أكد الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إن الوزارة متهمة بتنمية المعلم، وأنها اتبعت منهجية علمية في تنمية وتطوير المعلمين، وقياس أثر البرامج التدريبية المتاحة لهم، وتقييم أدائهم، وأعدت وثيقة بالمعايير القومية للتعليم في مصر عام 2003، وخصصت مجالا كاملا يحدد مهام المعلم العصري، الذي أصبح أقرب لصفات المربي والمخطط والمتأمل والباحث والمفكر والمُقَيِّم والقائد، بل والمتعلم أيضًا. وأشار الشربيني، خلال كلمته التي ألقاها خلال مؤتمر المعلمين السنوي الأول، لتطوير التعليم في الوطن العربي، تحت رعاية الأمين العام لجامعة الدول العربية، والمنعقد بمقر الجامعة الأمريكية بالتجمع الخامس، إلى أن مصر شاركت في وضع الإطار الاسترشادي لمعايير أداء المعلم العربي، من سياسات وبرامج، كإحدى الدول العربية ذات الخبرة في مجال بناء المعايير، بالتعاون مع جامعة الدول العربية ومنظمة "يونيسيف". وتابع وزير التعليم، أن المشروع الثاني من مشروعات الإطار، نص على إنشاء الأكاديمية العربية للمعلم والدراسات التربوية، ووقع الاختيار على الأكاديمية المهنية للمعلمين، في مصر، والأردن الهاشمية؛ للبدء في تنفيذ المشروع. وأوضح الشربيني، أن تفعيل دور الأكاديمية كمركز تميز عربي، لوضع خطط وبرامج وسياسات للارتقاء بأداء المعلم العربي، يستلزم تضافر الجهود العربية، وعمل اتفاقيات ثنائية، ومتعددة الأطراف؛ للمضي قدمًا نحو الاستفادة من الإمكانات الضخمة المتوفرة في الأكاديمية، لافتًا إلى أن اجتماع اليوم يعد فرصة قيِّمة لمناقشة سبل تفعيل الاتفاقيات والأطر القائمة، وتحديد مجالات العمل المستقبلي، وتجديد الالتزام نحو التعاون المشترك، ووضع آليات تنفيذية ترتبط بجدول زمني، ومعايير لتقييم مشروعاتنا المشتركة؛ حتى نصل إلى إنجاز فعلي في مجال تنمية المعلمين. وشدد الوزير، على أن المتابعة من شأنها أن تضمن جودة الخدمة التعليمية المقدمة للطلاب، وأن مهنة التدريس تعتمد أساسًا على التزام المعلم نحو أداء مهنته على أعلى مستوى من الكفاءة، مشيرًا إلى أن المعلم هو من يؤسس للتربية من أجل المواطنة العالمية والديمقراطية والاعتدال واحترام الآخر، وإعلاء مصلحة الوطن والمسؤولية الاجتماعية، وغيرها من المبادئ التي تصنع حضارة الأمم، موضحا أن خير وسيلة لنشر تلك الأفكار بين أبنائنا، أن يكون المعلم قدوةً لهم. ولفت الهلالي، إلى أن تنمية المعلم كباحث تعد إحدى أولويات التنمية المهنية المستديمة للمعلمين؛ فيجب أن يعتمد المعلم على بحوث الفعل؛ لتقييم نفسه بصفة دورية، ورصد المشكلات التي تواجهه داخل المدرسة، ووضع أسئلة بحثية لعلاج المشكلات، ويشاركها مع زملائه المعلمين، وكذلك الطلاب، للبحث عن حلول مبتكرة تلبي احتياجاتهم، وتتعامل مع الفروق الفردية بينهم، موضحًا أن التوسع في تطبيق بحوث الفعل، من شأنه المساعدة على تحقيق الإصلاح المتمركز حول المدرسة، والتنمية المهنية المستديمة للمعلمين.