سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رايات «الجهاد والسعودية» تسيطر على ليلة «المليونية».. وحملة جمع توقيعات لجعل «الشريعة» مصدراً لكل التشريعات مجموعة من «ألتراس فريدوم» هتفت ضد الإخوان تضامنا مع «الشرقاوى» شهيد مجلس الوزراء
مسيرات تحمل رايات «الجهاد والسعودية» وهتافات «إسلامية.. إسلامية» و3 منصات، وحملة لجمع التوقيعات لجعل الشريعة الإسلامية مصدراً لكل التشريعات، مشاهد سيطرت على الميدان مساء أمس الأول فى ليلة التحضير لمليونية «تطبيق الشريعة»، التى انطلقت تجهيزاتها منذ العاشرة من مساء الخميس وحتى ساعات الصباح الأولى للجمعة، وسط حضور طاغٍ لشباب حركة «حازمون» و«ائتلاف طلاب الشريعة». البداية كانت بوصول العشرات من أعضاء حركة «حازمون» ميدان التحرير بمسيرات متفرقة من شوارع وسط البلد مرددين هتافات «عيش.. حرية.. شريعة إسلامية»، «يا أهالينا انضموا لينا.. الشريعة ليكو ولينا»، فى الوقت الذى بدأت فيه الإنشاءات لتدشين المنصة الرئيسية للمليونية بالقرب من مدخل شارع محمد محمود والتى تشرف عليها الجماعة الإسلامية بالتعاون مع «حازمون»، وسط وجود أمنى مكثف بمختلف مناطق الميدان لتسيير الحركة المرورية بعدما شابها بعض التعثرات بسبب الأعداد المتزايدة للمتظاهرين. مشهد التحرير مساء الخميس لم يخل من الوجود «النسائى»، فظهرت على استحياء «سيدات منتقبات» باللباس الأسود داخل صينية الميدان رافعات «المصاحف» فضلاً عن لافتات «شعب مصر يا طيبين الشريعة دنيا ودين»، «لا إله إلا الله نحن فداك يا شرع الله». بحلول الحادية عشرة مساء، وصل للميدان أنصار «ائتلاف طلاب الشريعة والجبهة السلفية»، لتدشين منصتهم الخاصة التى اتخذت موقعاً بجوار حديقة مجمع التحرير، والتى تم تزيينها بلافتات «الشريعة إرادة الشعب»، فى الوقت الذى ردد فيه المتظاهرون شعارات تطالب بإقالة النائب العام مثل «نائب عام.. نائب عام.. بعت دم الشهيد بكام»، فى الوقت الذى شرعت فيه «الرابطة الإسلامية بالشرابية» فى نصب أول خيمة داخل صينية الميدان استعداداً للمبيت، بعدما تزايدت أعداد المتظاهرين، فى الوقت الذى ساعد فيه بعض شباب الجماعة الإسلامية رجال المرور فى تسيير حركة السيارات، بينما اتجه بعض الشباب لتدشين منصة ثالثة داخل صينية الميدان قالوا إنها مخصصة لكبار رموز التيار السلفى المقرر مشاركتهم بالمليونية وعلى رأسهم «الشيخ محمد عبدالمقصود والشيخ فوزى سعيد». وفى الواحدة صباحاً، خرجت مسيرة ضمت العشرات فى طريقها للميدان من شارع طلعت حرب، تكبيراتها لم تنقطع حاملة الأعلام السوداء المدون عليها شعار «لا إله إلا الله.. محمد رسول الله» المعروفة إعلامياً ب«رايات الجهاد»، فضلاً عن أعلام السعودية وسط هتافات «قادم قادم يا إسلام.. دستورنا هو القرآن». وقال الدكتور صفوت عبدالغنى، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية: «أتوقع أن تصل الأعداد المشاركة غداً فى مليونية الشريعة كما وصلت فى جمعة 29 يوليو 2011، وأن تصل رسالتنا لكل من يملك زمام الأمور، بتطبيق الشريعة». ويعدّد عبدالغنى مطالب الجمعة فى ثلاثة هى: «المطالبة بالشريعة الإسلامية كمصدر أساسى للتشريع، وإقالة النائب العام، وتطهير المؤسسات التابعة للدولة من مواطن الفساد» مستبعدا أن تُفهم هذه المطالب على أنها تصدع فى صف الإسلاميين، فهى وإن كان للإخوان المسلمين مكانهم فى النظام، فإن هذه المطالب للعرض فقط، وللتعبير عن الرغبة الشعبية وحسب، على حد قوله. وكان المشاركون الملتحون قد قضوا ليلتهم فى حلقات نقاش يتحدثون عن أهمية الشريعة وفى المقابل كان فاروق عبداللطيف، أحد مصابى الثورة يسألهم: «لماذا نطالب بما هو موجود فعلا ومطبق، لماذا نطالب بتطبيق الشريعة وهى أساس الدستور والقوانين؟ هناك ما هو أهم إزالة الفقر، ومكافحة المرض». يدخل عبداللطيف فى جدال مع بعض السلفيين الذين يرون أن فى تطبيق الشريعة خلاصا لكل المتعبين، وعدلا مطلقا، ورزقا لا أول له ولا آخر، وهو يرى أن مسودة التأسيسية الواضعة للدستور كانت قد نصت على أن «مبادئ الشريعة المصدر الرئيسى للتشريع». يقول المهندس ياسر محمد: «مسودة الدستور تخالف الشريعة، ونحن هنا نريد من تطبيق الشريعة العدل، والقضاء على الظلم، وأن تؤدى الحقوق إلى أهلها، وغياب المرض». يتبادل الرجلان الاتهامات، الأول يتهم الثانى بتجاهل تطبيق «شرع الله»، والثانى يرى فى تقديم مشكلات الناس أهمية، خصوصاً أن «الدستور ينص فعلا فى مسودته على أن الشريعة المصدر الأساسى للتشريع، فلماذا التجاهل لمشكلات الناس؟ هل قمنا بالثورة لكى ننظم مليونيات لهذا الغرض؟» يتساءل عبداللطيف. بعد ساعة من بدء العمل فى نصب منصات الفعالية اجتمع عشرات المتظاهرين من جروب «ألتراس فريدوم»، حاملين لافتات مكتوبا عليها «كلنا رامى الشرقاوى»، ورامى هو أحد الشهداء فى أحداث مجلس الوزراء، رددوا هتافات منها «اتنين مالهمش أمان العسكر والإخوان»، ثم جابوا الميدان إلى أن انتهت المسيرة بعد مضى نحو ساعة. أكد أحد أعضاء الجروب أن «المسيرة تم التحضير لها بالأمس فقط يوم الأربعاء ولا توجد أى نية للاشتباك بالمتظاهرين المطالبين بالشريعة ولا بغيرهم، وإن كانت بعض الهتافات لا تلقى قبول الموجودين بالميدان فذلك لا يعنى سعى أعضاء الجروب لحدوث اشتباكات كالتى تمت بين الإخوان والتيار الشعبى وبقية القوى المدنية فى جمعة «كشف الحساب». أحد سائقى التاكسى توقف متعمداً ليسأل حسن المصرى (27 سنة) عن أصل الراية السوداء التى يحملها، يجيب الشاب السلفى «إنها راية النبى عليه الصلاة والسلام».