شهدت أمس الأول مدينة طنطا أحداثاً مؤسفة داخل ساحة الشهداء وشارع البحر الرئيسى، وعمليات كر وفر بين عشرات المتظاهرين من الحركات الثورية والمدنية وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، مما أسفر عن إصابة نحو 20 شخصاً من الطرفين بجروح وكدمات وسحجات وكسور متفرقة بالجسم. جاءت تلك الأحداث بعد مشادات ومشاحنات بين الطرفين، بعد أن حاول أحد المتظاهرين إلقاء زجاجة مولوتوف كانت بحوزته على مؤيدى الرئيس مرسى، غير أن محاولته باءت بالفشل، وحاول الإخوان ضبطه، إلا أنهم لم يتمكنوا بعد أن تدخل شباب الحركات الثورية وهرّبوه، وهو ما أدى لحدوث مشادات ومشاحنات بين الطرفين، وتدخل العقلاء وتم الفصل بينهم. من جانبه، أكد اللواء حاتم عثمان، مدير أمن الغربية، أنه لن يتهاون فى معاقبة من يلعب بأمن واستقرار المواطنين من أبناء المحافظة، مبيناً أن قوات الشرطة وكافة قطاعات المديرية من ضباط وأفراد وأمناء شرطة يعملون جاهدين فى تحديد هوية مثيرى الشغب وأعمال البلطجة التى شهدتها مدينتا المحلة وطنطا. وشدد عثمان على أنه تم ضبط عدد من الجناة الذين شاركوا فى تلك الاشتباكات وأقبلوا على إرهاب المواطنين من المارة وحاولوا اقتحام مقرات حزب الحرية والعدالة وبحوزتهم مواد بترولية وزجاجات من المولوتوف الحارق وتم عرضهم على دوائر النيابات التابعين لها طبقاً لمحل إقامتهم. وأعرب مدير أمن المحافظة عن استيائه لرؤيته ما يعصف بالبلاد خلال المرحلة الراهنة، مشيراً إلى أنه كلف العميد خالد العرنوسى، مدير المباحث الجنائية، واللواء يسرى الشيمى، قائد قوات الأمن المركزى، بتعيين طواقم أمنية وحراسات مشددة حول جميع مكاتب ومقرات الحرية والعدالة بمختلف مراكز المحافظة تحسباً للتظاهرات اليوم الثلاثاء التى من المنتظر أن تشهدها مختلف مراكز المحافظة الثمانية خشية نشوب أى اشتباكات أو اندلاع أحداث شغب وذلك بهدف مواجهتها والتصدى لها بحيادية، وفى ظل اتباع سياسية ضبط النفس مع المتظاهرين. ومن جانبه، أضاف المهندس أحمد العجيزى، أمين حزب الحرية والعدالة بالغربية، فى بيان صادر عن الحزب، أن شباب وأعضاء الحزب عانوا من هجوم شرس غاشم عليهم أثناء تنظيمهم مظاهرة لتأييد الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية لما أقره فى إعلانه الدستورى الثورى لتطهير الدولة من الفاسدين وبقايا النظام السابق. وكشف أمين الحزب عن تمكن اللجان الشعبية من حماية مقر الحزب بالقبض على عدد من البلطجية الذين اعترفوا بأنهم تلقوا أموالاً من أشخاص لا يعرفونهم واتفقوا معهم على إثارة الشغب والفوضى وقتل الإخوان، مبيناً أنه تم العثور معهم على أسلحة بيضاء وسنجة ودولارات. وقال البلطجية إنهم تلقوا مكالمة هاتفية من أحد الضباط أكد لهم أن الأمن سيحميهم ويوفر لهم الدعم «بس عليهم يخلصوا»، على حد قولهم، وكل ما يعرفونه أن القائمين على تنظيم المظاهرات المناهضة لقرارات الرئيس أعضاء من الحزب الاشتراكى ومن المصريين الأحرار والتيار الشعبى وحركة 6 أبريل الجبهة الثورية وغيرهم. وناشد «العجيزى» اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية رجال الشرطة القيام بدورهم بصورة كاملة فى حماية الممتلكات العامة والخاصة بالمواطنين وتأمين مقرات الحزب حفاظاً على أرواحهم ولعودة الاستقرار والأمن. وقال أحمد الشناوى، عضو حركة الجبهة القومية للعدالة والديمقراطية بطنطا وأحد المصابين: إن مختلف القوى الثورية اتفقت على التجمع أمام ديوان محافظ الغربية لتنظيم تظاهرة سلمية للتنديد بقرارات مرسى التى أعلنها فى الإعلان الدستورى الأخير، موضحاً أنه هو وزملاؤه فوجئوا باحتشاد أفراد من شباب الإخوان بساحة شهداء الثورة واستفزازهم وإمساك أحد زملائهم ويدعى أحمد الجمال والاعتداء عليه بالضرب بالأرجل والأيدى فى أماكن متفرقة من جسده، مستخدمين العصى والشوم كأدوات للاعتداءعليه، كما أقبلوا على رشقهم بالحجارة بسبب ترديدهم هتافات مناهضة للرئيس مرسى دون تدخل الجهات الأمنية. ومن ناحية أخرى، أصدرت أمانة حزب مصر القوية بيانات أدانت فيه الاعتداءات الدموية التى شهدتها مدينة طنطا مساء أمس والتى تسببت فى إصابة العشرات جراء الاشتباكات بين الإخوان المسلمين والمؤيدين لقرارات الرئيس من جهة وشباب الحركات الثورية من جهة أخرى وكذلك هجوم بعض الأشخاص على مقر حزب الحرية والعدالة وإلقاء زجاجات مولوتوف عليه فى محاولة لإحراقه. كما أدان البيان جهاز الشرطة، واصفاً إياه بالمتفرج على مسرح الأحداث التى كانت أمام عينه بشارع البحر الرئيسى وشارع النادى أمام كل من مبنى المحافظة ومبنى مديرية الأمن، ولم تتدخل قوات الأمن إلا فى الساعات الأخيرة بعدما قامت بإطلاق قنابل مسيلة للدموع لتفرقة المتظاهرين. وطالب البيان بالتحقيق مع كل من تورط فى أحداث الشغب، والتحقيق مع مدير الأمن فى تعرض الشباب للضرب على مرأى ومسمع منه دون تدخل، والتحقيق مع ضباط قسم ثان فى منع الشباب من تحرير محاضر.