سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مؤرخ إسرائيلي: 5 سيناريوهات لانتهاء الأزمة السورية تعصف جميعها بإسرائيل 4 سيناريوهات تؤكد تشتت الدولة وقيام دويلات صغيرة ونشوب حرب أهلية بين قوى المعارضة
تطورت الثورة السورية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، والتي بدأت في إطار "الربيع العربي"، تدريجيا إلى حرب أهلية راح ضحيتها أكثر من 20 ألف قتيل، وفقا لإحصائيات شهر سبتمبر الماضي. وتسبب تصعيد الصراع ومستوى العنف الذي يتبعه كافة الجوانب، وعلى رأسهم القوات النظامية الموالية للأسد التي تحظى بأفضلية واضحة في نوعية وجودة الأسلحة التي يمتلكونها، في خلق واقع جديد في المنطقة. شاؤول شاي، مؤرخ وكاتب إسرائيلي وضابط سابق بالمخابرات الإسرائيلية، يقول إنه لا يعرف كيف ومتى سينتهي هذا الصراع الشعبي في سوريا، وعلى ضوء المعطيات والبيانات الحالية فإنه يمكن رسم عدة سيناريوهات بشأن تطورات الوضع المرتقبة في سوريا. وكان أول السيناريوهات التي وضعها المؤرخ الإسرائيلي هو أن ينجح نظام الرئيس السوري بشار الأسد في البقاء، حيث يستطيع الأسد إقامة حكم جزئي في عدة مناطق مركزية، هي دمشق وحلب والشريط الساحلي، وينجح في الحفاظ على الكنوز الاستراتيجية الأساسية لسوريا، وتحكم المعارضة وعناصر القوى القطاعية المؤثرة أغلبية مناطق سوريا الباقية، وتُجرى هدنة "هشة" بمراقبة الأممالمتحدة والجامعة العربية، إلا أنه حينها ستقع سوريا في أزمة اقتصادية وإنسانية واسعة. أما السيناريو الثاني الذي طرحه شاي فهو محاولة بقاء نظام الأسد من خلال شن حرب واسعة ضد إسرائيل، "أي أنه في خطوة بائسة منه لإنقاذ نظامه يشن الرئيس السوري بشار الأسد حربا واسعة على إسرائيل بمساندة إيران وحزب الله، ويندلع صراع إقليمي يحول اليأس الداخلي في سوريا من الصراع ضد النظام السوري إلى الصراع ضد العدو الصهيوني"، مؤكدا أن الحرب ضد إسرائيل ستؤدي إلى وقف تهديدات المعارضة لنظام الأسد، حتى ولو كان الأمر بشكل مؤقت، مضيفا: "وحتى لو فشلت خطوة الأسد فإنه سيدخل التاريخ كقائد عربي سوري شن حربا ضد العدو الصهيوني من أجل سوريا، ولن يكون القائد الذي حارب شعبه". ويتضمن السيناريو الثالث سقوط نظام الأسد وخلق واقع فوضوي، حيث إن تداخل وعدم تجانس عناصر المعارضة السورية يمنعها من تحقيق صياغة نظام جديد بديل لنظام الأسد، بل إنه يؤكد احتمالية نشوب حرب أهلية فيما بينهم بعد ذلك، ولن يكون الجيش السوري موجودا، وسيتفرق جنوده وأسلحته بين عناصر القوى المختلفة. ويقول شاي: "ما يتسبب في تعاظم الصراعات الداخلية السورية هو عناصر القوى المتطرفة التي تساعد حلفاؤها في الوسط السوري، فمن الممكن أن تتحول سوريا إلى حالة الفوضى المطلقة ويتم تعريفها على أنها دولة "فاشلة" لديها أزمة إنسانية يستعصي على المنظومة الدولية حلها بسبب نقص الأمن السائد في الدولة، وتمتلئ الدول المجاورة لها بآلاف اللاجئين، وتُنفذ هجمات إرهابية عديدة على إسرائيل من هضبة الجولان". وكان السيناريو الرابع من وجهة نظر المؤرخ الإسرائيلي هو سقوط نظام الأسد وتشتت الدولة وتقسيمها إلى عدة دويلات مستقلة، وذلك بسبب تعارض المصالح لتركيبة المعارضة ككل، وهو ما يؤكد صعوبة إقامة حكومة مركزية فعالة ومؤثرة. ويتابع شاي: "وحينها ستُقسم سوريا إلى "كانتونات" على أساس الدين والعرق، كردي ودرزي، أو علوية وسنية، وهكذا. وتسود سوريا أزمة اقتصادية وأمنية وتتورط في صراعات متطرفة متزايدة، وينتهي وجود الجيش السوري ويتشتت جنوده وأسلحته بين عناصر القوى المختلفة". أما السيناريو الخامس والأخير فهو سقوط نظام الأسد وقيام منظومة سلطوية جديدة يهيمن عليها التيار السني، وتكون بمثابة "حكومة وحدة أو مصالحة قومية"، حيث يعتمد هذا السيناريو أساسا على نجاح قوى المعارضة السورية في توحيد نفسها، بقيادة المجتمع الدولي، ما يصل بسوريا إلى وضع الاستقرار ويعيد النظام للدولة، الأمر الذي يحظى بشرعية وتأييد دول الغرب وكافة دول العالم. وأشار المؤرخ الإسرائيلي إلى أن إسرائيل تتابع بقلق التطورات المتتابعة للوضع السوري بقلق، وتُفَضِّلُ في هذه المرحلة أن تمتنع عن التدخل فيما يجري على الحد الشمالي لها، حيث أن لإسرائيل مصلحة استراتيجية في ضعف وانكسار المحور الاستراتيجي الذي يتكون من سوريا وإيران وحزب الله، إلا أن هناك شيء من عدم اليقين يسود في إسرائيل بشأن الواقع الذي سيتشكل في سوريا بعد سقوط الأسد، حيث إن أغلبية السيناريوهات التي طُرحت تهدد إسرائيل بكافة الأشكال. ويتابع: "أغلبية السيناريوهات المطروحة تؤكد عدم استقرار وضعف السلطة بعد سقوط الأسد، وهو ما يثير مخاوف تحول الجولان إلى مسرح للصراع بين إسرائيل والعناصر الإسلامية المتطرفة وعناصر أخرى تستغل الواقع السوري لفتح جبهة جديدة ضد إسرائيل، كما أن هناك تهديد آخر يحيط بإسرائيل وهو تهريب الأسلحة المتقدمة إلى حزب الله أو المنظمات الإرهابية الأخرى". وأنهى شاي دراسته مؤكدا أن لإسرائيل قدرة محدودة للتأثير على ما يجري في سوريا، حيث إن أي تدخل مباشر منها في الشأن السوري قد يرتد إليها بما يضر مصالحها، مشيرا إلى أن تلك السيناريوهات التي طرحها تشكل تهديدا واسعا ومرتقبا لإسرائيل، و"على إسرائيل أن تستعد بكافة وجهات النظر الأمنية للرد على سيناريوهات التهديد على مسرح الواقع، كما أنه عليها أن تأخذ في الاعتبار التصعيد في الوسط اللبناني" وأضاف: "في المقابل، على إسرائيل أن تتحدث إلى حلفائها في المجتمع الدولي من أجل تدخلهم لإنهاء الأزمة السورية بالتنسيق مع المصالح العليا لها ولإسرائيل".