يستضيف متحف الشارقة للفنون معرضًا يضم أعمالًا لإحدى أهم حركات الفن الحديث في أوروبا، والذي يقام في دولة الإمارات العربية المتحدة لأول مرة خلال الشهر المقبل. وينطلق معرض كوبرا، بعنوان (1000 يوم من الفن الحر) بتاريخ 9 سبتمبر، ويتضمن الحدث أكثر من 60 عملًا من حركة كوبرا الفنية التي نشطت خلال مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية. وتعد هذه الأعمال من المجموعة الخاصة بمتحف كوبرا للفن الحديث في هولندا وتتضمن لوحات، وصور فوتوغرافية، وقطع خزفية مع موسيقى الجاز، إضافة إلى فيلم يدور حول أحداث الفترة الممتدة من عام 1947 وحتى مستهل ستينات القرن الماضي. تأسست حركة كوبرا الفنية في باريس عام 1948 على يد مجموعة من الفنانين والشعراء، وساهمت في تغيير ملامح الفن من خلال اعتماد أشكال جديدة من أساليب التعبير التلقائي والتجريبي. يحكي المعرض قصة حركة كوبرا من خلال تقديم جدول زمني يعرف الزائر بالتطورات التاريخية والاجتماعية خلال الفترة ما بين 1930 و1960 في أوروبا، إذ تروي الصور والأفلام الوثائقية تاريخ فترة الحرب، بينما تعكس الصور المعبرة تاريخ هذه الحركة وأهميتها، كما يضم المعرض تشكيلة من التحف التي تصور فنون التعبير التلقائي والتجريبي خلال فترة حركة كوبرا. واستُخدم اختصار اسم "كوبرا" نسبة لثلاثة عواصم أمضى فيهم الفنانون المؤسسون حياتهم وعملوا فيها، وهي كوبنهاجن في الدنمارك، وبروكسل في بلجيكا، وأمستردام في هولندا، وسعى هؤلاء الفنانين جاهدًا لابتكار فن تعبيري جديد وحر، وإطلاق الحس الإبداعي لدى كل إنسان. واستمرت الحركة حتى عام 1951، وجمعت فنانين وشعراء وأدباء ومفكرين مبدعين معتمدين أسلوبًا بسيطًا، فاستطاعوا من خلال ذلك منح حركة كوبرا مكانة راسخة وراقية في مجال تاريخ الفن وتأثيرًا استمر طوال سنوات القرن العشرين. ويركز المعرض الذي تنطلق فعالياته بتاريخ 20 نوفمبر، بشكل رئيسي على أربعة فنانين من حركة كوبرا الفنية وهم: الفنان والمصلح الاجتماعي كونستانت نيوفينهايس، والرسام ويوجين براندز، والشاعر لوسيبيرت، والرسام والنحات كاريل أبيل. وتتضمن الأعمال ضمن هذا المعرض اللوحة الكلاسيكية التي أبدعها الرسام أبيل، والتي تحمل اسم "امرأة، وأطفال، وحيوانات"، وهي لوحة ألوان زيتية على قماش الجوت من عام 1951، وعدد من التحف الفنية والمعروضات التي تبرز الأسلوب الفني الذي تأثرت به الحركة، وبرزت من خلال رسومات الحيوانات والمخلوقات الأسطورية، والأعمال التي لم تتأثر بالثقافة الغربية.