مطران دمياط: أغانى «أم كلثوم وليلى مراد» لا تليق بالرهبان.. و«بباوى» حاول إباحتها على لسان «المقارى» فتح الأنبا بيشوى، مطران كفر الشيخودمياط والبرارى، النار على الدكتور جورج بباوى، مدير معهد الدراسات اللاهوتية بولاية «إنديانا» الأمريكية، أستاذ اللاهوت السابق بالكلية الإكليريكية الأرثوذكسية بالقاهرة، والقمص متى المسكين، أشهر رهبان الكنيسة. أصدر «بيشوى» كتابين حصلت «الوطن» على نسخة منهما، هاجم فيهما «بيشوى» «بباوى» صراحة، وحذر الأقباط من 48 كتاباً ل«المسكين» دون ذكر اسمه. كتاب «بيشوى» الأول حمل عنوان «دراسة بحثية عن كتاب (رسائل أبونا فليمون المقارى)»، ورد فيه على كتاب «بباوى»، الذى حمل اسم «رسائل أبونا فليمون المقارى»، وحذّر المجمع المقدس للكنيسة منه فى مايو الماضى، ومُنع تداوله بالكنائس والأديرة، الأمر الذى استقبله «بباوى»، ببيان شديد اللهجة، هاجم فيه المجمع المقدس، والأنبا بيشوى، حمل البيان عنوان: «الآريوسية الجديدة وقرارات مجمع الكنيسة القبطية بمنع الكتب»، ووصف خلاله «بباوى» الأنبا بيشوى بأنه «صاحب باع طويل فى تزوير النصوص، وتاريخ ممتد فى العبث بالعقيدة»، ليأتى الرد من «بيشوى» عبر كتابه الصادر عن مطرانية دمياط، وعرّف «بيشوى» نفسه على الغلاف بأنه «رئيس قسم علم اللاهوت بمعهد الدراسات القبطية»، ويشمل الكتاب 40 صفحة، وتتصدّره صورة للبابا تواضروس، وما يفيد بأنه طُبع بمطبعة دير مارمينا العجائبى ب«مريوط». وقال «بيشوى»، فى مقدمة الكتاب، إن جورج بباوى له أفكار منحرفة عقائدياً، ونشر بعضها فى مجلة «الهدى» الخاصة بالطائفة الإنجيلية فى مصر، وبسببها تم منعه من التعليم فى الكنيسة الأرثوذكسية فى أوائل الثمانينات، ثم فصل نفسه بنفسه بانضمامه إلى الكنيسة الإنجيليكانية فى إنجلترا، وبعد ذلك تم فرزه وعزله ومنعه من التعليم بقرار من المجمع المقدس فى جلسة خاصة بتاريخ 21 فبراير 2007، بعد أن نشر هجوماً حاداً فى إحدى الصحف على عقيدة الكنيسة، وتم حصر 33 خطأً عقائدياً له فى جلسة المجمع. وأضاف «بيشوى»، أن «بباوى» فى كتابه «رسائل الأب فليمون المقارى»، يستخدم طريقة جديدة وخطيرة للترويج لأفكاره وهى استغلال اسم البابا كيرلس السادس للإيقاع بأبناء الكنيسة البسطاء، واستخدام أقوال راهب يحاول أن يثبت فى الكتاب نفسه، بطرق متعددة، أنه «قديس» ليُضفى شرعية على أقواله وقبولاً من القارئ للأفكار الغريبة التى يضعها على لسانه، فيصفه بالنسك وأن لديه أحاديث مباشرة مع المسيح، وبأنه يعرف الغيب ويتنبأ بأحداث مستقبلية. واعتبر «بيشوى» فى كتابه أن «بباوى» يدس التعاليم المسمومة التى طالما نادى هو نفسه بها فيما يدّعيه رسائل من هذا الراهب، إذ إنه يورد أخطاءً عقائدية عديدة وخطيرة. ويشكك «بيشوى»، فى رسائل الراهب «فليمون المقارى»، لأنه لا يعرف القراءة والكتابة، لافتاً إلى أنه «لا يهمه الراهب فليمون وأنه ليس بصدد إثبات إن كان هذا الراهب قد كتب هذا الكلام وقاله فعلاً أم لا، أو إن كانت الأحداث والأقوال المذكورة حقيقية أم هى من نسج خيال الكاتب، لأنه ليس هناك شاهد أو دليل عليها»، وأن الملاحظ بوضوح هو أن كثيراً مما ورد فى هذا الكتاب هو من الأفكار التى يروّج لها «بباوى» نفسه، وإن ما يهمه أولاً وأخيراً هو ألا يتسرب تعليم خاطئ إلى الكنيسة، وحفظ الرعية من الضلال الموجود فى هذا الكتاب المنسوب إلى راهب يستخدم «بباوى» شهادة البابا كيرلس له ليثبت أنه قديس وكلامه صحيح، بل يضع بعض الأخطاء على لسان البابا كيرلس نفسه. وتضمّن الكتاب ردوداً للأنبا بيشوى على ما أورده «بباوى» فى كتابه من شهادة للبابا كيرلس عن الراهب «فليمون»، معتبراً أن بها «إساءة إلى البابا»، كما رد على ما أورده «بباوى» أيضاً على لسان الراهب «فليمون» ضد البابا كيرلس، كما أورد «بيشوى» ردوداً على الأخطاء العقائدية المضادة لتعليم الكتاب المقدس وتعليم آباء الكنيسة ومجامعها، التى يضعها «بباوى» فى الكتاب على فم الراهب «فليمون»، ومنها «أنا تناولت قبل خلق العالم، لنا وجود أزلى، وإهانة القديسين ورفض التشفّع بهم، وإنكار أهمية حفظ الوصية، وإنكار أهمية الأعمال والاكتفاء بالإيمان والنعمة، وإنكار دور التوبة فى غفران الخطايا ودخول الملكوت، ومهاجمة الطقوس الكنسية، ومقولة خلاص الخطاة التى يؤكد (بيشوى) أنها تضليل وخداع شيطانى، لأن هناك عقاباً أبدياً للأشرار، ورفض طلب الرحمة وطلب الخلاص من الموت الأبدى». كما أورد «بيشوى» فى كتابه ردوداً عديدة على الأخطاء العقائدية المتفرّقة فى كتاب «بباوى»، ورداً على ما جاء فى كتاب «بباوى» ضد العقوبات الكنسية وتشجيع التمرد على الكهنوت، مشيراً إلى أن ما ورد فى الإنجيل عن التوبيخ والانتهار للتلاميذ وأنه ليس خطأً، لافتاً إلى أن الراعى الذى يترك الخطأ والخطاة يحتاج إلى تقديم توبة، وأن تاريخ الكنيسة ملىء بالقوانين الآبائية وقوانين المجامع المسكونية والمجامع المحلية والأحكام على الهراطقة غير التائبين، ويذكر تاريخ الكنيسة الحرومات الصادرة من المجامع المسكونية ضد الهراطقة أمثال «آريوس» و«نسطور» وغيرهما، وأن الكنيسة إذا لم تتخذ ضد هؤلاء الهراطقة وهرطقاتهم هذه الإجراءات الجريئة القاطعة، لضاع الإيمان. ويتناول «بيشوى» أيضاً «التعاليم الفاسدة» -حسب تعبيره- التى احتواها كتاب «بباوى»، منها ما يقصه «فليمون» عن إباحة أغانى «أم كلثوم وليلى مراد»، ليؤكد مطران دمياط، أن الأغانى العالمية التى تُستخدم فيها موسيقى صاخبة أو مثيرة لا تليق بالروحيين، وبالأولى بالرهبان، بالإضافة إلى أن الكلمات نفسها الغرامية أو العالمية لا تليق بهم، وأن الأنغام وكلمات الأغانى العالمية تثير مشاعر لا تليق. ويتابع «بيشوى» رده على ما ذُكر فى كتاب «بباوى» حول ظهورات المسيح المزعومة وأحاديثه مع الراهب فليمون، مشيراً إلى أن كثيراً مما يُنسب إلى هذا الراهب لا تناسب شخصاً غير متعلم، كما يقول هو عن نفسه فى عدة مواضع، وكما يتضح من خطه فى القصاصة الوحيدة الموضوعة فى الكتاب لرسالة بخط يده بتاريخ 3 أكتوبر 1965. ويرد «بيشوى» على ما ورد فى الكتاب عن معرفة «فليمون» بالغيب والتنبؤ، والهجوم غير المقبول على الكنيسة كلها، لكى يبرر الكاتب ما صدر ضده وضد تعاليمه الهرطقية من أحكام بواسطة المجمع المقدس فى أكثر من جلسة، حسب قوله. ومع الذكرى التاسعة لوفاة «متى المسكين» التى أحياها تلاميذه فى قدّاس صلاة داخل دير الأنبا مقار، كان الأنبا بيشوى، يصدر كتابه الجديد، الذى حمل عنوان «بيان بالكتب وفهرس الأخطاء الواردة فيها ومعها ردود مختصرة الخاصة بكتب مؤلف مشهور منسوب لكنيستنا وتم حصر أخطاء عقائدية شديدة فيها حتى الآن»، ليُجدد الهجوم فيه على «المسكين» ويحذّر من 48 كتاباً له، بحجة حماية الإيمان الأرثوذكسى السليم، ليعوّض عدم استطاعته محاكمة «المسكين» فى حياته. ويضم كتاب «بيشوى» 120 صفحة، ويتصدّره تقديم لمطران دمياط، قال فيه: «من الأمور المذهلة أن يوجد هذا الكم الهائل من الأخطاء العقائدية فى كتب مؤلف واحد مشهور منسوب إلى الكنيسة، ووصل عدد ما حصرناه منها حتى الآن 48 كتاباً، ونظراً إلى سعة انتشار هذه الكتب وخطورة ما فيها من أفكار بين خدام وشعب الكنيسة، وجدنا أنه من الواجب علينا أن نحذّر مما فيها، ونرد على هذه المغالطات التى تصل أحياناً إلى مهاجمة الله، أو الطعن فى الوحى الإلهى فى الكتب المقدسة». ويضيف «بيشوى» أن فى كتب «المسكين» خروجاً على المفاهيم الأرثوذكسية، وأنه راعى عدم التعرّض لاسم المؤلف تماماً أو المجال الذى مارس فيه مهامه، مراعياً مشاعر محبيه، لكنه اضطر من باب الأمانة والوضوح والتحديد إلى ذكر اسم كل كتاب والصفحة التى ورد فيها الخطأ، وأنه قام فى بداية الكتاب بعمل فهرس بأسماء الكتب وفهرس آخر بنصوص الأخطاء، ومعها الرد المختصر عليها، مشيراً إلى أن هذا لا يمنع فى مجال علم اللاهوت الدفاعى، وعلم اللاهوت المقارن أن تصدر كتب تالية يرد كل منها على أحد هذه الأخطاء العقائدية. ووصف «بيشوى» فى كتابه البابا تواضروس بأنه «حامل شعلة الإيمان المنير»، وأن هذا الجهد الذى يعمله هدفه حماية الإيمان المسلم من القديسين. وجاءت قائمة كتب «المسكين»، التى حذّر منها بيشوى، للأخطاء العقائدية التى وردت بها، كالتالى: «الإنجيل بحسب القديس مرقس دراسة وتفسير، الإنجيل بحسب القديس لوقا دراسة وتفسير وشرح، مدخل لشرح إنجيل القديس يوحنا دراسة وتحليل، شرح إنجيل القديس يوحنا الجزء الأول، شرح إنجيل القديس يوحنا الجزء الثانى، الرسالة الأولى للقديس يوحنا الرسول شرح وتفسير، شرح الرسالة الأولى للقديس بطرس الرسول، القديس بولس الرسول حياته - لاهوته - أعماله، شرح رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل رومية، شرح رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل جلاطيا، شرح الرسالة إلى أفسوس، شرح سفر أعمال الرسل، المزامير دراسة أكاديمية دراسة وشرح وتفسير المجلد الثانى، المعمودية - الأصول الأولى للمسيحية - كتاب القرن العشرين، الإفخارستيا عشاء الرب، الكنيسة الخالدة، التجسيد الإلهى فى تعليم القديس كيرلس الكبير، التبرير بين الماضى والحاضر وبين الإيمان والعمل، الخلاص والإيمان، العريس، حمل الله، الإنسان والخطية، أنا هو الكرمة الحقيقية وأبى الكرام، المسيح والمسيا، أنا هو خبز الحياة، المحبوب، ابن الإنسان، ماهية المسيح، أنا هو القيامة والحياة، ميلاد المسيح وميلاد الإنسان، يوم الصليب يوم القضاء ويوم البراءة، الفدية والكفارة، أين شوكتك يا موت أين غلبتك يا هاوية، القيامة والفداء فى المفهوم الأرثوذكسى، عيد الصعود فى اللاهوت الكنسى، رسائل ومقالات بمناسبة عيدى الصعود والعنصرة، يوم الخمسين وميلاد الكنيسة، العنصرة، عمل الروح القدس فى العذراء وفينا، الحكم الألفى، المسيح ابن الله، أنا هو الطريق والحق والحياة، رئيس الحياة، قصة الإنسان، عمانوئيل، وأراهم نفسه حياً ببراهيم كثيرة وظهر لبطرس - يا سمعان بن يونا أتحبنى، أنشودة التجسد يقدمها بولس الرسول، ليحل المسيح بالإيمان فى قلوبكم». ومن أبرز ما ورد فى الكتاب من ردود «بيشوى» على ما احتوته كتب «بباوى»، كان ما ذكره «المسكين» من رفض الطلاق لعلة الزنى، وقال «بيشوى»، إن ما قاله الكاتب يدل على أنه لا يؤمن بأن الأناجيل كُتبت بالوحى الإلهى، وإنما كتبها أشخاص اختلفوا فيما بينهم وأخطأ منهم من أخطأ، واتهام للقديس متى الرسول بأنه لم يقف على مستوى ناموس موسى، فهل لم يتقبل «متى» شريعة العهد الجديد، وهو الذى دوّن الموعظة على الجبل وغيرها من تعاليم العهد الجديد، ناهيك عن اتهام الكنيسة بأنها ليست كنيسة رسولية تعتمد على التقليد والتسليم الرسولى، واتهام آبائها القديسين على مر العصور الذين طبقوا شريعة منع الطلاق إلا لعله الزنى، وأنه من الناحية الرعوية لا يمكن أن تجبر الكنيسة زوجاً على معاشرة زوجة زانية أو العكس، كما أن الكنيسة لا يمكنها أن تمنع الطرف البرىء من تكوين أسرة مسيحية. وتضمّنت ردود الأنبا بيشوى أيضاً على كتب «المسكين»، فى كتابه هذا، عبارات الهجوم والاتهام بالهرطقة والنسطورية وعدم الانتماء إلى الكنيسة الأرثوذكسية، فيصف مطران دمياط كتب «المسكين» بأن فيها أفكاراً غريبة جداً، وليس لها أى سند كتابى أو آبائى، وبها خرافات لا يتصورها عقل، وعبارات غريبة، كما أن بها تعليماً «نسطورياً»، وأن العبارات الواردة فى أحد كتبه تدل على أن كاتبها لا يؤمن بأن الأناجيل كتبت بوحى من الروح القدس، أو أن الكتاب كله موحى به من الله، قائلاً: «هل يليق بمسيحى أرثوذكسى أن يقول إن الأناجيل الثلاثة انطلقت على سجية الفكر تروى بلا حذر وبلا هدف محدد؟، كيف يجسر أحد على كتابة مثل هذه الكلمات، وإن كتبه بها اختلاق اختلافات بين الأناجيل بالتجنى». وشدد «بيشوى» فى كتابه على «أن كتب المسكين بها أخطاء لاهوتية لدرجة الهرطقة، كما أن بها فكراً بروتستانتياً، والفكر المذكور لهذا الكاتب هو فكر من لا يؤمنون بالمعمودية ويستعيضون عنها (بالكلمة)، وأن فى هذه الكتب (تجديفاً) خطيراً على الروح القُدس، وهو نتيجة خداع شيطانى، والشيطان هو المستفيد الأول منها، وإن كان هذا الكاتب لا يعترف بكل ما تؤمن به الكنائس التقليدية، فإن ذلك يدل على أنه لا ينتمى بفكره وقلبه إلى أىٍّ من الكنائس التقليدية أو الرسولية».