تحت ظلال الأشجار الكثيفة، وعلى صوت أم كلثوم، يقف عيد المنياوى، صاحب مقهى «استراحة الحبايب» بالدقى، ليستقبل زبائنه من سائقى التاكسى وجيرانه من المشاهير والإعلاميين القاطنين بالعقارات المجاورة فى مقهاه المزين بصور المشاهير. توفير مقهى لسائقى التاكسى كان البداية التى انطلق منها مشروعه، فمنذ حوالى 4 سنوات، ضاقت به السبل فأعطاه أخوه «نصبته» ليعيد هيكلتها لتصبح مقهى، وحرص «عيد» على أن يزينها بصور لمشاهير أجانب لتضفى مظهراً جمالياً للمقهى: «أكتر اللى بيقعدوا هنا سواقين التاكسى، لكن فيه ستات جيرانى بينزلوا يشربوا شاى بعد الفطار». اهتمام «عيد» بالشكل الجمالى للمقهى الذى يمتلكه لم يكن من منطلق جذب الزبائن فقط، بل جاء حرصاً منه على الاهتمام بالشكل العام للمنطقة التى يقع بها المقهى، إذ إن الشارع تقطنه طبقات اجتماعية ربما ترفض وجود مقهى شعبى على إحدى نواصيها: «استراحة الحبايب قهوة غير تقليدية بنفتح من 6 الصبح لحد 3 العصر مع مواعيد العمل الرسمية، احنا مش قهوة شعبى عشان نقعد لنص الليل». يأتى صاحب المقهى يومياً من محل سكنه بالحوامدية فى الجيزة، إلى الدقى، مسافة طويلة يقطعها لإيمانه بأن «الرزق يحب الخفية»: «معنديش وظيفة تانية أصرف منها على زوجتى وأولادى ال7». عندما كان طفلاً فى المرحلة الابتدائية جاء «عيد» من المنيا للعمل فى القاهرة: «من وأنا صغير ماعرفش وظيفة غير القهوجى، وجنبى ورشة ميكانيكى، السواقين بيقعدوا عندى لحد ما يصلحوا عربياتهم، بنقعد نتسلى ونهرب من ضغوط الحياة وزحمتها». مقهى يزينه صاحبه بصور مشاهير أجانب ومع صور المشاهير المعلقة فى سيقان الأشجار المحيطة بالمقهى، علق «عيد» صوراً لأطفال صغار وسط زوجين، لإيصال رسالة للمترددين على المقهى، بأنه يصلح للعائلات ولذلك سماه مقهى «استراحة الحبايب»: «القهوة عندى بيقعد فيها سواقين وعائلات وشباب بس كل واحد منهم بيحترم خصوصية الآخر، ولما فتحتها كانت للسواقين، بس لما بيجيلى زباين عادية مبقلهمش ده مش مكانك بالعكس أنا بحب التنوع الطبقى فى قهوتى».