شكل العاملون بشركة "كيرسيرفيس" عائقا كبيرا أمام الجماعات المسلحة التي تزرع العبوات في العريش، حيث يقوم عمال الشركة منذ ساعات الفجر الأولى حتى أوقات المساء بمداهمة جميع المناطق والشوارع سواء الفرعية أو العامة بوسط العريش وأطرافها، أثناء عمليات التنظيف وإزالة المخلفات البيئية. وقال أحد أهالي العريش إن عمال النظافة يزيلون أي أكياس سوداء أو كراتين بجانب الطريق، علاوة على أنهم يقومون بالإبلاغ عن أي جسم مشبوه، وجد بجانب الطرقات أثناء عمليات النظافة التي يقومون بها، فهم بالفعل يشكلون جهة تمشِّط المكان بشكل ميداني في أكثر من 10 مرات طوال فترات النهار، وأدى ذلك إلى تحجيم وضع الجماعات المسلحة للعبوات الناسفة بجانب الطريق، لهذه الأسباب استهدفت الجماعات المسلحة سيارات الشركة وأحرقتها بالكامل. أحد العاملين بشركة "كيرسيرفيس" تحفظ على عدم ذكر اسمه قائلا: "كنا نتوقع أن يتم منعنا من نظافة الشوارع أو تهديدنا، لأننا كنا بالفعل نبلغ عن أجسام غريبة كنا نجدها في الطرقات أثناء عمليات التنظيف وإزالة القمامة من الشوارع". ويعتبر أهالي العريش شركة كيرسيرفيس هي من تمشط شوارع المدينة بشكل كبير خلال فترات النهار والمساء، ويعرفون جميع الطرق، بل إنهم يعرفون أحجام قمامة البيوت والمناطق، ويشكل توزيعهم على الشوارع وطرقات المدينة، عائقا حقيقيا أمام زارعي العبوات الناسفة. وعلى جانب آخر، أفادت مصادر بأن النيابة العامة تباشر التحقيق في حريق شركة النظافة بالعريش والذي أشعله مجهولون في ساعة مبكرة من صباح أمس الأحد، تم بالفعل تشكيل فريق من النيابة برئاسة المستشار عماد الدهشان المستشار العام الأول لنيابات شمال سيناء، وذلك لمعاينة موقع الشركة. أصدرت النيابة قرارا بندب الأدلة الجنائية لعمل معاينة تصويرية لمكان الحريق لمعرفة أسبابه وبدايته ونهايته، والمادة المستخدمة في إشعال النيران، والمدة الزمنية التي تم اشتعال النيران بالسيارات الموجودة وإعدادها وتحديد حجم الخسائر الناجمة. وكان مسلحون مجهولون أشعلوا النيران في مقر شركة النظافة بمدينة العريش، ما أدى إلى احتراق 43 سيارة ومعدة قيمتها نحو 20 مليون جنيه، ناهيك عن تعطل مهمة عمال الشركة بالعريش، وتراكم كميات القمامة في الشوارع.
