أكد لوران فابيوس، وزير خارجية فرنسا، أن مصر قامت بدور "هام للغاية" في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية. ووصف فابيوس، في مقابلة اليوم مع قناة "بي إف إم تي في" الإخبارية الفرنسية وإذاعة "مونت كارلو"، الالتزام بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وقطاع غزة ب"الخبر السار". وأضاف أن "السلطة الفلسطينية وإسرائيل توصلا في واقع الأمر إلى هدنة دخلت حيز التنفيذ مساء أمس، ولعبت مصر دورا هاما للغاية في هذا الشأن". وقال فابيوس إن "السلام يتحقق من خلال التفاوض، الذي ينطوي على أمن إسرائيل وأيضا على الاعتراف بالفلسطينيين". واعتبر رئيس الدبلوماسية الفرنسية أن الوضع في غزة لا يحتمل، داعيا إلى تخفيف الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، مؤكدا أنه لا يوجد حل في المنطقة عبر أعمال العنف. وكرر فابيوس اتهامه لإيران التي تشارك بشكل غير مباشر، بحسب قوله، في عدة صراعات كبرى في منطقة الشرق الأوسط، مضيفا أن "هناك في فلسطين صواريخ بعيدة المدى (950 كيلو جرام) يمكن أن تصل إلى وسط إسرائيل والمدن الجنوبية من البلاد، وتقدمها إيران". وجدد الوزير الفرنسي التزام المجتمع الدولي بشأن البرنامج النووى الإيراني المثير للجدل، موضحا: "لا نريد أن تمتلك إيران أسلحة نووية". وأعرب عن آسفه لأن المفاوضات (مع طهران) لا تتقدم، في الوقت الذي تؤكد فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران تتجاوز الأهداف المدنية من برنامجها. وفى سياق آخر، أكد وزير الخارجية الفرنسي أن بلاده تؤيد نشر صواريخ "باتريوت" الدفاعية في تركيا قرب الحدود مع سوريا، معتبرا أنه ليس هناك أي أسباب لرفض الطلب التركي في هذا الشأن. وتابع: "هناك طلب من جانب زملائنا الأتراك لنشر صواريخ "باتريوت" على الحدود التركية، وهذا الطلب يستند إلى المادة الرابعة من نظام حلف الشمال الأطلنطي "الناتو" الذي يناقش الأمر حاليا، مذكرا أن طلب أنقرة جاء بعد استهداف صورايخ سورية للحدود مع تركيا مؤخرا. وقال فابيوس: "نقف مع أولئك الذين يرغبون في تطبيق المادة 4، وليس هناك سبب للرفض"، في إشارة إلى ما طلبته أنقرة أمس بشكل رسمي من نشر هذه الصواريخ الدفاعية الجوية "باتريوت" من الدول الأعضاء في "الناتو" على طول الحدود مع سوريا، في أعقاب سلسلة من القصف السوري فى أكتوبر الماضي بالقرب من الحدود التركية، ما أسفر عن مقتل خمسة مدنيين. ومن ناحية أخرى، أكد وزير فابيوس أن الرهينة الفرنسي الذي تم اختطفته جماعات متطرفة مساء أمس الأول شمالي مالي ما زال على قيد الحياة. وقال إن باريس لديها معلومات مؤكدة من خلال السلطات المالية تفيد أن الرهينة ما زال حيا. وأضاف أنه "من غير الواضح ما إذا كانت الجماعة الخاطفة تعتزم الاحتفاظ بالرهينة أو (بيعه) إلى مجموعة أخرى، وهو أسلوب شائع في المنطقة".