سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
توماس فريدمان: شرعية مرسى «محل شك» الهجوم على غزة أثبت حرص الإخوان على ألا يتورطوا فى حرب مع إسرائيل.. وأنصح أوباما ألا يضحى بالديمقراطية فى مصر مقابل السلام
أى نوع من الزعماء يرغب الرئيس محمد مرسى أن يكون.. هل «دنج شياو بنج» الزعيم الصينى الذى قاد بلاده نحو الطفرة الصناعية؟ أم آية الله الخمينى؟ أم أنور السادات؟ طرح هذا السؤال فى صحيفة «نيويورك تايمز» الكاتب السياسى الأمريكى «توماس فريدمان» الشهير الذى قال إن الهجوم الإسرائيلى الأخير على غزة أثبت عدم رغبة مصر فى التضحية بمعاهدة كامب ديفيد للسلام، والمساعدات الأمريكية من أجل الفلسطينيين. وبرهن الإخوان على عدم رغبتهم فى التورط فى حرب مع إسرائيل نيابة عن «حماس». وقال «فريدمان»: من المستحيل أن يخفى أحد إعجابه بقوة نفوذ مرسى الذى يمكن أن يفيد عملية السلام إذا قرر توثيق علاقته بإسرائيل، وتابع «إذا ألقى مرسى بثقله خلف اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، ستحصل إسرائيل على أكثر مما حصلت عليه فى كامب ديفيد وطوال عهد مبارك، فالسادات عرض على إسرائيل سلاماً مع الدولة المصرية، لكن مرسى يمكنه أن يقدم لإسرائيل سلاماً مع الشعب المصرى والعالم الإسلامى بأسره». واستدرك «فريدمان» بأن تحقيق السلام ليس مرهوناً بتحقيق مرسى للديمقراطية فى بلده، وإنما مرهون بحفاظ مرسى على شرعيته كرئيس منتخب يمثل المصريين، «إلا أن تلك الشرعية أصبحت محل شك بعدما استحوذ على جميع السلطات» وقابل الشارع المصرى ذلك برد فعل عنيف. ونصح الكاتب الأمريكى البارز الرئيس الأمريكى باراك أوباما بألا يتخلى عن تأييده للديمقراطية فى مصر مقابل التهدئة بين إسرائيل و«حماس»، لأن تلك السياسة سبق وتبنتها الإدارات الأمريكية فى عهد مبارك وأدت إلى نتائج سيئة للغاية. وتابع «فريدمان» أن موافقة مرسى على السلام مع إسرائيل ستكون مرهونة بمبادرة السلام العربية، وانسحاب إسرائيل من الضفة الغربية والقدس الشرقية، بالإضافة إلى مقايضة الأرض وعودة بعض اللاجئين، مقابل تطبيع العلاقات الكامل، وإذا عرض مرسى ذلك على إسرائيل سيتم إحياء عملية السلام المحتضرة. وتوقع «فريدمان» حدوث المزيد من المشكلات بين «حماس» وإسرائيل من شأنها أن تورط مصر، لأن «حماس» تربط مصالح الشعب الفلسطينى بإيران التى تمولها، كما ربطتها من قبل بسوريا، والإسرائيليون لا يثقون فى «حماس»، وأشار إلى أن السادات قد أحرج الإسرائيليين أخلاقياً بزيارته للقدس، وعرفوا أنه لا مجال للاحتفاظ بسيناء كما أنهم ليسوا بحاجة لها من الناحية الاستراتيجية، لكنهم لا يثقون فى نوايا «حماس» تجاه عملية السلام.