انتفضت الإسكندرية ضد العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث تظاهر الآلاف أمس الخميس دعمًا للفلسطينيين وتنديدًا بجرائم الكيان الصهيوني في الأراضي المحتلة وقطاع غزة، مطالبين الحكام العرب والمسلمين وشعوب العالم الحر بالوقوف بجوار الشعب الأعزل الذي يواجه الآلة العسكرية الوحشية للدولة العبرية. وتظاهر المئات من الطلاب والناشطين السياسيين وشباب الثورة أمام مكتبة الإسكندرية، مؤكدين عدم القبول ب"الذل" بعد أن عاهد المصريون أنفسهم بعد ثورة 25 يناير بعدم قبول أي إهانة أو الصمت على ما يحدث في غزة، مؤكدين ضرورة إزاحة العدوان الصهيوني عليها ومساعدة الشعب الفلسطيني "المناضل"على الخلاص. شارك في المظاهرات كلا من طلاب الاخوان المسلمين واتحاد طلاب جامعة الاسكندرية وطلاب الاشتراكيين الثوريين وطلاب حزب الدستور ومؤسسة محررون. ورددوا الهتافات منها " رغم الحصار.. اسرائيل وامريكا تولع نار، اقتل واحد اقتل 100 .. فلسطين هي القضية، قال القائد واسماعيل.. لن نعترف باسرائيل، هي كلمة ومش ساكتين.. حنحررك يا فلسطين" ودعا الطلاب خلال بيان صادر عنهم، حصلت "الوطن"على نسخة منه، الحكومات العربية وكل أحرار العالم الذين يؤيدون حق الشعوب في الحرية، بالوقوف أمام آلة الحرب الصهيونية التي يتم توظيفها في حسابات انتخابية ضيقة لمصالح شخصية وحزبية بعيدا عن المصالح الإنسانية. وتابع الطلاب في بيانهم: "نرى أن العودة إلي سياسة الاغتيالات ضد قادة حركات المقاومة الفلسطينية يؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي يريد جر المنطقة إلي عدم الاستقرار، إلا أنه يجب على الكيان الصهيوني أن يعي أن التغيير الذي شهدته المنطقة العربية وخاصة مصر لن يسمح بوضع الشعب الفلسطيني تحت وطأة العدوان الاسرائيلي كما كان في الماضي". وأطلق طلاب جامعة الإسكندرية، حملات لتجميع أكبر كم من التبرعات المادية والمأكولات والملابس، فضلا عن التبرع بالدم لنصرة غزة ومساعدة الفلسطينيين وإنقاذهم. وفي السياق نفسه، استنكرت النقابات المهنية بالمحافظة، الهجوم "الوحشي" الإسرائيلي علي قطاع غزة، معربة عن بالغ أسفها لمقتل الشهيد أحمد الجعبري وزملاءه "الشهداء الأبرار"، ومعلنة كامل تأييدها للمناضلين الصامدين وحقهم الكامل في الرد بكافة السبل. وأكد مجلس التنسيق بين النقابات المهنية بالإسكندرية، إن أعضاء النقابات يدعمون النضال بكافة وسائلة باعتباره هو السبيل الوحيد لتحرير كامل التراب الفلسطيني، وثمنت قرار الرئاسة بسحب السفير المصري من إسرائيل، مستنكرة الدور المتخاذل لمجلس الأمن إزاء هذا العدوان الغاشم، ومناشدة جميع دول ومنظمات العالم العربي والإسلامي باتخاذ كافة التدابير الممكنة لدعم ونصرة غزة بكافة السبل، ونظيرتها في العالم بمقاطعة هذا الكيان "الغاصب المجرم". وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين بالإسكندرية، تنظيم عشرات الوقفات الجماهيرية عقب صلاة العصر، في الميادين العامة والشوارع الرئيسية؛ احتجاجًا على العدوان الإسرائيلي علي غزة. واعتبر أنس القاضي، المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين بالأسكندرية: "إن الكيان الصهيوني ينسى أو يتناسى أن مصر تغيرت بعد الثورة، فإذا كانت مصر القديمة يغضب شعبها من أجل فلسطين، فإن مصر الثورة يغضب كيان واحد شعباً ورئيساً وحكومة ونواباً ومؤسسات وجمعيات من أجل فلسطين". وأبدى "القاضي"، استياءه من موقف الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تتشدق بمواثيق حقوق الإنسان ثم تمد إسرائيل بالأسلحة الفتاكة، مشددًا على أن العملية العسكرية ضد غزة ليست مجرد استهداف لقيادات المقاومة الفلسطينية المدافعة عن قضية القدس والمسجد الأقصى ، ولكنها رسالة إلي دول الربيع العربي وعلي رأسها مصر التي كانت وما زالت تقف مع أشقائها العرب والمسلمين في كل دول العالم، على حد قوله. وقال المتحدث باسم الإخوان في الإسكندرية: "لم يعد محتملًا أن تسيل الدماء وتتناثر الأشلاء جراء ذلك القصف المتوحش، ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام ذلك العدوان الغاشم". وانتقدت ماهينور المصري، عضو حركة الاشتراكيين الثوريين، موقف النظام المصري من القضية الفلسطينية، واصفة الإجراءات التي اتخذتها مصر والنظام المحسوب على الثورة بالمشابهة للإجراءات التي كان يتخذها نظام المخلوع مبارك قائلة" مبارك سحب السفير من قبل مرتين وكان يفتح المعابر من وقت لأخر فما الجديد الذي أضافه رئيس من المفترض انه منتخب ومحسوب على الثورة". وأضافت: نطالب بثلاث مطالب أساسية، هي فتح المعابر بين الجانبين بشكل كامل وإلغاء اتفاقية كامب دافيد وقطع العلاقات نهائيا مع اسرائيل، فنحن لسنا أقل من فانزويلا التي قطعت العلاقات من قبل مع اسرائيل، كما أن جنودنا يموتون على الحدود بنيران إسرائيلية بسبب كامب دافيد التي لم تفيد مصر نهائيا، على حد قولها. واعتبر محمد سمير، عضو المكتب التنفيذي لحركة "لازم" أن مصر الثورة يجب أن يكون لها مواقف واضحة ومحددة من القضية الفلسطينية بصفة خاصة والقضايا العربية بصفة عامة مشيرا الى ضرورة التدخل والتعبير عن الغضب المصري لوقف سيل الدماء الفلسطيني الذي ينهمر برصاص العدو الصهيوني منذ مائة عام تقريبا.