اتفق خبراء الأسماك والأكاديميون المتخصصون فى إنتاج الثروة السمكية فى محافظة أسوان، على ضرورة الاهتمام بالبحث العلمى والاستعانة بالعلماء المتخصصين فى تنمية الثروة السمكية، وتطبيق القانون على جميع الصيادين والتصدى إلى المخالفين بكل قوة، وبسط سيطرة الدولة ونفوذها على جميع أرجاء البحيرة ومنع الصيد فى موسم التكاثر مع توفير البدائل للصيادين.يقول الدكتور الحسين عمار، مدرس بيولوجيا الأسماك بكلية تكنولوجيا صيد الأسماك بجامعة أسوان، إن بحيرة السد العالى هى أكبر البحيرات الصناعية فى أفريقيا بعد بحيرة فولتا فى غانا، وقد تكونت نتيجة لإنشاء السد العالى فى عام 1964، ويبلغ طولها حوالى 480 كم منها حوالى 300 كم فى مصر، وحوالى 180 كم فى السودان، ويبلغ متوسط عرض بحيرة ناصر حوالى 10 كم، وأقصى عمق يبلغ 110 أمتار، وهى من أهم المصادر السمكية المصرية الطبيعية، باعتبارها أكبر مسطح مائى من المياه العذبة فى مصر، ولها طبيعة خاصة تختلف عن البحيرات الأخرى بمصر، فبحيرة ناصر هى خزان مصر المائى الاستراتيجى، وتشكل أهمية خاصة للأمن القومى المصرى، حيث إنها بوابة مصر الجنوبية والحدودية مع جمهورية السودان. طولها 480 كيلومتراً.. ومتوسط عرضها 10 كيلومترات.. وأقصى عمق 110 أمتار.. و«قشر البياض» و«كلب السمك» و«الراية» أشهر أسماكها يضيف «عمار» قائلاً «تتميز البحيرة بوجود زوائد جانبية كثيرة تسمى بالأخوار، مكونة من 85 خوراً، يقع 48 منها على الجانب الشرقى، فيما يقع 37 خوراً آخر فى الجانب الغربى، بالإضافة إلى حوالى 100 خور صغير، وهى تمثل مناطق صيد معظم الأسماك الهامة من الناحية الاقتصادية، وتعتبر أخوار كلابشة، والعلاقة، وتوشكى، أكبر الأخوار من ناحية المساحة، كما تتميز البحيرة بتذبذب مناسيب المياه بصورة ملحوظة، وينخفض منسوب المياه خلال شهر يوليو وأغسطس، ثم تبدأ فى الزيادة المصاحبة للفيضان المقبل من الجنوب، ليصل إلى أقصى منسوب فى شهر نوفمبر، وأحياناً فى شهرى أكتوبر وديسمبر، وتناقص منسوب مياه البحيرة يؤثر على طول الشواطئ والمساحات الشاطئية والتى تعتبر البيئة المناسبة لمعيشة وتكاثر الأسماك المهمة من الناحية الاقتصادية، مما يؤدى إلى انخفاض الإنتاج السمكى ونقص الثروة السمكية فى مصر، وتبلغ أطوال شواطئ البحيرة حوالى 7000 كم عند منسوب 180 م، وحوالى 5000 كم عند منسوب 160 م فوق سطح البحر.ويتابع خبير الأسماك قائلاً: «إن بحيرة ناصر تمتاز بوفرة القاعدة الغذائية الطبيعية (الهوام النباتية والحيوانية)، وكذلك ارتفاع تركيزات العناصر المغذية لتلك الهوام (الفوسفور - النترات)، وتمتاز البحيرة بخلوها من عوامل التلوث وخاصة العناصر الثقيلة واعتدال درجات الحرارة طوال العام، وتم تسجيل حوالى 50 نوعاً من الأسماك فى البحيرة أهمها أسماك البلطى النيلى التى تشكل حوالى 75% من الإنتاج السمكى للبحيرة، وأسماك قشر البياض (الساموس) وكلب السمك والراية، ويوجد بالبحيرة حوالى 3000 رخصة صيد، وما يزيد على 7000 صياد، وتعتبر بحيرة ناصر من أهم المصادر الطبيعية للإنتاج السمكى حيث كانت تبلغ نسبته حتى عام 1981 ما يزيد على 20% من جملة الإنتاج السمكى للمصايد الطبيعية بجمهورية مصر العربية، وبمواصفات ممتازة من حيث الحجم هذا فضلاً عن خلو أسماكها من مظاهر التلوث المختلفة، ويبلغ الإنتاج السمكى للبحيرة حالياً حوالى 15 ألف طن بنسبة حوالى 4% من الإنتاج السمكى للمصايد الطبيعية بجمهورية مصر العربية، لكن 80% من إنتاج الأسماك فى البحيرة غير مطابق للمواصفات القياسية لحجم الأسماك.وللتغلب على مشكلات البحيرة يقول «عمار»: «نستطيع تنمية البحيرة وزيادة إنتاجيتها بكامل طاقتها، لتصل إلى 35 ألف طن خلال عامين فقط، وذلك من خلال الالتزام ببعض الضوابط البسيطة مثل تحديد حد أدنى 6 أطنان على كل رخصة، حتى لا يقوم الصياد بتهريبه خارج المنافذ الشرعية، ومنع اصطياد الأسماك الأقل من نصف كيلو، وتحديد فتحات عين الشبكة لتكون «ماجه 8»، أو 12٫5 سم، ومنع الصيد ب«ماجه 17» والتى تبلغ فتحتها 6 سم، بالإضافة إلى التعاون مع الجهات العلمية داخل مصر ووقف الصيد فى موسم تكاثر الأسماك من كل عام، وإنشاء المرابى السمكية على ضفاف البحيرة وهى عبارة عن سدة من شباك معينة يتم بداخلها التخلص من المفترسات قدر الإمكان، ووقف الصيد بمناطق محددة بالبحيرة لدعم المخزون السمكى بها، ففى فترة التسعينات كان يصل إنتاج خور الكلابشة حوالى 3 كيلوجرامات فى اليوم الواحد، وأوقفنا الصيد به لمدة 3 شهور حتى كبرت الأسماك وزاد الإنتاج.ويقول الدكتور خالد أبوالفضل، المدرس بكلية تكنولوجيا المصايد والأسماك بأسوان «هناك تحديات بيئية واجهت البحيرة منذ إنشائها حيث مرت ب3 تغييرات، مثل التغير البيئى، وتغير الخصائص الفيزيائية والكيميائية للمياه والتربة المائية، وثالثاً التغييرات الناتجة عن الغزو البيولوجى للبحيرة بأنواع من النباتات المغمورة غير مرغوب فيها، والعوامل الثلاثة حدثت من خلال التدخل البشرى فى الأعوام الماضية مثل الزراعة الشاطئية والسفن السياحية الكبيرة، ومصايد الأسماك والاستزراع السمكى، هذه التغيرات البيئية لها أثر سلبى على الثروة السمكية فى المنطقة الساحلية الضحلة من البحيرة، ما أدى إلى انخفاض شديد فى التنوع وإنتاج الأسماك.ويرى الدكتور مجدى محمد على، عميد كلية تكنولوجيا المصايد والأسماك بأسوان، أن «أهم أسباب تراجع تنمية بحيرة ناصر، هو عدم الالتزام بتنفيذ القوانين والتعليمات، حيث يحاول مجموعة من الصيادين الذين يرغبون فى الكسب السريع كسر جميع التعليمات وعدم الالتزام بتنفيذ القوانين الخاصة بالصيد ببحيرة ناصر، ويقومون بالصيد الجائر حيث يستخدمون الشباك صغيرة الحجم الممنوعة، ويجب على الدولة الرقابة على الصيادين الذين يعملون بدون رخص، فالمراكب غير المرخصة تزيد على 7 آلاف مركب، يجب تشديد الرقابة على كل المراكب وترقيمها وتحديد ألوانها لعدم إدخال قوارب أخرى».وأضاف «على» قائلاً «يجب الاستفادة من أصحاب الخبرات العلمية لتنمية بحيرة ناصر، وعلى الدولة مساعدة الشباب الجامعى الذى يستطيع أن يساعد نفسه وغيره ويفيد المجتمع، ونحن نشجع طلاب الكلية الذين يبلغ عددهم الآن 130 طالباً على إقامة مشاريع خاصة بالاستزراع والمرابى، لكن نطالب الدولة بمساعدتهم فى تحقيق هذا الحلم، لتحقيق الاكتفاء الذاتى فى القرى الفقيرة، وخلق فرص عمل جديدة وزيادة إنتاج الدولة من الأسماك وأبدى عميد الكلية استياءه من عدم الاستعانة بخبرات أساتذة الكلية فى علاج مشكلات البحيرة.