ملامح أرستقراطية رسمت تفاصيل حياته كخريطة معدة مسبقاً، فأصبح صاحب البشرة البيضاء المائلة إلى حمرة أقرب إلى «برنس» من زمن الملكية التى ولت، حين تتدلى خصلات شعره المستعارة، حيث يحرص على ارتداء «الباروكة» بأشكالها المختلفة كجزء من أناقته المعهودة، التى لم تخف سحابة أحزان غزت جسده، فأودعته على الشاشة ضئيل شاحب الوجه، لتنطلق من حوله شائعات المرض والوفاة، فيخرج «أبوعوف» من حزنه وصمته، لينفى ذلك أحياناً ويتجاهلها أحياناً أخرى. بعد فترة طويلة من اختفاء الفنان عزت أبوعوف على خلفية وفاة زوجته «فاطيما» ظهر فى إحدى الحملات الإعلانية الخاصة بمرضى الكبد خلال شهر رمضان، وهو فى حالة صحية سيئة، وهو ما استدعى قلق جمهوره إلى حد كبير، ولكنه يخرج ليرد قائلاً: «عانيت بعد وفاة زوجتى كثيراً، وكنت أمر بظروف نفسية صعبة وقد بذلت جهداً كبيراً، محاولاً الخروج من أزمتى، زوجتى كانت تمثل لى كل شىء، كانت بمثابة الأم والأخت والزوجة، فهى لا تفارق قلبى ووجدانى». وكانت البداية وراء ظهور شائعات كثيرة حول حقيقة مرضه، وهو ما حاول الفنان الكبير أن ينفيه من خلال ظهوره المتكرر فى عدد من البرامج والفعاليات الإعلامية والفنية، نافياً الشائعات ومؤكداً أنه بصحة جيدة وأن كل ما يعانيه مجرد حالة نفسية سيئة حدثت بسبب وفاة زوجته وهو ما احتاج فترة طويلة للخروج والتعامل مع العالم من حوله بشكل طبيعى. وتزامناً مع عيد مولده ال67 خضع منذ أيام لعملية قلب مفتوح بمستشفى القوات الجوية بعد إجراء فحوصات كشفت وجود انسداد فى شريان بالقلب، وهو ما تطلب تدخلاً جراحياً لينقل بعد ذلك إلى العناية المركزة وبعدها إلى غرفة عادية بعد تحسن حالته الصحية. «الطبيب»، «رئيس مهرجان القاهرة السينمائى»، «مؤسس فرقة الفور إم» جميعها مهام لرجل التصقت بالفنان الكبير كان بدايتها بعد تخرجه فى كلية الطب ليمارس الطب لمدة خمس سنوات كطبيب أمراض نساء وتوليد ويجذبه بعدها بريق الفن بعيداً عن مهنته المختارة، ويسلك به دروباً بعيدة عن واقعه المرسوم بعناية، فيقول: «أرى أن الطب فن وأن الفن طب، وهناك ارتباط وثيق بينهما، فأنا صاحب مزاج، وأحب ما أفعل بشدة»، فبدأ فى العزف مع فرقة تضم الموسيقار الكبير عمر خيرت بعد تخرجهم فى معهد الكونسرفتوار. فى الثمانينات، كون «أبوعوف» فرقة «الفور إم» بمشاركة شقيقاته البنات استمرت لمدة 12 عاماً قدموا من خلالها باقة كبيرة من أشهر الأعمال فى ذلك الوقت، ليأتى عام 1992 بمرحلة جديدة فى حياة «أبوعوف» من خلال مشاركته لأول مرة فى السينما بفيلم «أيس كريم فى جليم»، لتتوالى بعدها الأعمال ليقدم ما يقرب من 190 عملاً سينمائياً ودرامياً.