انقطاع مياه الشرب عن قرية بالبحيرة منذ 4 شهور.. وجركن المياه بجنيه ونصف تحوّلت حياة المواطنين فى عدد من المحافظات إلى مأساة بسبب انقطاع مياه الشرب لساعات طويلة، ما يصل إلى حد «العطش» فى أحيان كثيرة، وإلى عدم القدرة على غسل الملابس والاستحمام فى أحيان أخرى، وسط تجاهل تام من المسئولين الذين يبررون أسباب انقطاع المياه دون البحث عن حلول للأزمة، ما دفع الكثيرين منهم للتظاهر وتنظيم اعتصامات ووقفات احتجاجية فى عدة مناطق. ففى البحيرة تجمهر أهالى قرية «الشعيرة الكبرى»، بكفر الدوار، أمام مبنى الوحدة المحلية بسبب انقطاع مياه الشرب عن قريتهم منذ أكثر من 4 شهور، وتفاقم الأزمة منذ عيد الفطر الماضى. وتقدم أهالى القرية بمذكرة تفصيلية للواء السيد عيسى، رئيس مركز ومدينة كفر الدوار، يشكون فيها من انقطاع المياه وتجاهل مسئولى شركة المياه حل تلك الأزمة، مشيرين إلى المشاجرات التى تحدث بين الأهالى عندما تحضر سيارة نقل المياه، وذلك بسبب الأولوية على ملء الأوانى. وقال محمد مصطفى العطار، أحد أهالى القرية: لقد عادت مهنة «السقا» من جديد إلى قريتنا بسبب انقطاع مياه الشرب منذ شهور، فمن وفتها ونحن نحاول حل الأزمة التى تتفاقم مع ارتفاع درجة الحرارة، لكن لا أحد يسمعنا أو يستجيب لنا، مؤكداً أن انقطاع المياه عن المنازل والمحلات التجارية والوحدة الصحية، تسبب فى انتشار الأمراض بين الأطفال والكبار، بسبب استخدام مياه الترع فى الاستحمام، واستخدام مياه «الطلمبة الحبشية» فى تحضير الطعام. وقال على هليل، أحد الأهالى: «نشترى جركن المياه الصغير بجنيه واحد، والكبير بجنيه ونصف الجنيه، وأصبحت مهنة بيع المياه رائجة فى القرية، خاصة بعد تفاقم الأزمة بامتناع شركة مياه الشرب عن إرسال سيارة نقل المياه، التى كانت ترسلها يومياً. وفى الشرقية دخل انقطاع المياه عن قرية «إبراهيم حسن» و30 عزبة تابعة لها، فى مركز أولاد صقر، يومه ال17، وقال على المهدى عبده، عضو مجلس محلى سابق، إن مشكلة نقص المياه ترجع إلى عدة سنوات، وفى عام 2011 تم توصيل خطوط خاصة بالقرية بعمق 10 بوصات، وصلت تكلفتها إلى 2 مليون جنيه، وتحمل الأهالى جزءاً من هذه التكاليف، ولم تصل لهم المياه فى ذلك الوقت إلا شهرين فقط، ثم انقطعت مرة أخرى، ما اضطرهم للاعتصام أمام مبنى ديوان عام المحافظة أكثر من مرة، حتى تم تزويد القرية ب«موتور» لتوصيل المياه للأهالى، إلا أن تراكم مستحقات شركة الكهرباء التى لم تسددها شركة المياه أدى لفصل الكهرباء عن الموتور، وانقطاع المياه لفترة امتدت لعدة أشهر. وفى كفر الشيخ اشتكى أهالى قرية «ضهر الجمل»، التابعة لمركز قلين، من انقطاع المياه عن القرية بصفة دائمة، ما أدى لاعتماد الأهالى على طلمبات المياه الجوفية، التى لا تخرج إلا مياهاً مالحة، وفقاً لتأكيدات شعيب صقر، إمام وخطيب بالأوقاف، الذى أوضح أن ذلك تسبب فى إصابة الكثيرين من أهالى القرية بأمراض الفشل الكلوى والحصوات ومنهم أطفال صغار، وأكد عطا على عبدالعزيز، موظف بالتأمينات ومن أهالى القرية، أنهم اشتكوا للكثير من المسئولين بمركز قلين، ومحافظ كفر الشيخ، إلا أن الشكاوى والردود «لا تروى عطشاً». وأضاف عبدالناصر على، موظف بالصحة، أنهم لا يرون من شركة مياه الشرب إلا تحصيل الفواتير بانتظام أو إحالتها لمركز الشركة والمحاكم بتهمة التبديد، مؤكدين أن العدادات ومواتير رفع المياه تلفت وعلاها الصدأ. أما أهالى قرية «الدعاء» التابعة لمنطقة شباب الخريجين بمركز البرلس، فلم يكفوا عن شكواهم من انقطاع مياه الشرب، وأصبحوا يعتمدون بشكل أساسى على مياه مصرف «كتشنر» الملوث. كما امتدت الشكوى لقرى «الزهراء، والمستقبل، والحماد»، بمركز البرلس أيضاً، وقرى «دار السلام، والجرايدة، والمناشر، وروس الفرخ.