أعلن المجلس القومى لحقوق الإنسان، أمس، فى مؤتمر صحفى تقريره عن زيارة سجن طرة شديد الحراسة «ب»، المعروف ب«سجن العقرب»، حيث التقى وفد المجلس، برئاسة حافظ أبوسعدة ومحمد عبدالقدوس ود. صلاح سلام، باللواء حسن السوهاجى مساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة السجون، وممثلى قطاعى مصلحة السجون وحقوق الإنسان بوزارة الداخلية، وعرض الوفد طبيعة الشكاوى الواردة للمجلس من أسر عدد من السجناء بسجن العقرب.وشهدت الزيارة رفض عدد من السجناء من قيادات تنظيم الإخوان مقابلة الوفد، وعدم الاعتراف به، وتفويض أحد السجناء لإبلاغ أعضاء الوفد بذلك، وإطلاعه فى الوقت نفسه على الأوضاع داخل السجن. وقال «أبوسعدة»، عضو المجلس، إنه استغرب رفض المحبوسين مقابلة الأعضاء لهم فى الوقت الذى تأتى زيارة المجلس لبحث شكواهم، مشيراً إلى أن زيارة سجن العقرب جاءت بعد ضغوط شديدة من المجلس لتحقيقها. «المجلس»: القيادات رفضت مقابلتنا.. و«سلام»: «الشاطر» يخضع لفحوصات طبية منذ أيام.. و«أبوسعدة»: الزيارة جاءت بضغوط منا على «الداخلية» وأعلن محمد فائق، رئيس المجلس، عن موافقة وزير الداخلية، خلال اتصال هاتفى به أثناء انعقاد المؤتمر الصحفى، على التوصيات التى تقدم بها الأعضاء بشأن الزيارات الدورية الشهرية لوفود المجلس القومى لحقوق الإنسان بما يتفق وخطة عمل المجلس فى متابعة أوضاع السجون والسجناء للنهوض بها على مستوى الجمهورية، وإعادة النظر فى القرار الأمنى المخطر به النيابة العامة بشأن الزيارات العادية حتى يسمح بزيارات منتظمة لأسر السجناء، وذلك بالتقدم بطلب لمصلحة السجون، وتقرر توفير أسِرّة ومراتب جديدة للسجناء بسجن طرة شديد الحراسة، وإتاحة مدة الزيارة للأسر والمحامين كاملة وفقاً للائحة السجون. وقال «فائق» إنه يستطيع أن يعلن حالياً أن سجون مصر خالية تماماً من التعذيب المنهجى، لافتاً إلى أن الفترة المقبلة ستشهد زيارات من المجلس لأماكن الاحتجاز فى أقسام الشرطة.وخلال الزيارة طلب وفد المجلس من مسئولى وزارة الداخلية وقطاع مصلحة السجون تمكينه من الاطلاع على دفاتر زيارات السجن، وأمانات السجن ودفتر التعامل مع كانتين السجن، وكذلك فحص الملفات الصحية لعدد من السجناء أصحاب الشكاوى المقدمة للمجلس، وفى النهاية طلب الوفد لقاء السجناء أصحاب الشكاوى المقدمة للمجلس، والاطلاع على مرافق السجناء للوقوف على مدى تطورها.وقال الدكتور صلاح سلام، عضو المجلس، إنه بإطلاع وفد المجلس على دفتر أمانات السجن خلال الفترة من 1/1/2015 حتى 25/8/2015، تم الإطلاع على سجل المسجونين، واتضح من السجل عدم صحة الشكوى الخاصة بإغلاق الكانتين وترك أمانات للسجناء من واقع حركة الإيداعات المالية «أمانات السجناء»، والمنصرف منها من خلال التعامل مع كانتين السجن.ولفت عضو المجلس إلى أن الوفد اطلع على الملفات الطبية لعدد من أصحاب الشكاوى المتضمنة عدم توفير الرعاية الصحية لهم، وهم: مراد محمد محمد على، ومحمد خيرت سعد عبداللطيف الشاطر، وجمال عبدالفتاح على العشرى، وأسامة ياسين عبدالوهاب، وعصام عبدالرحمن محمد سلطان، وأيمن عبدالرؤوف على هدهد.وأوضح «سلام» أنه تأكد للوفد بالاطلاع على ملفاتهم الطبية توافر العناية الطبية اللازمة، سواء داخل مستشفى السجن أو خارجه، حيث يوجد بالملفات تقارير تفصيلية ونتائج التحاليل وتقارير الأشعة والفحوصات المختلفة التى أجريت لهم، حيث خضع خيرت الشاطر خلال أغسطس الجارى للعديد من الفحوصات والتحاليل والأشعة الطبية على نفقة مصلحة السجون بمستشفيات جامعة القاهرة، واتضح ذلك من خلال التقرير الطبى الذى أوضح حالته وضرورة اتباع المريض لتعليمات الأطباء والالتزام بالعلاج الدوائى مع المتابعة.وكشف تقرير وفد المجلس عن أن السجناء بجناح «H2 Wing1» رفضوا مقابلة الوفد، وهم: خيرت الشاطر، ومراد على، وأسعد الشيخة، وأحمد دياب، وسعد الحبشى، وعلاء حمزة، وأيمن هدهد، وحسام أبوبكر، إضافة إلى مصطفى الغنيمى، ورشاد بيومى المودعين حالياً بمستشفى ليمان طرة، إضافة إلى السجين مجدى قرقر، وفوضوا عنهم السجين محمد الأنصارى للتبليغ بعدم اعترافهم بشرعية المجلس القومى لحقوق الإنسان، وأشاد السجين بحسن تعامل إدارة السجن مع المساجين وتوفير الرعاية الصحية اللازمة فيما يخص الجناح المودع به، وأكد أن إدارة السجن زودت عنبره بألواح ثلج على فترات، ووفرت لهم بعد ذلك مبرد مياه، كذلك فتح الجناح للسجناء لمدة 4 ساعات يومياً بعيداً عن الغرف منذ بداية الموجة الحارة، وبالاستفسار عن شكواه طلب: تمديد وقت الزيارة ليصبح 45 دقيقة وإتاحة مصافحة الأسرة، والسماح بالزيارات العادية وفقاً للائحة السجن، علماً بأن الزيارة الآن تتم من خلال تصريح من النائب العام، وتوفير أسرّة ومراتب وبعض الملاءات القطنية، وتوفير الجرائد اليومية، والتمكين من المكتبة واستعارة الكتب منها.وذكر السجين أن أحد الزملاء بنفس الجناح يدعى علاء حمزة متهم فى أحداث «الاتحادية» لم تتم زيارته من قِبل ذويه منذ ما يقارب من عامين، ومشكلته مرتبطة بتحقيقات النيابة.وأشار «سلام» إلى أنه التقى بالسجين أحمد أبوبركة، المحكوم عليه بالمؤبد فى القضية 317 لسنة 2013 المعروفة باسم «غرفة عمليات رابعة العدوية»، ومعه كل من السجناء أسامة ياسين ومحمد البلتاجى، وأيمن على، وعصام سلطان، وأحمد سبيع، وعصام العريان الذى نقل اعتذار كل من أسامة ياسين وعصام سلطان لعدم اعترافهما بالنظام الذى شكل المجلس القومى لحقوق الإنسان، ثم عرض مشكلته فى محاكمته واتهامه للنيابة العامة والقضاة بعدم حياديتهم وعدم حصوله على المحكمة العادلة والمنصفة مروراً بإجراءاتها التى وصفها بأنها «باطلة وغير صحيحة ومخالفة للقانون والمواثيق الدولية»، أما على صعيد السجن والسجون والقائمين عليها فليس هناك مشكله، لأن السجن والقائمين عليه هم الحلقة الأضعف فى التنكيل بهم، حسب قوله، وأكد أن أى شىء يريده هو أو زملاؤه فى نفس الجناح المودع به تتم الاستجابة له من قِبل إدارة السجن.وانتقل الوفد إلى زيارة كافيتريا السجن للوقوف على حقيقة الادعاءات التى أشيعت حول غلقها ومنع السجناء من الحصول على الأطعمة منها، والتأكد من الدفاتر التى أطلع عليها الوفد بشأن أمانات السجناء، وآلية التعامل بالكوبونات مع كافيتريا السجن، واتضح للوفد توافر جميع المواد الغذائية الجافة منها والمطهى بها، وآلية التعامل من خلال مندوب يتوجه إلى جميع العنابر لمعرفة احتياجات السجناء لإحضارها لهم.وزار الوفد المستشفى والعيادات الملحقة به التى تضم عيادات أسنان وجلدية وأنف وأذن وحنجرة وجراحة عامة ومسالك بولية وعظام وعلاج طبيعى ونفسية ورمد وغرفة استقبال لعلاج الحالات الطارئة تحوى أسرة وأنابيب أكسجين وأجهزة ضغط وسكر وتنفس، إضافة لمعمل التحاليل والأجهزة المتوافرة به، كما تبين وجود جدول مواعيد وأسماء الأطباء الاستشاريين المتعاقد معهم من خارج السجن، وأنهى الوفد زيارته للمستشفى بالاطلاع على الصيدلية ونوعية الأدوية المتوافرة بها والسؤال عن حجم التعامل معها وأكثر الأنواع طلباً لحالات المرضى من السجناء.وكانت الشكاوى التى تلقاها المجلس تضمنت: إلغاء الزيارات الأسبوعية والاستثنائية الخاصة بالعطلات الرسمية والأعياد منذ فترة تصل لعام تقريباً، وتقصير مدة الزيارة إلى 10 دقائق من خلف الحاجز الزجاجى، ومنع السجناء من الاتصال المباشر بالمصافحة لزوجاتهم وأولادهم وآبائهم ومنع الزيارة نهائياً لنحو 3 أشهر، ومنع دخول الأغطية والبطاطين والأغراض الشخصية والمشروبات والمياه، ووضع إجراءات شديدة على دخول الأدوية للسجناء، وغلق كانتين السجن رغم ترك الأسر أموالاً للسجناء فى «دفاتر أمانات السجن»، ومنع دخول الأطعمة والفاكهة والمواد الغذائية وجميع علب الأطعمة المطبوخة، ومنع بعض السجناء من ممارسة حقهم فى التريض وعدم فتح الزنازين لهم منذ فترة وغلق نظارة الزنزانة، وضعف الخدمات بالسجن، وعدم توفير الرعاية الطبية اللازمة، وكذلك منع زيارة الأسر للسجن لأكثر من 3 أشهر تقريباً.