«صوت صفارات الإنذار يدوِّى فى الأرجاء، معلناً سقوط صاروخ جديد للمقاومة الفلسطينية على إحدى البلدات الإسرائيلية.. بكاء وعويل يتعالى من المجندات الإسرائيليات وهن يحاولن الاختباء من الصواريخ.. رجال الإسعاف يتفقدون عدداً من البيوت التى هدمها القصف.. علامات رعب تظهر على وجوه أمهات يحتضن أطفالهن ويختبئن من الصواريخ فى الأنفاق»، هذا هو مضمون ما جاء فى أحد الفيديوهات، التى ترصد مدى الرعب الذى اجتاح المجتمع الإسرائيلى بسبب قذائف المقاومة الفلسطينية، والذى تحاول إسرائيل من خلاله، هو وعدد كبير من المواد الإعلامية، توصيل رسالة إلى العالم مفادها أن المجتمع الإسرائيلى أعزل «لا حول له ولا قوة»، ويعانى بشدة من جراء القصف الصاروخى للمقاومة الفلسطينية، وذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعى و«يوتيوب». «إسرائيل من حقها الدفاع عن شعبها ضد هجمات حماس» قالها دانى إيالون، نائب وزير الخارجية الإسرائيلى، محاولاً قلب حقائق المشهد الذى يجرى على أرض غزة، حيث أسفر القصف الإسرائيلى عن هدم 120 منزلاً وسقوط 13 شهيداً، معظمهم من الأطفال. نتيجة التعاطف الذى أعقب نشر صور الشهداء، فكرت إسرائيل فى استخدام نفس السلاح، لجذب تعاطف العالم، فوزعت على موقع «فيس بوك» صوراً ترصد فزع بعض العائلات الإسرائيلية جراء القصف. «السذاجة تدفعنا إلى الفرح والتهليل لما تقوم به المقاومة الفلسطينية وهم يستثمرونها لصالحهم»، قالها الدكتور عماد جاد، المتخصص فى شئون الإسرائيليات بمركز «الأهرام» للدراسات السياسية والاستراتيجية، مؤكداً أن العرب يُستدرجون لهذا الفخ بسهولة، قائلاً «إسرائيل تمتلك آلة إعلامية ضخمة تستخدمها جيداً، وتحاول بها قلب الحقائق، وإظهار مواطنيها على أنهم عزل أبرياء يتعرضون للضرب والقصف والقتل، وأن ما تفعله هو مجرد دفاع عن شعبها». العرب دائماً يهوون المبالغة فى قوتهم، وأظهار عدوهم على أنه ضعيف ومرعوب منهم، كما يقول «جاد»، فالمقاومة الفلسطينية التى يفخر العرب ببطولتها فى التصدى للقصف الإسرائيلى، تخاطب إسرائيل، من خلالها، الرأى العام العالمى، للتعاطف معها، معتمدة على تلك «الفيديوهات والصور». لا ينكر «جاد» أن قوة «حماس» تطورت خلال السنوات الثلاث الماضية، لكن المبالغة فى الحديث عنها وراء رفض مجلس الأمن إدانة الغارات الإسرائيلية الدامية.