتخصيص ميزانية العلاج على نفقة الدولة إلى المستشفيات العامة، لتحسين الخدمة بها، والتركيز على 400 - 500 مستشفى من إجمالى المستشفيات التابعة لوزارة الصحة، كمرحلة أولى، مشيراً إلى أن 60% من موازنة الوزارة تنفق على الأجور مع تدنيها وتكدس الجهاز الإدارى لوزارة الصحة، وأن 30% من الميزانية يستحوذ عليها ديوان عام الوزارة بواقع 8٫5 مليار جنيه، لافتاً إلى ضرورة دعم المستشفيات بالإمكانيات اللازمة وتدريب الأطباء خاصة أن الوزارة تعانى النقص الشديد فى أسرة العناية المركزة. وكشف أحدث تقرير للتفتيش الفنى، صادر عن وزارة الصحة، عن كارثة بشأن تقييم أداء 205 مستشفيات على مستوى الجمهورية، فى مختلف التخصصات «عام ومركزى وتأمين صحى، وتابع للأمانة العامة للمراكز الطبية والمؤسسة العلاجية»، حيث حصل 102 مستشفى على تقدير أقل من 50% وحصل 93 أخرى على تقدير 50% فأكثر، فيما تصدر مستشفى المطرية التعليمى التقييم، تلاه مستشفى الهرم، ثم شبرا العام والساحل التعليمى وحميات الإسكندرية، و17 مستشفى آخر بتقدير «جيد جدا» تراوح ما بين 86 إلى 84%، و79 مستشفى «جيد» و82 «ضعيف» و22 «ضعيف جدا»، وحصل 30 مستشفى على تقدير «أقل من 30%» وجاء مستشفى غرب النوبارية فى المركز الأخير بتقدير «ضعيف جدا» 10% فقط. ولم يرصد التقرير الخدمات المقدمة للمريض، وعجز عدد كبير من المستشفيات عن تقديمها، حسب الدكتور أحمد حمدى صقر الطبيب بمستشفى إمبابة العام، وقال: «لو عيان محتاج عناية مركزة ومش معاه فلوس، يموت أحسن»، مضيفا أن «مريض العناية المركزة قد تضيع حياته إذا لم تتوفر له خدمة جيدة فى المستشفيات، فما بالنا بمريض لم يجد سريرا من الأساس، بسبب انعدام ضمير الأطباء؟ فالطبيب النوبتجى فى مستشفى حكومى يكون مسئولا عن حوالى 15 سريرا، وهو أمر غير منطقى، لأن الحد الأقصى الذى يمكنه متابعته يتراوح بين 5-6 حالات»، وكشف «صقر» عن أن المستشفيات الحكومية بها أجهزة، لكن لا يوجد بها قوة بشرية تستخدمها. ويشدد «صقر» على أن «المستشفيات الخاصة أيضا ترفض المرضى إذا شعرت أن حالتهم خطرة»، ويكمل: «المستشفيات الحكومية مش مجانية زى ما الناس فاكرين، ومستشفى إمبابة العام مثلا تأخد 500 جنيه علشان المريض يدخل العناية المركزة، فضلا عن أنه فى الوقت الذى تنفق فيه المستشفى بسخاء على التجهيزات الشكلية، وتغيير رخام السلم بالكامل 10 مرات تقريبا فى العام الواحد، من حديث إلى أحدث، دون حاجة- لا يجد المريض حقنة إن احتاجها».