انتهى العام الدراسي الثاني في الجامعات المصرية وقد اختفى منه زخم الفعاليات والمظاهرات، بعدما أخمدت القوة الأمنية الحراك الطلابي بالتعسف والعنف، حيث زادت حالات الاعتقالات في صفوف الطلاب بشكل غير مسبوق. "فالكون" شركة التأمين الخاصة التي استعانت بها جامعة القاهرة وعين شمس والأزهر، شهدت أول أعمال العنف في الاحتكاكات التي حدثت في أول يوم في الدراسة. خلال الشهر الأول من العام الدراسي، تم القبض على من الكوادر القيادية في الحركات الطلابية، حيث وصل عددهم إلى أكثر من 70 طالبًا بجامعات القاهرة، عين شمس، المنيا، كفر الشيخ، حلوان، الفيوم، سوهاج، دمنهور، الإسكندرية، دمياط، المنصورة، قناة السويس، الزقازيق، طنطا، المنوفية، بنها، أسيوط، الأزهر. شهدت جامعة الأزهر وخاصة في فرع البنات اقتحامات شبه يومية من قوات الأمن، لفض فعاليات طالبات الإخوان الذين ينددون بالنظام الحالي وبحبس الطلبة، ووصل عدد الطلاب المفصولين 275 طالبًا، على رأسهم طلبة جامعة الأزهر، حيث فصل منهم 123 طالبًا، بالإضافة إلى إلقاء القبض على 424 طالبًا من بينهم 96 طالبًا بالأزهر، و76 طالبًا بجامعة الإسكندرية، كما رصدت 118 حالة اعتداء من قوات الشرطة تجاه الطلاب، ما أسفر عن سقوط طالبين. وفي نوفمبر 2014، تكثفت العمليات الأمنية، لتكون أعنف منذ بداية الفصل الدراسي الأول بعد سقوط أول طالب إثر إصابته برصاص خرطوش داخل المدينة الجامعية بالأزهر، بعد أن هاجمتها قوات من الشرطة والأمن المركزي، وذلك لفض المظاهرات الطلابية، بالإضافة لأنه تم احتجاز 4 طلاب من قبل الأمن الإداري بالجامعات، وما يقرب من 52 طالبًا تم اعتقالهم من جامعات مختلفة، وعشرات المصابين بالاختناقات ورصاص الخرطوش، جراء استخدام الشرطة لقنابل الغاز والخرطوش في فض المظاهرات والاحتجاجات الطلابية. صدر خلال شهر نفسه على حوالي 40 طالباً من طلاب جامعة الأزهر، حكم بالسجن لمدة سنة و6 أشهر، وذلك على خلفية القبض عليهم خلال المظاهرات التي شاركوا بها. ومع بداية الفصل الدراسي الثاني، شهد الكثير من الأحداث، بدايتها باقتحام الشرطة مساكن طلاب مثل ما حدث بعين شمس والأزهر والفيوم وبورسعيد، وفي الوقت ذاته واصلت إدارات الجامعات المصرية المختلفة التضييق على الأنشطة الطلابية، سواء بفصل الطلاب على خلفية اشتراكهم في المظاهرات أو برفض إعطاء الأذون اللازمة للطلاب لتنظيم أنشطة طلابية بحجة الدواعي الأمنية. في إبريل 2015، توفي أنس المهدي، طالب كلية العلاج الطبيعي، بعد دخوله في غيبوبة، بسبب الضرب المبرح الذي تعرض له في أحداث اشتباكات الأمن الإداري بجامعة القاهرة مع الطلاب داخل الحرم الجامعي. وأثناء امتحانات نهاية العام، اختطف إسلام عطيتو، طالب بكلية الهندسة بجامعة عين شمس، عقب امتحانه مباشرة في 19 مايو الماضي، ووجد في اليوم التالي مقتولًا في صحراء التجمع الخامس، واختفى الطالب أشرف منصور، طالب جامعة عين شمس وأحد مصوري موقع "يقين"، وعرف بعد ذلك أنه محتجز في أحد معسكرات الأمن المركزي.