قال الصحفي محمد حسنين هيكل إنه يرى أن الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي، كان بمثابة "قفزة" في الظلام. وتابع هيكل: "مشكلة الإعلان الدستورى أنه قفزة فى الظلام، ساعة ما كل الناس تسير فى طرق مجهولة لم تختبرها من منطق نبنى بسرعة رغم أن البناء سيقع فوق رؤوسنا بعد بكرة، كلام مش معقول، وانت بصدد تأسيس دولة جديدة بعد فترة غابت فيها فكرة الدولة وليس الدولة، كيان الدولة كان موجوداً طول الوقت، ولو أنى خايف عليه الآن، فكرة الدولة المسئولة عن كل المجتمع والموجودة بإرادة كل المجتمع تحت فتح طريق مستقبل لكل المجتمع كانت فكرة معطلة". "لما الذاكرة تتكرر، إذن هى تعبير عن قانون، أخبرينى لماذا خرج مبارك بهذه السهولة التى لا تتصورينها، طنطاوى كلم مبارك، قال له «الموقف بكرة صعب وممكن الحرس ما يقدرش ومش عايز القوات تشتبك مع الناس فيُستحسن تكون بره فى حتة تانية»، قال له «أروح شرم الشيخ»، فراح شرم الشيخ، وكلمه على الساعة 10 الصبح يوم الجمعة 11 فبراير قال له المظاهرات فظيعة جداً، طيب إيه الحل؟ فقال له عمر سليمان «مع الأسف سيادتك تمشى»، وهذا كلام موثق، قبل الضهر كلمه عمر سليمان فقال له «خلاص حضّروا البيان خلاص واعرضوه علىّ فى التليفون»، وغيّر فيه كلمتين بدل يتنحى خلاها يتخلى، تصور باعتباره عالم صياغة عظيم إن ما حدش أجبره على التنحى، كل ما طلبه شىء واحد «أجلوا الإعلان لحد ما تكون سوزى، حسب ما قال عن زوجته، والأولاد جُم»، ومشى مبارك، السؤال: مبارك مشى بهذه السهولة ليه؟ نسأل سؤال آخر: المجلس العسكرى الذى جاء وأمسك بكل شىء فى البلد وكلنا شكينا سواء بمبرر أو دون مبرر، كيف تخلى عن السلطة بهذه البساطة، وأرجو أنك لا تقولى لى بمنتهى البساطة: الرئيس مرسى شال طنطاوى وشال عنان، مش صحيح، اللى شالهم بالدرجة الأولى هو استحالة البقاء لأنهم وجدو نفسهما أمام ما لا يستطيعان تحمل مسئوليته". واستطرد: "الوزرات المتعاقبة لماذا فشلت؟ أنا شخصياً من الناس الذين يثقون فى الجنزورى، ويعتقدون أنه رجل كفء، كيف لم يستطع هؤلاء إلا أن يزيدوا من المشاكل عبئاً، بمعنى أن الجنزورى واراد أن يحل بعض المشاكل اضطر أن يصرف بزيادة العجز، لم يأتِ بموارد جديدة، ولم يستطع أن يفعل أى شىء، العنصر الخارجى والدولى كان فاعلاً، وهنا سأتكلم على مرتين أنا شاهدت فيهم طنطاوى، المرة الأولى وجدته يرسل لى اللواء حسن الروينى، جاء إلى مكتبى مشكوراً، وقال لى: المشير عايز يشوفك، ونزلت معه إلى مكتبه فى القيادة المركزية، كلمنى عن الوضع الاقتصادى وأنه سىء جداً والمعونات لا تأتى، وبعدين وجدته يقول: «يا أخى الأمريكان مش بس بيرفضوا المساعدة لكنه أسوأ من ذلك إنهم بيطلبوا من الآخرين عدم المساعدة، وهدفهم الضغط على المجلس العسكرى». نقطة مهمة أخرى أحب أن أضيفها فى السياق ونحن نتحدث عن الدستور أولاً أم الانتخابات، مع الأسف الشديد هذا لم يكن خيارنا، مع الأسف الشديد هذا ما كان من أول لحظة وفى واشنطن أُبلغ إلى من كان من العسكريين فى واشنطن".