ورد في صحيح مسلم عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: "الصَّلواتُ الخَمْسُ والجمعةُ إلى الجمعةِ ورمضانُ إلى رمضانَ مُكفِّراتٌ مَا بينهُنَّ إذا اجْتُنِبت الْكَبَائر". ومن هذا الحديث الشريف، نُبين كيف يجب أن نستقبل هذا الشهر العظيم: 1 نستقبله بالتوبة الى الله، وثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لله أشد فرحًا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه، وعليها طعامه وشرابه فيأس منها فأتى شجرة فأضطجع في ظلها قد أيس من راحلته فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وإن ربك أخطأ من شدة الفرح، فكيف فرحة الله بتوبة عبده؟ تخيل ذلك في نفسك. 2 استشعار الفضل العظيم والأجر الكبير المترتب على الصيام لأن تجديد النية أمر مهم فبعض الناس تعود على الصيام ولم يستشعر الأجر والثواب المترتب على الصيام. 3 - استشعار الفضل والأجر الكبير المترتب على القيام في هذا الشهر عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه" متفق عليه، فالاهتمام بالمحافظة على صلاة التراويح مع الإمام حتى ينصرف من أفضل الأعمال ففي حديث أبي ذر أن النبي قال: "من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة" رواه أبوداود. 4 الابتعاد عن تضييع أيامه بالنوم ولياليه بالسهر فمن كان هذا عمله فلم يستفد من شهره شيئا بل لربما كان وبالًا عليه. 5 - الحرص على إفطار الصائمين فعن زيد الجهني رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من فطر صائمًا كان له مثل أجر صومه غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء" رواه الترمذي، وكذلك الأعمال الصالحة. 6 - الإكثار من تلاوة القرآن الكريم وتدبر معانيه وتمعنه وعن أبي أمامة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يقول: "اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه" رَوَاهُ مُسلِمٌ. 7 - حفظ اللسان وبقية الجوارح عن الحرام فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"، وإن هذه الأشياء وبدون شك تنقص من أجر الصائم، فينبغي الابتعاد عنها وتوقيها. 8 - نستقبل هذا الشهر بحسن الخلق مع الناس كلهم ولا سيما المراجعين لمعاملاتهم ولا نجعله شهر هم وحزن ويأس. 9 - استغلال هذا الشهر بالإكثار من الدعاء؛ لأنه شهر الدعاء، فآتت أية الدعاء بين آيات الصيام ليدل دلالة واضحة على أهمية الدعاء. 10 - الاعتناء بالعشر الآواخر من رمضان، حيث فيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أنه يشد مئزره ويعتزل أهله ويحيي ليله كما قالت أم المؤمنين رضي الله عنها.