في الوقت الذي رفض فيه رئيس البرلمان الألماني، نوربرت لامرت، مقابلة الرئيس عبدالفتاح السيسي، معللًا ذلك بانتهاكات حقوق الإنسان في مصر وتأخير موعد الانتخابات البرلمانية وأحكام الإعدام التي تصدر في حق الجماعات المعارضة، أصرت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، على إتمام زيارة السيسي التي وجهت له دعوتها. تتم زيارة "السيسي" وسط تعارض بين رئيس البرلمان والمستشارة الألمانية، إلا أن رئيس جمعية المراسلين الأجانب بمصر، فولهكارد فيندفور، أوضح في حوار تليفزيوني، أن ما ذكره رئيس البرلمان الأوروبي يعبر عن نفسه فحسب، وليس الشعب الألماني أجمع، كما أن برنامج السيسي لم يكن يتضمن لقاء مع رئيس البرلمان، معتبرًا أن زيارة السيسي لألمانيا مهمة لكلا البلدين في العديد من المجالات. من ناحية أخرى، هاجم ناجي عباس، صحفي بالتليفزيون الألماني، رئيس البرلمان الألماني في إحدى المداخلات الهاتفية على الفضائيات، معتبرًا أنه أضعف رؤساء البرلمان في تاريخ ألمانيا، وأن تصريحاته حول رفضه لقاء السيسي ما هي إلا تعبيرًا عن رأيه، مشيرًا إلى أن تصريحاته أضحكت "ميركل" وجعلتها تصر على الزيارة. وقال الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن تعارض رئيس البرلمان والمستشارة الألمانية، لن يؤثر على زيارة السيسي، ف"ميركل" هي رئيس السلطة التنفيذية في بلدها، وزيارة السيسي لا علاقة لها بالبرلمان من الأساس. وأضاف حسين ل"الوطن"، أن رأي البرلمان لا يؤخذ في الاعتبار إلا إذا ترتب على الزيارة تمرير قوانين معينة حول الاستثمار أو تشجيع السياحة وغيرها من القوانين، لافتًا إلى أن تصريحات رفض زيارة السيسي من قبل البرلمان، لا تعبر بالضرورة عن أعضاء البرلمان أجمع، فقد تكون تصريحات شخصية لرئيس البرلمان. وأشار أستاذ العلاقات الدولية، إلى أنه في الغالب يكون البرلمان محايدًا، فإذا كانت لديه اعتراضات أو مناقشات سيتم مداولتها ونقاشها مع المستشارة ميركل، بدلًا من اللجوء إلى الحديث مع الصحافة والإعلام، فالبرلمان جهة تشريع ورقابة على الحكومة، وتشريع للدولة ككل، وليست جهة لإدلاء التصريحات للإعلام والخروج بتلك الصورة الفجة التي ظهر بها رئيس البرلمان. ومن المفترض أن يطرح السيسي رؤيته للمستشارة الألمانية ميركل، وستتم لقاءات مع رجال الأعمال والغرف التجارية والجالية المصرية الموجودة هناك، وهي منقسمة فسيكون بعضها مع الرئيس وبعضها الآخر سيختلف معه، إلا أن الزيارة في مجملها لن تتأثر بالتعارض بين رئيس البرلمان ورئيس الحكومة.