في أقل من 48 ساعة استهدف الإرهاب قطاع السياحة المتدهور في الأساس عن طريق هجومين على فندق في شارع الهرم بالجيزة، وآخر بمدينة الغردقة في البحر الأحمر. يقظة قوات الأمن في الحادثين حالت دون وقوع كارثتين، ففي الهجوم الذي استهدف فندق «الأهرامات الثلاثة» بالجيزة، أمس الخميس، ونفذّه 15 عنصرًا أطلقوا الشماريخ صوب الخدمات الأمنية المكلفة تأمين الفندق، تصدت لهم قوات الأمن وألقت القبض على 5 منهم اليوم، بإرشاد من أحد المتهمين الذي ألقي القبض عليه أمس. الهجوم الذي استهدف فندق «الأهرامات الثلاثة»، وقع بالتزامن مع انتظار أتوبيس أمام الفندق يقل فوجًا سياحيًا من 40 سائحًا من «عرب 48» لم يصب أيًا منهم بمكروه. منفذو العملية قسَّموا أنفسهم إلى مجموعات، تولت الأولى قطع شارع الهرم في الاتجاهين ومنع مرور السيارات، وأطلقت الثانية الخرطوش على واجهة الفندق وزجاج الأوتوبيس باستخدام ثلاث بنادق خرطوش، بينما تولت مجموعة ثالثة إلقاء المولوتوف على الأتوبيس والفندق. ومساء اليوم، هاجم 3 مسلحين بحوزتهم أسلحة بيضاء وعبوات هيكلية وطبنجة صوت فندق «بيلا فيستا» في مدينة الغردقة، وأحدثوا إصابات بسائحين نمساويين، وثالث سويدي، فيما أردت قوات الأمن اثنين منهم قتلى. الحادثان الإرهابيان يلقيان بظلالهما الوخيمة على قطاع السياحة المتدهور في الأساس، والذي تحاول الحكومة إنعاشه عن طريق حملات عدة سياحية كان آخرها حملة This Is Egypt التي أطلقتها وزارة السياحة. وزير السياحة هشام زعزوع توقع تأثيرات سلبية للهجوم على فندق «بيلا فيستا»، على الحركة السياحية الوافدة لمصر، وأن تعيد تلك الحوادث انقطاع السياحة إلى المربع «صفر» بعد الجهود التي بذلتها الوزارة. العمليتان الإرهابيتان تأتيان بعد أقل من ثلاثة أشهر، على تحطم طائرة ركاب مدنية روسية في سماء شبه جزيرة سيناء، كانت تقل 224 شخصًا قضوا جميعًا في الحادث، وسقطت الطائرة بطريقة عمودية ما أدى الى احتراق أجزاء منها وانتشار الجثث والأشلاء على مساحة تصل حوالي 5 كيلو مترات. وعقب وقوع تلك الكارثة التي حدثت في 13 أكتوبر 2015، أجلت دول عدة رعاياها من مدينة شرم الشيخ، فيما فرضت شركات طيران عالمية حظر سفر على المنتجع الأشهر في مصر، ما أضر كثيرًا بالقطاع السياحي. ويوم بعد الآخر، حذر عدد كبير من الدول رعاياها من السفر إلى المنتجعات السياحية المصريّة، خصوصًا وأن لجان التحقيق الروسية تحدثت عن عمل إرهابي يشتبه أن يكون وراء إسقاط الطائرة الروسية.