شن عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، مساء أمس، اعتداءات على العاصمة الفرنسية "باريس" استهدفت 6 مواقع مختلفة في وقت متزامن، وأوقعت أكثر من 127 قتيلا و200 جريح. "داعش" يشن هجمات إرهابية على "باريس" تخلف 127 قتيلا و200 جريح.. ومقتل 8 عناصر من منفذي الاعتداءات ووقعت 5 اعتداءات قرب استاد فرنسا الدولي في الضاحية الشمالية ل"باريس"، بدأت بانفجار قرابة الساعة التاسعة و20 دقيقة مساء، حيث كانت تجرى مباراة كرة القدم بين منتخبي "فرنسا" و"ألمانيا"، وتم على الفور إجلاء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الذي كان يتابع المباراة، وأغلقت كل مداخل الاستاد، تبعها دوي 3 انفجارات بمحيط الملعب وقتل شخص إضافة إلى 3 انتحاريين نفذوا الحادث. وفي شرق باريس، وبالتحديد في شارع "شارون" قتل 18 شخصا وسط مشهد يذكر بمشاهد الحرب، حيث أطلق إرهابيون النار على مطعم ياباني ومقهى، وعلى مسافة غير بعيدة شمالا، وقع إطلاق نار عند تقاطع شارعي "بيشار" و"أليبير" أمام رصيف مطعم "لو بوتي كامبودج"، ما أدى إلى مقتل 12 شخصا على الأقل. وبالتزامن مع الأحداث سالفة الذكر، أطلق مجهولون النار في شارع "لافونتين أو روا" على مطعم بيتزا يدعى "لا كازا نوسترا"، ما أدى إلى مقتل 5 أشخاص برصاص "سلاح رشاش"، ووقع هجوم آخر في "فولتير" قرب مسرح "باتاكلان" أدى إلى وقوع قتيل، وقتل الانتحاري. في أعنف اعتداء شهدته عاصمة "النور" أمس، اقتحم 4 إرهابيين مسرح "باتاكلان" الذي كان يقدم حفلة لموسيقى "روك"، واحتجزوا 1500 شخص "رهائن" لمدة 3 ساعات تقريبا، انتهت بمهاجمة الشرطة مسرح الأحداث قبيل الساعة الثانية عشر والنصف من منتصف الليل، وإطلاق النار على الإرهابيين الذين نجحوا في تصفية 82 شخصا تقريبا وهم يهتفون "الله أكبر"، ومات 3 منهم بعد تفجير الأحزمة الناسفة التي كانوا يرتدونها، فيما قتل الأخير على يد القوات التي نجحت في تحرير بقية الرهائن. الرئيس الفرنسي يأمر بنشر 1500 جندي إضافي في العاصمة ويعلن حالة الطوارئ ويغلق حدود البلاد وتوجه الرئيس الفرنسي إلى مقر وزارة الداخلية في باريس، لإجراء تقييم للوضع إثر الهجمات المتعددة التي وقعت، وأعلن فرنسوا هولاند فرض حالة الطوارئ في كل أنحاء البلاد وإغلاق الحدود، ردا على الهجمات الإرهابية غير المسبوقة التي شهدتها العاصمة. وقال هولاند، في خطاب للفرنسيين، "سيتم اتخاذ قرارين: ستفرض حال الطوارئ، ما يعني أن بعض الأماكن ستغلق، وحركة المرور يمكن أن تمنع ويمكن أيضا أن تجري عمليات دهم في كل أنحاء المنطقة الباريسية". وأضاف الرئيس الفرنسي، في خطابه الذي استمر 3 دقائق، "القرار الثاني الذي اتخذه هو إغلاق الحدود.. علينا أن نضمن أن لا أحد سيتمكن من الدخول لتنفيذ أي عمل أيا يكن، وفي نفس الوقت إلقاء القبض على منفذي الاعتداءات إذا حاولوا الخروج من فرنسا". كما قرر الرئيس الفرنسي تحريك كل القوات الممكنة ونشر 1500 جندي في باريس بعد التفجيرات الدامية؛ لشل حركة الإرهابيين، وإرساء الأمن في كل الأحياء التي قد تكون معنية، مضيفا "لقد طلبت أن تكون هناك تعزيزات عسكرية، وهي الآن في منطقة باريس لضمان عدم وقوع أي اعتداء جديد". ووصف الرئيس الفرنسي، في خطابه الذي ألقاه وبدت عليه إمارات الانفعال والغضب، الاعتداءات الإرهابية التي شهدتها باريس ب"غير مسبوقة، حيث أوقعت عشرات القتلى والكثير من الجرحى"، مضيفا "ما جرى أمر مرعب". في سياق متصل، قرر هولاند إلغاء مشاركته في قمة مجموعة العشرين المقررة في تركيا غدا، وإيفاد وزيري الخارجية والمالية بدلا منه، فيما أعلنت الرئاسة الفرنسية أن هولاند سيجمع صباح اليوم، بمجلس الدفاع للتباحث على خلفية الاعتداءات الإرهابية. فور حدوث العمليات الإرهابية سارع العالم لإدانتها، ووصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، التفجيرات ب"الاعتداءات الإرهابية الدنيئة"، مؤكدا وقوفه إلى جانب الحكومة والشعب الفرنسيين. العالم يدين.. أوباما : اعتداء ضد الإنسانية جمعاء والقاهرة: الهجمات لن تضعف عزيمة الشعوب المحبة للسلام.. وبرلين: "مصدمون" من جانبه، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إن ما جرى في العاصمة الفرنسية ليس اعتداء ضد باريس فقط، بل هو اعتداء ضد الإنسانية جمعاء والقيم العالمية. وأعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف، إعراب مصر عن ثقتها الكاملة في أن مثل هذه الأحداث الإرهابية لن تضعف عزيمة الدول والشعوب المحبة للسلام، بل ستزيدها إصرارا على مكافحة الإرهاب ودحره. في برلين، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في بيان أصدرته، "أنا مصدومة بشدة للأخبار والمشاهد التي تأتينا من باريس.. في هذه الأوقات نفكر بضحايا هذه الاعتداءات الإرهابية وبأقاربهم وبكل سكان باريس". وأعرب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الذي كان موجودا في استاد فرنسا الدولي لحظة وقوع الاعتداءات، عن شعوره ب"الرعب والاضطراب الشديد إثر الهجمات". وأدانت روسيا الاعتداءات ووصفتها ب"الشنيعة"، وعرضت على السلطات الفرنسية مساعدتها في التحقيق في هذه الجرائم الإرهابية. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يقدم تعازيه إلى نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند، وإلى عموم الشعب الفرنسي. في بكين، أبدت الصين صدمتها العميقة وإدانتها الشديدة للاعتداءات، مؤكدة على لسان وزارة الخارجية أن الإرهاب هو عدو الإنسانية جمعاء، والصين تدعم بقوة فرنسا في جهودها لمكافحة الإرهاب. وأكد رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي، لنظيره الفرنسي مانويل فالس، في اتصال هاتفي، تضامن بلاده الكامل مع باريس. في روما، أعلن رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، تضامن بلاده مع الفرنسيين ضد الهجوم الوحشي في باريس وأوروبا، بينما دعا وزير الداخلية مجلس الأمن القومي للانعقاد صباح اليوم. على المستوى العربي، استنكرت الكويت الهجمات الإرهابية التي استهدفت العاصمة الفرنسية، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الكويتية "كونا". كما أدانت دولة الإمارات العربية المتحدة الاعتداءات، بحسب وكالة أنباء الامارات "وام"، وأعرب الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، في برقية للرئيس الفرنسي، عن إدانة بلاده واستنكارها الشديد لهذا العمل الإرهابي.