رصدت «الوطن»، مساء أمس الأول، ليلة اقتحام مقر المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين بالمقطم، الذى جاء عقب دقائق معدودة من انتهاء خطاب الرئيس محمد مرسى عن أحداث «الاتحادية»، ل«يهتز» عرش مكتب الإرشاد أمام هتافات «الشعب يريد إسقاط النظام». وأضرم متظاهرون غاضبون «النار» واستولوا على بعض المستندات، قبل أن تطاردهم قوات الأمن المركزى فى حلقات من «الكر والفر»، فى شوارع المقطم حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالى. كانت عقارب الساعة تشير إلى العاشرة مساء الخميس، وعشرات الشباب يواصلون تظاهرهم لليوم الثالث على التوالى أمام مكتب الإرشاد، للمطالبة بسقوط «النظام»، وفجأة توقف الجميع للاستماع لخطاب الرئيس، لعله يتراجع عن الإعلان الدستورى ويوقف الاستفتاء على الدستور، كما بدت قوات الشرطة المكلفة بتأمين مكتب الإرشاد فى حالة استرخاء بعد معاناة 3 ليالٍ متواصلة، إلا أن كلماته عن «الطرف الثالث وفلول مبارك» بأنهم المتسببين فى مذبحة الاتحادية، أيقظت المتظاهرين من سباتهم. وانطلق عشرات الغاضبين إلى الباب الخلفى لمكتب الإرشاد، مرددين هتافات: «ارحل.. ارحل»، مستغلين «ثغرة أمنية»، تمثلت فى عدم تأمين البوابات الخلفية، كنقطة اقتحام لداخل مقر «الجماعة»، قبل أن يحطموا أغلب محتوياته من «أثاث وزجاج وأخشاب» فى الطابقين «الأول والثانى»، والاستيلاء على بعض الأوراق، مستخدمين زجاجات المولوتوف فى محاولة لإشعال النيران بالمقر، لكن التدعيمات الشرطية التى وصلت لمحيط مكتب الإرشاد منعتهم، بعد أن أطلقت قوات الأمن المركزى «سيلا من القنابل الغازية» فى محاولة لإخراجهم. وأجبرت آثار القنابل الغازية المحتجين على الخروج خارج المقر، خوفاً من حملة اعتقالات، فى الوقت الذى توافد فيه مئات المتظاهرين إلى محيط مكتب الإرشاد، بالتزامن مع وصول تشكيلات شرطية جديدة تدعيماً لقوات الأمن المركزى، وفرضت كردونات أمنية لمنع المتظاهرين من العودة، بينما اتجه عدد من المحتجين لتوزيع المستندات التى استولوا عليها من داخل «مقر الجماعة» على الموجودين بالخارج، وهم يرددون: «غنيمة النصر.. من النهارده مفيش إخوان»، وتعلقت أغلب المستندات بأمور إدارية حول أنشطة الجماعة، منها مستند حول «ورديات الحراسة الداخلية» للمكتب، وأخرى تتعلق بخطط «الشُّعب والأسر». وسارع سكان العمارات المجاورة لمكتب الإرشاد للنزول، لتشكيل لجان شعبية لحماية العقارات خوفاً من مصير «مصر الجديدة»، وحاولوا إقناع المتظاهرين بالرحيل، وطالب رجل فى ال60 من عمره، اسمه «عم محمد»، وصف نفسه ب«أقدم سكان المنطقة»، المتظاهرين بالالتفاف حوله قائلاً لهم: «يا ولاد إحنا سكان المنطقة، وبتوع الإخوان أخلوا المقر من 3 أيام ومفيش حد منهم جوه ولا فيه أى حاجة مهمة»، قبل أن يقطع المحتجون حديثه مرددين هتاف: «مش هنمشى.. هو يمشى». ودارت أحاديث ودية بين المتظاهرين والقيادات الأمنية على عكس العادة، وقال المحتجون: «مشكلتنا مش مع الشرطة.. سبونا نحرق المقر»، قبل أن يأتى الرد «إحنا عندنا تعليمات مفيش متظاهر يضرب لا بطوبة ولا بقنبلة.. بس إحنا بنحمى منشأة عامة»، وسرعان ما تحول «الود» لهتافات غاضبة ضد الشرطة، لتندلع حلقة جديدة من الاشتباكات انتهت مع ال6 من صباح الجمعة بإخلاء قوات الشرطة لمحيط مكتب الإرشاد من المتظاهرين بعد إطلاق مكثف للقنابل وسط هتافات «راجعين بكرة».