تحول المؤتمر الذي نظمته التيارات الإسلامية أمام ساحة مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية بعنوان "مصر الثورة.. تغضب"؛ لدعم غزة والتنديد بالعدوان الإسرائيلي عليها، إلى حشد للدعوة إلى دولة إسلامية ودستور يراعي الشريعة مع بعض الأدعية للفلسطينيين والمطالبة بنصرتهم. وظهر عدم التنسيق واضحًا بين المنصة الخاصة بالجماعة الإسلامية وحزبها السياسي "البناء والتنمية"، والسيارة التي تحمل مكبرات الصوت التابعة لجماعة الإخوان المسلمين. حضر المؤتمر والتظاهرات التي أعقبته أمام مسجد القائد إبراهيم قرابة 3 آلاف مواطن، مرددين هتافات "الله أكبر"، و"زحف الإسلام قادم"، و"إسلامية إسلامية"، و"الإسلام هو الحل شرع الله عز وجل"، و"لا ليبرالية ولا علمانية مصر هاتفضل إسلامية"، و"يا زهار قول لهنية أوعى تسيب البدقية"، و"غزة غزة رمز العزة"، و"يا فلسطيني يا فلسطيني دمك دمي ودينك ديني". وقال بيان صادر عن جماعة الإخوان، -حصلت "الوطن" على نسخة منه- "لم تكن العملية العسكرية التي قام بها الكيان الصهيوني ضد أهلنا في غزة مجرد استهداف لقيادات المقاومة الفلسطينية، أو فقط لاغتيال قائد كتائب عز الدين القسام في غزة المجاهد أحمد الجعبري الذي استشهد في هذه العملية.. لكنها جاءت لاستهداف المقاومة التي حملت علي عاتقها الدفاع عن قضية القدس والمسجد الأقصى، ورسالة إلي دول الربيع العربي وعلى رأسها مصر التي كانت وما زالت تقف مع أشقائها العرب والمسلمين في كل دول العالم". وأشاد البيان بقرارات الرئيس محمد مرسي بسحب السفير المصري من تل أبيب ومغادرة السفير الصهيوني مصر بعد أن استلم رسالة مصرية شديدة اللهجة ترفض العدوان، ودعوة وزراء الخارجية العرب لاجتماع طارئ ومحاولة عقد جلسة في مجلس الأمن الدولي، مؤكدًا أن هذه القرارات جاءت لتعبر عن حقيقة مصر الثورة، وأن تلك المطالب طالما نادى بها المصريون من قبل في مظاهراتهم ووقفاتهم الاحتجاجية ضد ممارسات الكيان الصهيوني المحتل. وأضاف البيان، أن "قضية المسجد الأقصى ومقاومة الكيان الصهيوني ليست قضية الحكومات ولا البيانات الإعلامية والتصريحات الرنانة، لكنها قضية عربية إسلامية شعبية، وباتت الدماء التي تسيل في غزة والقصف الذي سمع المصريون دويه في رفح المصرية أمر لا يحتمل التوقف أمامه أو السكوت عنه، لكنها انتفاضة جديدة تتقدمها سلطة مصرية تدافع عن الأمن القومي المصري.. وشعوب تساند إخوانها وتحافظ علي مصالحها واستقرار المنطقة". وقال الشيخ حافظ سلامة، قائد المقاومة الشعبية في السويس، من على منصة الجماعة الإسلامية، إن مصر ليست تركة لأحد لكن يمتلكها جميع المواطنين، وأن الشعب لم ولن يحيد عن كتاب الله، وجاءت الثورة لتحريرهم من عبودية غير الله، قائلًا لمن وصفهم بأعداء الإسلام في الداخل والخارج "موتو بغيظكم". وطالب سلامة، حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بتطهير صفوفها من العملاء والخونة، مؤكدًا أن حماية المسجد الأقصى ليس أمانة في عنق كتائب القسام فقط، ولكن في رقبة المصريين أيضًا، وأن اتفاقية "كامب ديفيد" هي خيانة عظمى. وأكد الشيخ أحمد المحلاوي إمام مسجد القائد إبراهيم، أن الدستور المقبل إن خالف شرع الله، ولو بشكل محدود سوف "يُداس بالأقدام"، مستنكرًا السماح برفع أعلام إسرائيل على قنصلياتها في مصر، مضيفًا: "اتفاقية السلام مسؤولة عما يحدث في فلسطين ".