سافروا 300 كيلومتر حتى يصلوا إلى مقر لجنتهم الانتخابية فى سيوة، هم سكان واحة «قارة أم الصغير»، أقدم وأصغر واحة فى مصر، تحملوا مشقة السفر حتى يمارسوا حقهم الدستورى بالمشاركة فى اختيار أول رئيس لمصر من خلال انتخابات حرة نزيهة. الواحة هى أفقر مكان فى مصر وكانت تعيش على معونة سنوية من الرئيس السابق مبارك، وأعطوا أصواتهم لمرشح الإخوان محمد مرسى. وفرت القوات المسلحة أتوبيسات سافر بها أهالى الواحة فى طريق غير ممهد من خلال مدق ترابى فى المنطقة الواقعة من الواحة وحتى منطقة «بئر النص» فى منتصف طريق سيوة- مرسى مطروح ومنه إلى واحة سيوة. واحة «قارة أم الصغير» تقع فى الطرف الغربى من منخفض القطارة، وكانت قديما نقطة مهمة على طريق القوافل بين منف وواحة سيوة، ومر بها الإسكندر الأكبر، وبها مدافن من عصر الرومان، يسكنها الآن 420 مواطنا، ومن لهم حق التصويت 64 فقط، أدلوا بأصواتهم فى لجنة مدرسة ناصر فى واحة سيوة، وكانت أصواتهم من نصيب مرشح حزب الحرية والعدالة الدكتور محمد مرسى. وقال بلال جبريل، عضو مجلس الشعب عن واحة سيوة: «بالرغم من أن أهالى واحة أم الصغير كانوا يحصلون على معونة الرئيس السابق (مبارك) سنويا، فإنهم أعطوا أصواتهم للمرشح محمد مرسى لأنهم يشعرون أن حقوقهم مهضومة منذ عشرات السنين بسبب عدم الاستقرار وعدم تملكهم أراضيهم». وأوضح أن أهالى أم الصغير أفقر ناس، الواحة معدومة الخدمات، أهلها يعيشون دون كهرباء أو وسائل اتصال أو مواصلات أو مستشفى، لا يشعرون أنهم مواطنون لهم حقوق، لا يملكون مصدر رزق، كانوا يعيشون على النباتات من شدة فقرهم وانعدام مواردهم، وحتى المعونة التى كانوا يرسلونها إليهم مرة واحدة فى السنة فى رمضان، كانت لا تكفى. وقال النائب: «لو زار المسئولون الواحة، وشاهدوا كيف يعيش أهلها، لمنحوا كل شخص منهم تاجا على رأسه لتحمله الحياة القاسية».