«شغالة خدامة فى البيوت عشان خاطر ولادى ما يضيعوش منى وينزلوا يتسولوا فى الشارع، ضهرى اتقسم بسبب تنظيف سلالم العقارات وغسيل الصحون وكمان مش عاجبة جوزى اللى قاعد فى البيت عاطل بياخد فلوسى يشرب بيها سجاير»، بهذه الكلمات بررت «رباب. أ»، 42 سنة، جريمة قتل زوجها، وقالت: «والله ما خططت أقتله ولا كنت عايزة أقتله، بس جت كده». المتهمة روت تفاصيل جريمتها أمام رجال المباحث بقولها إن الجريمة حدثت فى وقت انفعال وغضب منها بسبب تصرفات زوجها «أحمد. ع» 45 سنة، الذى حصل على 20 جنيهاً منها لشراء احتياجات البيت، ومنها خضار من السوق، وعندما غادر المنزل تأخر فى العودة مدة تجاوزت ساعتين وعقب عودته سألته عن الاحتياجات المنزلية أخبرها أنه صرف النقود فى شراء سجائر، وأثناء معاتبته انهال عليها بالسباب والشتائم، وأسرع إلى المطبخ وأمسك سكيناً وهددها بالقتل، لكنها لم تتمالك نفسها فأمسكت سكيناً كان بجانبها على الأرض فى صالة المنزل وسددت عدة طعنات نافذة فى صدره فسقط على الأرض غارقاً فى دمائه ولفظ أنفاسه الأخيرة أثناء محاولات إسعافه فى المستشفى. «تعبت من الشغل ومضايقات الناس اللى بخدمهم وكنت بتحمل واصبر نفسى عشان ولادى ما يتشردوش ويطلعوا من المدارس ينضموا للبلطجية وتجار المخدرات» بتلك الكلمات استمرت المتهمة فى سرد تفاصيل جريمتها أمام المقدم أحمد إبراهيم، رئيس قسم شرطة دار السلام، قبل أن تدخل فى التحدث عن تفاصيل تنفيذ جريمتها التى لم تستغرق سوى 5 دقائق فقط، بدأت بمشادة كلامية بين الجانبين وسرعان ما تحولت إلى مشاجرة بالأيدى انتهت بمقتل الزوج بعدة طعنات فى مختلف أنحاء الجسد. أنا شغالة خدامة فى البيوت وجوزى عواطلى ودايماً بيضربنى جلست المتهمة فى نيابة دار السلام وحكت تفاصيل وملابسات جريمتها، قائلة إنها تعيش فى عذاب منذ 12 سنة وهى مدة زواجها التى أثمرت عن إنجاب 3 أبناء جميعهم فى المدارس، وأنها فوجئت بعد قرابة 3 أعوام من الزواج بترك زوجها لعمله فى ورشة حدادة وجلس فى المنزل من غير عمل، وعندما طلبت منه البحث عن عمل آخر كان ينهال عليها بالسباب والشتائم، الأمر الذى دفعها إلى اصطحاب نجلها «محمد» الوحيد فى ذلك الوقت وذهبت إلى منزل أسرتها وطلبت الطلاق لكن الأهالى والجيران تدخلوا للصلح بينهما، واضطرت للعودة إلى المنزل بعد أن تعهد الزوج بالعمل، لكنه لم يستمر فى هذا العمل سوى عدة أشهر وبعدها ترك العمل مرة أخرى، لتتجدد بينهما الخلافات. سعت الزوجة إلى البحث عن عمل بمساعدة إحدى جاراتها التى كانت تعمل خادمة، فاضطرت للعمل معها من أجل توفير احتياجاتها واحتياجات أبنائها الثلاثة، ولم يكن عملها حافزاً للزوج على مساعدتها فى توفير الاحتياجات المنزلية، بل تنصل الزوج من مسئولياته فى رعاية الأسرة وجلس فى المنزل عاطلاً، وفى كثير من الأحيان كان يستولى على أموالها لشراء السجائر، وزاد الاحتقان بينهما حتى تشاجرا بسبب 20 جنيهاً، وكانت هذه المشاجرة نهاية لحياته ب5 طعنات فى البطن والصدر واليدين. دماء الضحية التى كانت تسيل على الأرض أثارت استعطاف الزوجة التى استغاثت بالجيران لمساعدتها فى نقله إلى المستشفى لإسعافه، لكن محاولاتها تلك لم تأت بجديد واستمرت الحالة الصحية للمجنى عليه فى التدهور حتى لفظ أنفاسه الأخيرة أثناء محاولات إنقاذه من الأطباء فى مستشفى قصر العينى. سلمت المتهمة السكين المستخدم فى الجريمة لفريق المباحث، الذى أشرف عليه اللواء هشام العراقى، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، وفريق نيابة دار السلام بإشراف المستشار حازم اللمعى رئيس النيابة، عقب الانتقال إلى مسرح الجريمة للمعاينة، وقالت: «دى السكين اللى ضربته بيها يا باشا، الله يسامحه جعل حياتى عذاب فى الدنيا والآخرة». المتهمة للنيابة: «دى السكينة يا باشا اللى ضربته بيها.. وأنا اللى نقلته للمستشفى.. أبوعيالى برضه» تحفظت المباحث، بقيادة اللواء هشام لطفى، رئيس قطاع مباحث جنوبالقاهرة، على السكين وسلمتها إلى مدير النيابة وبدأت معاينة مسرح الجريمة، وتبين وجود آثار دماء على ملابس المتهمة، كما أظهرت المعاينة وجود دماء على الأرض فى صالة المنزل وبعثرة لمحتويات المنزل، وتم اقتياد المتهمة إلى قسم شرطة دار السلام، وبسؤالها اعترفت بتفاصيل جريمتها كاملة فتحرر محضر بالواقعة، وأحاله اللواء خالد عبدالعال، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة، إلى النيابة لمباشرة التحقيقات. بكاء المتهمة لم ينقطع طوال جلسة التحقيق التى باشرتها نيابة دار السلام معها، بإشراف المستشار طارق أبوزيد المحامى العام الأول لنيابات جنوبالقاهرة، ونسبت لها النيابة تهمة القتل العمد، وقررت حبسها على ذمة التحقيقات، بعد أن أكدت تحريات المباحث التى أشرف عليها اللواء عبدالعزيز خضر مدير المباحث الجنائية، أن المتهمة نفذت الجريمة عقب عودتها من العمل فى الساعة الثامنة من مساء يوم الواقعة، وأنها استخدمت سكين المطبخ فى قتل زوجها الذى أصابها بجرح سطحى فى يدها أثناء تبادلهما الطعنات.