سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قاعدة فقهية قد تبرئ داعية إسلامي من قتل طفلته بعد شكه في سلوكها التقارير الطبية: تعرضت لضرب بالأسلاك والسوط وأصيبت بجلطة في المخ وكسر بجانبها الأيمن كاملا وفي اليد اليسرى ونزع أحد أظافرها
عندما تفسد العقول وتعمى القلوب يهون كل شيء وتصبح الجريمة سلوكا بشريا والوحشية طابعا إنسانيا. الضحية طفلة لا تتجاوز خمس سنوات، والجاني أقرب ما يكون إليها؛ فهو الأب الذي يدَّعي التدين، والدين منه براء والجهل له قرين. تعود وقائع القضية، التي ترويها أم الطفلة المنكوبة لقناة العربية والدموع لا تفارق عينيها، عندما "قمت بإعطاء طليقي الابنة من أجل الزيارة إلا أنه أخذها لمدة أسبوعين على أن يُعيدها بعدها، لكنه لم يقم بذلك، ثم قام باتهامي ببعض الأكاذيب وقال أشياء مرت عليها ستة أشهر، إلى أن وردني اتصال من هيئة التحقيق والادعاء العام بحوطة بني تميم يبلغوني بالحضور لديهم". وتابعت الأم: "قاموا بفتح تحقيق يوم الخميس الماضي رغم وجود إجازة وقالوا إن القضية طارئة، وكان الشيخ يريد معرفة نفسية طليقي، إلا أنني صُدمت عند إبلاغي أن ابنتي بمدينة الملك سعود الطبية بمدينة الرياض، واتجهت للمستشفى وكانت في مأساة شديدة، وعرفت بناء على كلام الادعاء أن والدها اعترف شخصيا بأنه انتقم منها وضربها". وفي كلمات امتزجت بالدموع، تحدثت الأم عن آخر أيامها مع ابنتها: "والله عندما رأيتها لم أعرفها. لا توجد رحمة في قلوب البشر. ابنتي البشوشة الذكية كانت لا تتعرَّض لأذى". التقارير الطبية التي أبلغها الادعاء عن الطفلة المقتولة تفيد أنها تعرضت لضرب مبرح بالأسلاك الكهربائية والسوط مع وجود آثار للحروق، ما أصابها بسكتة دماغية شديدة أدت لتلف الأعصاب كلها مع جلطة المخ وعدم ارتفاع الدم من الجهة اليمنى، مع وجود كسر بجانبها الأيمن كاملا وكسر في اليد اليسرى، بالإضافة إلى نزع أحد أظافرها، وضربها من الرأس للجسم أتلف كل ما في جسمها. وطالبت الدكتورة سهيلة زين العابدين حماد، عضو جمعية حقوق الإنسان، بالقصاص من والد الطفلة لمى ذات الخمسة أعوام التي فارقت الحياة إثر تعرُّضها للعنف على يدي والدها، مبدية أسفها لاستمرار مسلسل قتل الآباء لبناتهم من أمهات مطلقات. وأضافت زين العابدين، في تصريحها لجريدة "سبق" السعودية، أن "الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان ستطالب بتطبيق حكم القصاص، والمجتمع ينبغي أن يطالب بذلك. لن نسكت على هذه الجريمة البشعة ولن نرضى إلا بالقصاص؛ لأن هذا الحكم الرادع سينهي هذا المسلسل"، متسائلة: "كيف يشك الأب في سلوك طفلة عمرها خمسة سنوات؟ وأي مبرر لكل هذا التعذيب الذي أدى لوفاتها؟"، لافتة إلى أنه تم التأكد من عذريتها. تخوفات زين العابدين من أن يفلت الأب من العقاب برزت عندما شككت في حصول الأب القاتل على الإعدام: "قد يفلت ذلك المجرم من العقاب ويقال إنه يعاني حالة نفسية وتتم إحالته للمستشفى أو يتم الحكم عليه بالسجن والجلد ولا يُقتص منه، لأن الوالد، حسب قاعدة فقهية واردة في كتاب المغني لابن قدامة، لا يُقتل إن قتل ولده ولكن تُقتل الأم بقتلها ولدها"، مطالبة المعهد العالي للقضاء وكليات الشريعة بإعادة النظر في مناهجها الدراسية بعد تصحيح المفاهيم للآيات القرآنية المتعلقة بالمرأة وبالأحكام والعلاقات الأسرية والزوجية، وعدم الاعتماد على اجتهادات فقهاء أو أحاديث ضعيفة وموضوعة وشاذة ومفردة ومرسلة وغير مستندة إلى نصوص قرآنية، وهؤلاء الفقهاء بشر قد يصيبون أو يخطئون. وواصلت الناشطة الحقوقية هجومها على والد الضحية: "الطامة الكبرى أن والدها يدَّعِي أنه داعية إسلامي والإسلام والدُعاة منه براء. ديننا لا يحث على العنف أبدا، ولكنه يَعرف أنه لن يُحكم عليه بالقصاص فاتخذ ذلك سبيلا، ولو عَلِم أنه سيتم تنفيذ القصاص فيه لما قام بهذا الفعل"، مضيفة أن الداعية من المفترض أن يكون قدوة صالحة بالعمل وبالفعل وليس بالقول فقط، ومن المفترض أن يظهر ذلك في سلوكياته ويكون قدوة للجمهور، مطالبة والدة الفتاة بعدم التنازل عن حقها والمطالبة بالقصاص كأقل عقاب رادع.