توتر شديد طال العلاقات الروسية التركية مؤخرًا، بدأ بتحرش تركي، حيث هاجمت طائرتان من طراز "إف 16" بسلاح الجوي التركي، المقاتلة "سوخوي 24" الروسية، التي كانت عائدة من الأراضي السورية، بعد زعم تركيا أنها اخترقت حدودها، ما أسفر عن مقتل أحد طياريها. وأسفر الحادث، عن توتر شديد بين الطرفين، حيث اتخذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حزمة من العقوبات الاقتصادية على تركيا، ما تسبب في أزمة تركية، فضلًا عن تحكم روسيا في الغاز الطبيعي الداخل للأراضي التركية، حيث يعمل الجزء الأكبر من المصانع التركية بالغاز الروسي، ما يتسبب في أزمة صناعية كبيرة، إذا نفذت موسكو تلويحها بوقف إمدادات الغاز. لم يقتصر الأمر على تراشق التصريحات بين الطرفين، بل جمعتهم عدة مواجهات، دفعت الطرفين إلى التصرف على غير عادتهما، ونظرًا لتوتر العلاقات التي أشعلت فتيلها إسقاط الطائرة الروسية، انتقلت المواجهة إلى البحر أمس، حيث أطلقت البحرية الروسية النيران، على سفينة صيد تركية اقتربت منها في بحر إيجة، ما تسبب في استدعاء روسيا للملحق العسكري التركي، وفقًا لما أعلنته وزارة الدفاع الروسية. وقال نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنطونوف، إن حادث إطلاق نار على سفينة صيد تركية في بحر إيجه من قبل البحرية الروسية، كان يهدف إلى إبعادها ومنع التصادم والاشتباك معها. بينما أعلنت وزارة الدفاع، تجنب طاقم السفينة الروسية "سمتليفي" التي كانت موجودة على بعد 22 كيلومترا عن جزيرة "ليمنوس" اليونانية في شمال بحر إيجه، اصطدامًا مع مركب صيد تركي، مؤكدة أن الطاقم استخدم أسلحة خفيفة لتحذير السفينة، وفقًا لما ذكرته وكالة "فرانس برس" للأنباء. واليوم، استمرت المواجهة في البحر، حيث أعلنت شركة "تشيرنومور نفط غاز" الروسية، أن سفينة تجارية تركية اعترضت على نقل منصتي حفر تابعتين للشركة في البحر الأسود، وأن أسطول البحر الأسود الروسي تدخل وأجبر السفينة على تغيير مسارها، وفقًا لما ذكرته وكالة "سبوتنيك" الروسية. امتدت المواجهات إلى المستطيل الأخضر، حيث لعب القدر لعبته في قرعة دور ال32 من الدوري الأوروبي لكرة القدم، حيث ذكرت شبكة "روسيا اليوم" الإخبارية، أن القرعة التي جرت في مدينة نيون السويسرية، أوقعت فريق لوكوموتيف موسكو الروسي، في مواجهة نارية مع فريق فناربخشة التركي. جدير بالذكر، أن القمة المفترض عقدها غدًا، بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أُلغيت اليوم، حسبما ذكر موقع "روسيا اليوم".