«كل ما فعلته أن طالبت الرئيس محمد مرسى بتقوى الله وإصدار قرارات تجمع الناس ولا تفرقهم وأن يكون رئيساً لجميع المصريين فى خطبة الجمعة فتم نقلى إلى مسجد آخر فاضطررت إلى تقديم استقالتى»، هكذا تحدث الشيخ حسن عبدالبصير عرفة إمام مسجد الشهداء بالإسكندرية ل«الوطن»، وأضاف اعترضت على الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس وقلت «لا يجب أن يحصن شخص قراراته» وطالبته بتفعيل الحوار حقناً للدماء، ولكن الإخوان المسيطرون على وزارة الأوقاف لم يعجبهم الرأى وجاء قرار نقلى كعقاب فأعلنت استقالتى من على المنبر. * لماذا أعلنت استقالتك فى خطبة الجمعة الماضية؟ - اعتدت على قول رأيى حتى فى أحلك الظروف، ولكن حالياً يتم التضييق علىّ، فقد خطبت الجمعة قبل الماضية فى مسجد الشهداء بسيدى جابر، وطالبت الرئيس مرسى بأن يتقى الله ويصدر قرارات من شأنها لم شمل الناس وليس تفريقهم، وبعد الخطبة طلبنى مدير المديرية وأبلغنى بخبر النقل من المسجد، وهو رجل عالم فاضل، وقال لى: أنا استحى منك ولكن الضغوط أكبر منا فكنت أتمنى أن تقول رأيك بكل صراحة وحرية مثلما كنت تفعل فى عهد النظام السابق، وكان شاهداً على هذا اللقاء الدكتور أحمد ريان إمام مسجد على بن أبى طالب فى سموحة، وهددت بالإضراب عن الطعام، فتراجعوا عن قرار النقل ومارست عملى بشكل طبيعى، ولكنى فوجئت قبل صعودى للمنبر الجمعة الماضية بربع ساعة باتصال من الأوقاف يطالبنى بترك المسجد لإمام غيرى، والتوجه إلى مسجد سيدى جابر لإلقاء الخطبة، وأبلغونى أن هناك ضغوطاً من الإخوان لإبعادى عن المسجد، وأنا استحييت من الإمام الموجود وتركت له المسجد والحزن يعتصرنى، فقد غادرت المكان وسط وجود رواد المسجد. * وما الموضوع الذى أثرته فى خطبتك بسيدى جابر الذى تسبب فى الأزمة؟ - طالبت بتفعيل الحوار، وقلت إن الله تعالى حادث إبليس فى القرآن الكريم فلماذا لا توجد لغة الحوار بدلاً من الصدام؟ واتهمنى الإخوان بأننى من الفلول، رغم أننى لا أنتمى لحزب أو تيار أو فصيل، والجميع يعرف جيداً معارضتى للنظام السابق، فقد اتهمت أحمد نظيف حينما كان رئيساً للوزراء بالغباء السياسى لأنه تسبب فى كثير من المشاكل، وعارضت كثيراً من القرارات للنظام السابق وكان ذلك فى المسجد، ولكنهم يريدوننا تحت السمع والطاعة ولا نستخدم عقولنا. * البعض يتهمك بأنك استخدمت المنبر للشو الإعلامى بعد إعلان استقالتك من فوقه؟ - أنا حزين لأن بعد الثورة التى نادت بالحرية لا أستطيع التعبير عن رأيى وأواجه ضغوطاً حتى لا أتكلم فى عهد أول رئيس منتخب، والله لن أعتلى المنبر قبل استرداد حقى، وإذا لم يرد للإمام اعتباره لا يمكن أن يصعد المنبر، ومن العيب أن عمامة الأزهر يهيمن عليها تيار أو فصيل دينى. * هل تذمر منك جمهور المسجد؟ - والله لم يحدث، ولو تم ذلك لما تركونى فى المسجد أسبوعاً كاملاً بعد الخطبة التى وجهت فيها نصائح للرئيس، ولم يتم تحويلى للتحقيق من قبل الوزارة. * هل هناك خلاف بينك وبين الإخوان أو الإسلام السياسى؟ - ليس بينى وبين أحد خلاف، والدليل هو أننى كنت خطيباً لمسجد صدر الإسلام المحسوب على تيار الإخوان المسلمين لمدة 3 سنوات، وكان من رواد المسجد الدائمين أسامة نصر عضو مكتب إرشاد الإخوان، وعلى عبدالفتاح القيادى البارز فى الجماعة. وانتقدت فى عهد النظام السابق أحمد عز من أعلى منبر مسجد الإخوان، وكانوا من أشد المعجبين بى بسبب شجاعتى الدائمة، فأنا أول إمام أوقاف وعالم بالأزهر الشريف انتقد الرئيس السابق «مبارك» من أعلى المنبر، وانتقدت تصدير الغاز لإسرائيل، وكذلك الدكتور مفيد شهاب، ولم أكن طامعاً فى سلطة ولكنها كلمة حق، وأخشى أن يأتى اليوم الذى يتم فيه نقل العلماء الكبار إلى الزوايا، ويوضع شباب الجماعة بالمساجد الكبرى، ولابد أن يعلم الإخوان جيداً أن علماء الأزهر الشريف فى المقدمة.