مأساة حقيقية تهدد حياة أكثر من 5 آلاف من أهالى وسكان قرية «كفرحجازى»، التابعة لمركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، نظراً لوقوع المئات من منازل الأهالى بالقرب من المدرسة الابتدائية الكائنة فى منطقة مكتظة وسط القرية على مستوى منخفض من سطح الأرض، الأمر الذى نتج عنه ظهور كميات كبيرة من المياه الجوفية، التى اختلطت بمياه الصرف الصحى ما تسبب فى ظهور أعراض رشح وتصدعات وشروخ فى جدران وحوائط المدرسة. كانت هيئة الأبنية التعليمية بالمحافظة قد أصدرت قراراً يوم 15 سبتمبر الماضى بإغلاق المدرسة على الرغم من بنائها بأكثر من 10 ملايين جنيه فى السنوات الماضية، وإلحاق التلاميذ، الذين يبلغ عددهم نحو 400 بمدرسة كفرحجازى الابتدائية المشتركة فى الفترة المسائية، رغم أنها تقع وسط الزراعات مع حدود قرية محلة أبوعلى، ما يعرض الطلاب للإرهاق. وقدم أهالى القرية مستندات إلى «الوطن» تؤكد أن المدرسة المشتركة التى تم نقل أبنائهم وذويهم الصغار إليها، تعد مأوى ووكراً للبلطجية، والمسجلين خطر، كونهم يتخذون الزراعات فى تهريب المواد المخدرة، وممارسة أعمال البلطجة، والإتاوات على المواطنين المارين بذات المنطقة. وعبر الأهالى عن استيائهم وغضبهم الشديدين بسبب تقاعس المستشار محمد عبدالقادر، محافظ الغربية، وفاطمة خضر، وكيلة وزارة التربية والتعليم بالمحافظة، عن تلبية مطالبهم التى تلخصت فى تشكيل لجنة طارئة لفحص المدرسة المنكوبة، وإعادة ترميم المبانى القائمة بها، لافتين إلى أنه من الممكن فحص التربة ومعاينتها من قبل مهندسى الرى للوقوف على سبب تسرب مياه المجارى إلى ساحة فناء المدرسة، وامتدادها حتى تمكنت من تغطية الطابق الأول. من جانبه، أكد الشيخ محمد منتصر الجعفراوى، أحد أهالى القرية، أن وجود طفح للمجارى يصل منسوب ارتفاعها من 2 إلى 3 أمتار يعد خطراً يداهم حياه سكان المنطقة المحيطة بالمدرسة، محذراً من أن ينتاب الأهالى إحساس من الخوف خشية انهيار منازلهم. وناشد الجعفراوى الجهات التنفيذية بالمحافظة بالتحرك والنظر إلى حياة الأهالى الذين يعيشون ساعات من الرعب فى منازل تعد قبوراً لهم، مبيناً أنه تقدم بشكاوى عديدة إلى اللواء مصطفى بدر، سكرتير مساعد المحافظة، ولكنها جاءت دون جدوى لعدم تنفيذها حتى الآن. وشدد الشيخ بشير محمد جادو، أحد أهالى القرية، على أن الأجهزة الأمنية بمركز المحلة غير قادرة على رصد ومتابعة تحركات المسجلين خطر، الذين يقبلون على خطف مقتنيات الفتيات الصغار والتلاميذ حال ذهابهم وعودتهم إلى المدرسة المشتركة، خاصة مع قرب حلول الظلام أثناء الفترة المسائية. وأوضح محمد يوسف الرجبى، أحد أهالى القرية، أنه وإخوته تعاونوا على استخدام محطات ومواتير لشفط المياه من المدرسة المنكوبة، وذلك بتجميعها فى فنطاسات مياه للتخلص منها فى الترع. وبين عبدالمنعم زكريا، أحد أهالى القرية، أن المياه الجوفية أزالت طبقة الأسفلت مما جعل الطريق الواصل بين القرية وباقى قرى مركز المحلة، ترابياً يصعب سير السيارات عليه.