حالة من الغضب الشديد والغليان المتزايد، تنتاب القوى السياسية والحركات الثورية بالبحيرة، بعد الأحداث والاشتباكات الدامية التي شهدها محيط قصر الاتحادية الرئاسي بين جماعة الإخوان المسلمين والمتظاهرين المعارضين للإعلان الدستوري، والدعوة للاستفتاء على الدستور، والتي خلفت 5 شهداء والمئات من المصابين. أصدر حزب التجمع بالبحيرة بيانا حمل عنوان "المجد للشهداء.. والحرية للشعب"، أكد فيه إدانته همجية وبلطجة الإخوان المسلمين الذين ينقضون بالمطاوي والسكاكين وقنابل المولوتوف على الشباب المعتصمين سلمياً، وقال إن الدم المصري الغالي الذي يراق حالياً أمام القصر الرئاسي هو في رقبة د. محمد مرسي الذي أحدث هذا الانقسام الحاد في المجتمع بسبب إعلانه غير الدستوري، وبسبب دعوته للاستفتاء على مسودة دستور باطل بطلاناً مطلقاً . إننا نشير إلى ما أعلنه الدكتور محمود غزلان ،المتحدث الإعلامي باسم الإخوان المسلمين، والذى قال مهدداً إن الإخوان يزحفون على الاتحادية لإنهاء الاعتصام وطرد المعتصمين، إن ما قاله غزلان اعتراف رسمي من الإخوان المسلمين بأنهم يرتكبون جريمة يعاقب عليها القانون، وهى جريمة التعرض بالضرب إلى حد القتل لمعتصمين سلميين . وطالب حزب التجمع الجهات القضائية المختصة باستدعاء غزلان وإخوانه الذين أدلوا بتصريحات مماثلة للتحقيق معهم، باعتبارهم المحرضين الرئيسيين على هذه الجريمة التى تقدم دليلاً جديداً على السلوك الإرهابي الذى يسرى في دماء جماعة الإخوان ، كما أن ما حدث أمام قصر الاتحادية من قبل أنصار د. محمد مرسي على المعتصمين سلمياً أمام القصر، يمثل جريمة جنائية متكاملة الأركان وتستحق العقاب. كما يسجل حزب التجمع أن صمت د. محمد مرسى يقدم أيضاً دليلاً جديداً على أنه اختار أن ينحاز لجماعته وفقد شرعيته كرئيس لكل المصريين. إن ما يرتكبه فلول الإخوان لا يمكن أن يمر بسهولة وستبقى مصر أكبر من كل المؤامرات التي تحاك لها، وستبقى جذوة الثورة مشتعلة حتى تتحقق أهدافها رغم أنف أعدائها. قال محمد جرامون ،رئيس الاتحاد، إنه لا سبيل للخروج من هذا المأزق الذي نعيشه سوى قيام الرئيس محمد مرسي بتجميد بعض مواد الإعلان الدستوري المختلف عليها، وأن يدعو الرئيس إلى حوار فورى بشرط أن يكون جادا وفاعلا، وأن يُقسم كل من يشارك فى هذا الحوار أنه جاء لإيجاد حل يرضي جميع الأطراف وينقذ البلاد من المستقبل المجهول الذى ينتظرها إذا استمر هذا الانشقاق والعناد من كلا الطرفين، وأن يضع المشاركون فى هذا الحوار خارطة طريق تسير عليها البلاد خلال العامين القادمين ، وأن تكون قضية الجمعية التأسيسية والدستور، هى أول بنود هذه الخارطة وأن يصدر الرئيس إعلانا دستوريا جديدا ، بإعادة الدستور للًجنة التأسيسية، وأن يتم مناقشة كل المواد المُختلف عليها لإحداث التوافق التام من أجل الوطن، وليكون الدستور معبرا عن كل أطياف المجتمع المصرى، وأن يتم اضافة مجموعة من الشخصيات المستقلة من ذوات الخبرة القانونية للمشاركة فى حسم هذه المواد الخلافية. فى دمنهور تظاهر المئات من ائتلاف القوى السياسية بالبحيرة، بميدان الساعة، للتنديد باعتداءات جماعة الاخوان المسلمين، على المتظاهرين المعارضين للإعلان الدستوري والدعوة للاستفتاء على الدستور، بمحيط الاتحادية الرئاسي بمصر الجديدة . ردد المتظاهرون هتافات مناهضة للجماعة والمرشد والرئيس محمد مرسى منها "يسقط يسقط حكم المرشد، و"بيع بيع بيع الثورة يا بديع "، وحمل المتظاهرون لافتات مكتوبا عليها "لا للاعلان الدستوري" و" لا للدستور"، و"نريد دستورا يعبر عن جميع المصريين". وفى ايتاى البارود تنظم جبهة الانقاذ الوطني، التى تضم أحزاب الوفد والدستور والكرامة والتيار الشعبى والتحالف الشعبي الاشتراكي، اليوم مسيرة تنطلق من المسجد القديم بالمدينة، للتنديد بأحداث قصر الاتحادية ورفض الاعلان الدستوري والدعوة للاستفتاء على الدستور والتأكيد على رفض هيمنة جماعة الاخوان المسلمين على مقدرات البلد .