عندما يكون الإعلام هادفاً نزيهاً يساعد على بناء المجتمع وينهض به كمؤسسات وأفراد والميثاق الإعلامى ليس عنا ببعيد وعندما يكون الإعلام مدمراً فاسداً يساعد على هدم المجتمع فى قيمه وخلقه وخيراته. وعندما يستخدم الإعلام كأداة فى استمرار الظلم والقهر يكون بذلك إعلاماً ساقطاً، فلنعتبر من ثورتنا ولنفتح صفحة بيضاء ونستخدم قلماً جديداً يدعو إلى التوحد وتبنى المصلحة العامة وحسن الخلق، فالكلمة أمانة وتحرى الصدق واجب والبعد عن المبالغات التى لا يتقبلها العقل الراجح والالتزام بأحلى وأجمل حوار. ومن هنا يظهر الحب للطرف الآخر والحرص عليه بالتوجيه إلى الأهم وعدم الخوض فيما لا ينفع ومن هنا يأتى النصر للإعلام الحر النزيه الذى يسعى دائماً إلى تحقيق الرسالة بالكيفية المطلوبة ومن هنا يصبح الإعلام إعلام شعب وليس إعلام سلطة والوطن يحتاج من الجميع بذل الجهد والتضحية والعطاء وإتقان العمل. وحينما يهتم الإعلام بالتدقيق فيما يُنشر وحينما يمنع الفتن وحينما يرشد الناس وحينما يرتقى بثقافة المواطن حينئذٍ يكون إعلام فكرة وعقيدة وليس إعلام غرض ومنفعة ،والإعلام الرياضى كم كان يهدم القيم وكم كان يوقع بين الدول وكم كان يشحن غضب الجماهير، فهل لنا بعهد جديد وبأمد قريب أن نصلح ما أفسدناه وما زال فى الوقت متسع يسمح لنا بتطوير الكلمة وحسن الأداء وكما يقول العلماء.. مناصرة المبادئ تحتاج إلى إرادة قوية لا يتطرق إليها ضعف، وتضحية عزيزة لا يحول دونها طمع ولا بخل، ووفاء ثابت لا يعدو عليه تلوّن ولا غدر، ومعرفة بالمبدأ وإيمان به، ووجود تقدير له يعصم من الخطأ فيه والانحراف عنه والمساومة عليه والخديعة بغيره، فالإعلام الرياضى دوره مهم فى عودة النشاط الرياضى الذى توقف بسبب مذبحة ستاد بورسعيد المؤلمة التى غيرت مسار الرياضة، فعلينا أخذ العبر والعظات حتى لا تتكرر مثل هذه الأحداث، فمقدمات المذبحة كانت متوفرة بسبب التعصب والعنف وعدم احترام القانون والتسيب الأمنى والتدبير الخفى من أطراف لا يريدون الخير لمصر وأهلها والإهمال التنظيمى وعدم الاعتبار بقدسية دماء الإنسان الذى هو غالٍ عند مولاه ورخيص عند عبيده، فالمواطن المصرى له قدرة على الإبداع فى ظل العناء وقدرة على الإنجاز فى ظل المعوقات وقدرة على التفوق فى ظل قوة المنافسات. ألم يكن المواطن المصرى هو مفجر ثورة 25 يناير وما زال يحميها، فهيا بنا إلى تقديم الخير والكلمات الطيبة التى هى من الصدقات وكذلك الابتسامات التى غابت عنا.. فهل لنا من إعلام يعيد إلينا البسمة والأمل والكلمة الطيبة التى تفتح بها قلوب الناس؟ وهل نهضت الشعوب إلا باستخدام الكلام الإيجابى المحفز المنتج الفعال الذى يلهب حماس المجتمع للإنتاج عندما يكون الإعلام هادفاً.