الرئيس واجه التحديات باستعادة مصر سياستها الخارجية.. وقناة السويس الجديدة كانت أيقونة إنجازات العام الأول وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى مقر رئاسة الجمهورية في الثامن من يونيو من العام الماضي، والدولة المصرية تواجه تحديات كبيرة قد تكون الأخطر على مدار تاريخها، ما بين إرهاب أسود يعيث بين ربوعها قتلا وتخريبا تنشره جماعة اختارت العنف منهجا، وما بين اقتصاد منهك وجهاز إداري متهالك ومؤسسات دولة ترهلت بفعل الزمن. ذلك إضافة إلى موقف سياسي دولي غير معترف بإرادة المصريين التي حققوها في ثورة 30 يونيو، ويمارس ضغوطا هائلة على الدولة المصرية، وليس أدل على هذه التحديات إلا إبراز جزء منها على سبيل المثال، مقاطعة أغلب الدول الغربية والإفريقية للنظام فى مصر، وصلت إلى تعليق عضوية مصر بالاتحاد الإفريقى، ووصول الاحتياطى النقدى إلى أقل مستوياته ليصل إلى 15 مليار دولار، وتنامي الإرهاب فى سيناء وبكل أنحاء الجمهورية بشكل كبير. كذلك ارتفاع معدل التضخم ليصل إلى 9 % تقريبا، وانخفاض التصنيف الائتماني لمصر إلى درجة caa1، وهي أقل درجات التصنيف، ووصول معدل البطالة إلى نسبة 13.4%، وعجز في إنتاج الكهرباء بلغ 4000 ميجا، وارتفاع معدلات الجريمة فى مصر بشكل غير مسبوق حيث تضاعفت جرائم الخطف بنسبة 4 مرات، وجرائم السطو المسلح 12 مرة، وسرقة السيارات 4 مرات، إضافة إلى المشاكل المزمنة التى تنامت على مدار عقود من الفساد والإهمال، وفى مقدمتها التعليم والصحة والزراعة والصناعة، وأوضاع إقليمية متوترة فى ظل نمو وازدهار التنظيمات الإرهابية فى المنطقة وحول حدود الدولة المصرية، وانهيار المفاوضات بين مصر وإثيوبيا فيمل يتعلق بملف سد النهضة. لكن الرئيس بدأ منذ اليوم الأول له فى مواجهة التحديات متسلحا بثقته فى قدرات المصريين وإصرارهم، فكان العمل على قدم وساق على معالجة كافة الملفات وبالتوازى، فما بين العمل على ملف السياسة الخارجية وإستعادة مصر لمكانتها، وبين العمل على الملفات الداخلية وزع الرئيس وقته، وراح يبحث عن حلم المصريين في وطن يليق بهم ويرتقي لمستوى طموحهم في المستقبل، وكانت قناة السويس الجديدة، أيقونة إنجازات العام الأول، وخلال فترة لم تتعد ال 60 يوما أطلق الرئيس إشارة البدء لحفر قناة السويس الجديدة كمشروع قومي طموح لتنمية هذا الشريان المائي المهم الذي يربط المشرق بالمغرب ويضمن لمصر مكانتها كمركز حيوي للتجارة، وتخطي هذا المشروع عوائده الاقتصادية المتمثلة في زيادة الدخل القومي ليصبح علامة بارزة تدلل على قدرات المصريين على الإنجاز والتحدي. وكانت المعدلات الهائلة غير المسبوقة لتنفيذ هذا الحلم بسواعد المصريين، وينتهي الحفر الجاف بنسبة 100% في أزمنة قياسية، وتبدأ بعد ذلك أكبر عملية تكريك فى التاريخ بإمكانيات 41 كراكة، لتحفر للمصريين قناتهم الجديدة ليعبروا بها إلى مصر المستقبل والتي ستفتتح في أغسطس المقبل.