تواصل دار الإفتاء المصرية، الرد على الفتاوى التي تُرسل إليها من المتابعين عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حيث ورد إليها سؤال: ما فضل ليلة القدر وفي أي ليلة هي؟. وجاء رد دار الإفتاء: "فضل ليلة القدر كبير وعظيم لأنها الليلة المباركة التي يقول الله تعالى عنها: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ)، القدر 001-003، فهي ليلة خير من ألف شهر في الثواب والأجر، وهي ليلة القدر والمعنى ليلة التقدير وسميت بذلك لأن الله تعالى يقدر ما يشاء من أمره، أي يظهره في تلك الليلة بعد ما كتبه في الأزل، وقيل سُميت بذلك لعظمها وقدرها وشرفها من قولهم لفلان قدر، أي شرف ومنزلة. وقيل إن العابد فيما مضى لا يسمى عابدًا حتى يعبد الله ألف شهر، أي 83 عاما و4 أشهر، فجعل الله تبارك وتعالى لأمة محمد عبادة هذه الليلة، خير من ألف شهر كانوا يعبدونه فيها. وقال ابن مسعود رضي الله عنه، إن النبي ذكر رجلا من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر، فعجب المسلمون من ذلك فنزلت: "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ" (القدر 001-003)، المدة التي حمل فيها الرجل سلاحه في سبيل الله، ففي هذه الليلة: "تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ" (القدر 004)، أي تنزل الملائكة من السماء إلى الأرض ويؤمِّنون على دعاء الناس إلى وقت طلوع الفجر. واختلف العلماء في تعيين ليلة القدر، والذي عليه أكثر العلماء أنها ليلة 27 وحجتهم حديث زر بن حبيش قال: قلت لأبي بن كعب إن أخاك عبدالله بن مسعود يقول: من يتم الحول يصب ليلة القدر فقال: يغفر الله لأبي عبدالله لقد علم أنها في العشر الأواخر من رمضان، وأنها ليلة 27، لكنه أراد ألا يتكل الناس ثم حلف لا يستثني أنها ليلة 27 رمضان، وقيل هي في شهر رمضان دون سائر العام، وهو قول أبي هريرة. والصحيح المشهور كما قال القرطبي رحمه الله تعالى، أنها في العشر الأواخر من رمضان، وهو قول مالك والشافعي والأوزاعي وأحمد، وقال قوم: هي ليلة الحادي والعشرين ومال إليه الشافعي، والصحيح أنها في العشر الأواخر دون تعيين والحكمة من إخفائها لكي يجتهد الناس في العبادة في العشر الأواخر كلها، كما أخفى الصلاة الوسطى في الصلوات الخمس واسمه الأعظم بين أسمائه الحسنى.