سعت ألمانيا اليوم، إلى وقف موجة من العنف ضد المهاجرين بعد الاشتباه بحالة جديدة من التخريب تعرض لها مأوى للاجئين بعد ساعات من تصريح المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وصفت فيه الاحتجاجات المناهضة للاجئين بأنها "مقيتة". وقبل أسبوع من نقل نحو 130 لاجئ إلى ملجأ مؤقت في قاعة رياضية في بلدة ناون القريبة من برلين، اشتعلت النيران في المبنى. وقالت الشرطة، إن سرعة انتشار النيران في الموقع تشير إلى أن سبب الحريق هو عمل تخريبي، فيما توعدت السلطات بالتحرك بقوة ضد مرتكبي هذا العمل في حال تأكد أن الحريق كان يستهدف اللاجئين. وصرح سيجمار جابريل نائب المستشارة "فيما يتعلق بالعنف الناجم عن كراهية الأجانب، هناك رد واحد فقط وهو الشرطة والعدالة، وربما السجن لمن يتم القبض عليهم". ودعا ديتمار ودكي رئيس ولاية براندنبرج، التي تقع فيها بلدة ناون، سكان البلدة إلى "النأي بأنفسهم عن العصابات التي تكره الأجانب". وقال في بيان: إن "هذه الأعمال التي من بينها التحريض على الأجانب أو شن الهجمات على أشخاص محتاجين في هايديناو أو إعاقة وصول اللاجئين في ناون هي جميعًا مخزية ولا تليق بألمانيا". وتتوقع ألمانيا استقبال 800 ألف طالب لجوء هذا العام، وهو رقم قياسي يزيد أربعة أضعاف عن عددهم في 2014. وتسبب وصول هذا العدد من اللاجئين من مناطق نزاع مثل سوريا والعراق ودول أخرى مثل ألبانيا وكوسوفو في إرباك السلطات. كما كشف عن المشاعر المعادية للمهاجرين، خاصة في شرق ألمانيا التي لا تزال متأخرة عن الجزء الغربي من البلاد من حيث توفر الوظائف والفرص بعد 25 عامًا على توحيد شطري ألمانيا. وتأتي عملية التخريب المشتبه بها بعد تظاهرات عنيفة خلال عطلة نهاية الأسبوع نظمها متشددون من اليمين المتطرف والنازيون الجدد في مأوى للاجئين في مدينة هايديناو شرق البلاد. وشارك أكثر من ألف شخص في مظاهرة تحولت إلى العنف عندما رشق عناصر من اليمين المتطرف الشرطة بالحجارة والزجاجات والمفرقعات. والثلاثاء قال وزير العدل هيكو ماس، إن المتطرفين "مكانهم المحاكم وليس الشارع". واستبعد إقامة حواجز أمنية في المناطق المحيطة بملاجئ اللاجئين، وقال لتلفزيون "آيه آر دي": "لا أريد أن أعيش في بلد نضطر فيها إلى اتخاذ مثل هذه الإجراءات لكي يشعر الناس بالآمان". ووجهت ميركل كلمات قاسية، الاثنين، إلى العائلات التي شاركت في احتجاجات مناهضة للهجرة. وقالت: إن "محاولة المتشددين من اليمين المتطرف والنازيين الجدد نشر دعايتهم الفارغة والكريهة هو أمر مقيت، ولكن من المخزي كذلك أن يقوم مواطنون من بينهم عائلات مع أطفالهم بالانضمام إلى المتظاهرين". وستتوجه ميركل، غدًا، إلى مركز اللاجئين في هايديناو للقاء اللاجئين والمتطوعين وقوات الأمن. ورغم أن معظم أعمال العنف ومن بينها الهجمات التخريبية على منازل اللاجئين أو حتى الهجمات ضد متطوعي اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الذين ينصبون خيامًا لطالبي اللجوء وقعت في شرق البلاد، إلا أن الرأي العام أجمع على الترحيب بالفارين من الحروب والاضطهاد.