يستعد "الازلي" راين جيجز للاحتفال غدا، بميلاده التاسع والثلاثين بصحبة زملاء لم يكن ولدوا عندما سجل الويلزي بدايته مع مانشستر يونايتد الإنجليزي قبل 21 عاما. إن تواصل ممارسة كرة القدم على أعلى المستويات، وأنت أصبحت على مشارف العقد الرابع من عمرك فهذا انجاز كبير، فكيف الحال إذا كان اللاعب المعني يشغل مركز الجناح في فريق من عيار مانشستر يونايتد، فهذا الأمر يجعله لاعبا "خارقا" لا يعرف معنى للتقدم بالعمر حتى وإن أطلق عليه لقب عجوز "اولدترافورد". "تأقلمت منذ فترة طويلة على واقع أني ألعب إلى جانب لاعبين لم يكن قد ولدوا عندما سجلت بدايتي، ومع أمور من هذا النوع"، هذا ما قاله جيجز الذي يخوض موسمه الثالث والعشرين مع "الشياطين الحمر" ويجب العودة بالذاكرة إلى 2 مارس 1991، اليوم الذي سجل فيه بدايته مع الفريق، عندما أصيب المدافع الإيرلندي دينيس ايروين أمام ايفرتون على ملعب "اولدترافورد" ما دفع المدرب اليكس فيرجسون إلى الزج بلاعبه اليافع الذي كان يبلغ حينها 17 عاما في مباراة خسرها فريقه صفر-2. وتابع "جيجز" الذي أصبح أكثر لاعب خوضا للمباريات بقميص مان يونايتد (919): "نعم، لقد اعتدت على هذا الأمر، أنه أمر يجب أن أعيش معه، على ما أعتقد". وأشار جيجز في حديث مع موقع الدوري الإنجليزي الممتاز إلى أن أفضل المواجهات، كانت مع الغريم الأزلي ليفربول، أما أصعب اللاعبين الذين واجههم فكان ظهير أرسنال السابق لي ديكسون، مضيفا "أعتقد أنك كلاعب تبحث عن التحدي الذي يقدمه أي من فرق الطليعة، لكن بإمكاني القول ليفربول (الخصم المفضل لديه)، لأن هناك دائما أجواء رائعة محيطة بالمواجهة، وبغض النظر عن ترتيب الفريقين في الدوري، هناك دائما هذه الخصومة وتلك الأجواء المتوترة داخل المباراة إن كانت في اولدترافورد أو انفيلد". وعن الملعب الأكثر رهبة بالنسبة له، أجاب جيجز: "اعتقد انفيلد، كما قلت سابقا، هناك دائما أجواء رائعة بغض النظر عن وضع الفريقين في الدوري، قد يكون فريق ليفربول الذي تواجهه متواضعا لكن المباراة التي تخوضها تكون من الأصعب خلال الموسم بسبب الدفع الذي يمنحهم إياه الجمهور وبسبب التاريخ بين الناديين". وأشار جيجز أيضا إلى أن بول سكولز والإيرلندي روي كين والبرتغالي كريستيانو رونالدو هم اللاعبون الذين أستمتع ويستمتع (في حال سكولز) باللعب إلى جانبهم في خط الوسط، دون أن يذكر اسم النجم الآخر سابقا في "الشياطين الحمر" ديفيد بيكهام. ورأى الويلزي المخضرم أن رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي هما أفضل لاعبين في العالم، وبالتالي "لا يمانع" أن يلعب إلى جانبهما إذا حصل على الفرصة. من المؤكد أن "جيجز" أصبح من أساطير "الشياطين الحمر" وأحد أفضل اللاعبين الذين ارتدوا القميص الأحمر الشهير على الإطلاق، فهو أيضا صاحب الرقم القياسي لأكثر اللاعبين مشاركة مع مانشستر في الدوري (645)، متفوقا على إنجاز بوبي تشارلتون (606). ولم يسبق لأي لاعب أن دافع عن ألوان مانشستر طيلة 21 عاما ولا يقترب من إنجاز جيجز سوى تشارلتون وبيل فولكز اللذين ارتديا قميص "الشياطين الحمر" حوالي 17 عاما، في حين أن الويلزي الآخر بيلي ميريديث تواجد في هذه المدينة لمدة 30 عاما بين 1894 و1924 لكنه أمضى معظم تلك الفترة في قميص مانشستر سيتي، أي الفريق الذي بدأ فيه جيجز مسيرته الكروية. ولم يفقد "جيجز" حماسه على الإطلاق رغم بلوغه التاسعة والثلاثين من عمره وهو يستمتع بوقته في الملاعب، ما دفعه إلى تمديد ارتباطه مع "الشياطين الحمر" حتى صيف 2013 وذلك لأن فيرجوسون ما زال يعول عليه كثيرا. جيجز هو اللاعب الوحيد في التاريخ الذي حصل مع فريقه على 12 لقبا في الدوري المحلي كان أولها عام 1993 وآخرها عام 2011، إضافة إلى لقبين في دوري أبطال أوروبا (1999 و2008) و4 ألقاب في مسابقة كأس إنجلترا و4 في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة وكأس السوبر الأوروبية (1991) والكأس القارية (1999) وكأس العالم للأندية (2008). "يواصل تحدي عمره وهذا العام كان بنفس المستوى الذي كان عليه في موسكو (نهائي أبطال أوروبا عام 2008)"، هذا ما قاله فيرجسون عن جيجز العام الماضي، مضيفا "أن مستواه من حينها إلى اليوم بقي إلى حاله، لم يتغير، إنه أمر مذهل ببساطة". ويرى فيرجسون أن جيجز اليوم، يختلف عن جيجز الأمس من ناحية تنوع طريق لعبه إذ أصبح يشغل أكثر من مركز في وسط الملعب بعد أن تسيد سابقا الجهة اليسرى، مضيفا "لكنه لم يعد يتمتع بالسرعة التي كانت لديه قبل عشرة أعوام لكنه يتعاطى مع اللعبة بشكل مختلف الآن. ومع تمديد عقده حتى 2013، فمن المحتمل أن يصل جيجز إلى مباراته الألف على صعيد الكبار، وذلك مع الأخذ بعين الاعتبار المباريات ال64 التي خاضها مع المنتخب الويلزي الأول. قد يحذو جيجز حذو السير ستانلي ماثيوز الذي واصل اللعب حتى بلغ الخمسين من عمره، وهذا ما أشار إليه فيرجسون، قائلا "علينا أن ننتظر لنرى ما سيحصل".