أكد خبراء أن استهداف قيادات «حماس» لن يُوقف المقاومة، وأن إسرائيل والولاياتالمتحدة تعملان على استفزاز إيران، مشددين على أن حكومة الاحتلال ترغب فى إشعال المنطقة، والقضاء على مسار المفاوضات الذى قد يفضى إلى إنهاء الحرب فى غزة. وقال سهيل دياب، أستاذ العلوم السياسية، إن اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، له تداعيات مركزة ومُضاعفة، فهذا ليس مجرد اغتيال عادى لشخصية سياسية، مشيراً إلى أن اغتيال «هنية» يفوق ما جرى لنائب رئيس حركة حماس، وقائد الحركة فى الضفة الغربية صالح العارورى. وأضاف «دياب»، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أن الرد الإيرانى سيكون حتمياً، مشيراً إلى أن إسرائيل أرادت شفاء غليل القوى الداخلية السياسية التى نادت بالانتقام من إيران، لذلك كان اغتيال «هنية» هدفاً مركزياً، موضحاً أن تل أبيب لا يمكنها تنفيذ مثل هذه العملية -اغتيال هنية- دون التنسيق مع الولاياتالمتحدةالأمريكية والترتيب لما سوف يجرى بعد الاغتيال. وأكد الدكتور أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية بقطاع أخبار المتحدة، أن إسرائيل وراء عملية اغتيال هنية فى طهران، مشيراً إلى أن استهداف القيادات لن يجعل الحركة تتوقف عن المقاومة، وشدد على أن التعاطف لن يكون مع أى سيناريو تقوم به إسرائيل، وسيكون مع حركة المقاومة، فالولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل تعملان على استفزاز إيران. وأوضح أن أمريكا متطورة فى تحقيق أهدافها وتستطيع الوصول إلى رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية، ولكن ذلك سيؤدى إلى عدم الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، كما أن نتنياهو لم يقدم الأمن والسلام لشعبه، بل قدم الذعر واليأس باغتيال إسماعيل هنية. من جانبه، أشار حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، إلى أنّ المنطقة الآن أصبحت تتجه بشكل كبير نحو المجهول وكل الاحتمالات واردة، مشيراً إلى أن اغتيال إسماعيل هنية، ضربة مؤلمة للفصائل الفلسطينية، ومع ذلك لن تتوقف المقاومة وستصمد أمام إسرائيل بشكل كبير جداً خلال الفترة المقبلة حتى تستطيع الوصول إلى حل بوقف إطلاق النار، وقيام دولة فلسطينية طبقاً للقرارات الشرعية الدولية. وأضاف أستاذ العلاقات الدولية: «الاحتلال الإسرائيلى يخطط لمواجهة مباشرة بين أمريكاوإيران، لأن الرد الإيرانى سيكون شديداً، ومن الممكن أن يصل إلى تل أبيب، وأننا فى مرحلة عبثية لوجود حكومة لا تسعى للسلام وتحقيق الاستقرار فى المنطقة على الرغم من الجهود التى بذلتها مصر من أجل السلام من خلال المؤتمرات والجهود الدبلوماسية.. مصر صانعة السلام فى الشرق الأوسط، والجهود المصرية تصطدم برغبة نتنياهو فى عدم إنهاء الحرب بسبب الدعم الأمريكى المطلق لهذه الحكومة المتطرفة التى لا تؤمن بالسلام». وفى نفس السياق، تطرق محمد فايز فرحات، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، إلى أن المشهد الإقليمى دخل فيما يعرف دبلوماسياً ب«الطريق المسدود» وتعقدت احتمالات التهدئة، مضيفاً أنَّ إسرائيل تسعى إلى إرباك الوضع الإقليمى والحفاظ على حالة الفوضى وتعميق القلق فى المنطقة باغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحركة حماس. وأضاف «فرحات» عبر مداخلة هاتفية: «إسرائيل تريد القضاء على حماس منذ بداية العدوان وحتى الآن من خلال استهداف قادة حركة حماس، وهذا الأسلوب الذى تنتهجه إسرائيل يدل على عدم قدرتها على مجابهة ما يحدث منذ بدء العدوان فى 7 أكتوبر من العام الماضى». وتابع: «يسعى الجانب الإسرائيلى إلى تحقيق عدة أهداف، بعضها يتعلق بالداخل الإسرائيلى، وجزء آخر يتعلق برسالة تريد إرسالها لدول الجوار بأنّها قادرة على استهداف عمق هذه الدول»، فيما أكد خبراء فى العلوم السياسية، أن وكلاء إيران فى المنطقة سيكونون الأداة الرئيسية للرد على اغتيال القيادى بحركة حماس إسماعيل هنية.