حظت كل من سلمى وزهراء هيلاني بشعبية كبيرة بعد أن كانتا من بين الطلاب المتفوقين، ولكن في صيف عام 2014 يبدو أن كل شيء قد تغيَّر، عندما لم يعثر الأب البريطاني ذو الأصول الصومالية على ابنتيه التوأم في حجرة نومهما ليفاجأ باختفائهما. ودارت في ذهن الأب عدة أفكار وشكوك حول أسباب اختفاء ابنتيه بشكل مفاجئ، وسرعان ما توجَّه إلى الشرطة في مدينة مانشستر لتبدأ التحريات عن مكان اختفائهما لتظهر المفاجأة التي أذهلت الأب. "الفتاتان غادرتا منزلهما في المملكة المتحدة متوجهتين إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي لتتزوجا من مقاتلي التنظيم بعد وصلهما بفترة وجيزة"، هكذا كشفت السلطات البريطانية للأب مصير ابنتيه. وخلال عام واحد تحوَّلت الفتاتان من مراهقتين إلى عروسين جهاديتين، والآن يبدو أنهما أصبحتا أرملتين، بعد تغريدة على حساب يفترض أنها تعود إلى "زهراء هيلاني" تحتفي فيها بمقتل زوجها وزوج أختها وتصفهما ب"الشهداء"، وأظهرت صورة أخرى الشقيقتين تتدربان على استخدام البنادق، وفي تغريدة أخرى مجدَّت الفتاتان هجوم الحادي عشر من سبتمبر الارهابي. ويعتقد أن الفتاتين تسيران على خطى شقيقهما أحمد هيلاني أول فرد من العائلة يغادر المملكة المتحدة إلى ساحات القتال في سوريا عام 2013 وفقًا للسلطات البريطانية، في حين أكد مسؤولون أن أحمد الآن يتواجد في الدنمارك تاركًا على ما يبدو الحرب وراءه. ولكن هل ستسير شقيقتاه على خطاه؟.. "ليس من المرجح"، كما تقول باحثة في مكافحة الإرهاب والتطرف، وتتابع: "إذا سافرتي إلى مناطق فيها تنظيم داعش الإرهابي فإن العودة ستكون أصعب بعشر مرات وهناك مئات الحالات من الرجال الذين عادوا بطرق مختلفة ولكن بالنسبة للنساء فإنه يكاد يكون الأمر مستحيلاً"، حسب CNN. ويتصاعد الجدل في المملكة المتحدة بشأن إنشاء برنامج لمكافحة التطرف وتقول باحثة في مكافحة التطرف: "نحن بحاجة لدعم الذين عادوا إلى ديارهم، بمعنى إعادة دمجهم مرة أخرى في المجتمع لأنهم يمكنهم أن يكونوا صوتًا قويًا لردع هؤلاء الذين يفكرون للذهاب إلى سوريا للانضمام إلى داعش". لكن احتمالات عودة سلمى وزهراء تبدو ضئيلة جدًا، فمن بين أكثر مائة امراة غربية انضممن إلى "داعش" يعتقد أن خمس نساء فقط رجعن إلى ديارهن.