وعاد مهرجان العلمين إليكم من جديد، ولكنها عودة بقيمة إنسانية أكثر منها ترفيهية، لا سيما مع قرار الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بتخصيص 60% من أرباح الدورة الثانية لأشقائنا في غزة، وهو ما يعكس ويؤكد استمرار دعم الدولة المصرية للشعب الفلسطيني الشقيق الذي يقف ثابتاً صلباً رغم المعاناة في مواجهة كيان صهيوني غاشم. ولم تقتصر القيمة الإنسانية داخل مهرجان العلمين على أشقائنا في فلسطين فحسب، وإنما شملت أبناء مصر ممن فقدوا آبائهم الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل هذا الوطن الغالي، وهنا أتحدث عن أبناء وأسر شهداء القوات المسلحة والشرطة التي قررت المتحدة منحهم مزايا استثنائية وتذاكر مجانية لكل فعاليات هذه الدورة المقرر إقامتها خلال الفترة من 11 يوليو الجاري إلى 30 أغسطس المقبل. وبما أن الشركة المتحدة ليست بمعزل عن أزمة انقطاع الكهرباء التي تواجه مصر ودول العالم حالياً، فقد قررت إدارة المهرجان إقامة 50% من فعاليات هذه الدورة نهاراً لترشيد الطاقة، والاعتماد على الطاقة الشمسية والمولدات الكهربائية طيلة فترة إقامة المهرجان، وبهذا القرار لن يجد المتربصين أي منفذً للتسلل منه للاعتراض أو بث سمومهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.وإذا تحدثنا عن الجانب الترفيهي، فسنجد اهتماماً كبيراً بالأطفال من خلال مهرجان "نبتة" المهتم بالطفل، والذي اختير الفنان أحمد أمين لرئاسته، وهو اختيار مدروس بعناية انطلاقاً من تجربة أمين في رئاسة تحرير مجلة "باسم" للأطفال لمدة 10 أعوام، حيث يهتم هذا المهرجان بصناعة محتوى للأطفال، ويتضمن ورشاً لصغار رواد الأعمال، كما سيتم تنظيم مسابقة لمحتوى الأطفال والنشء، وسيتم فيها توزيع جوائز وتكريمات للمتميزين منهم. أما على صعيد الحفلات الغنائية والمسرحيات، سنجد أن اتفاقية التعاون بين الشركة المتحدة وهيئة الترفيه وموسم الرياض مثمرة لكلا الطرفين، حيث سترعى هيئة الترفيه في مهرجان العلمين 4 مسرحيات و3 حفلات غنائية، كما أن المتحدة سترعى مسرحيتين خلال موسم الرياض، والحقيقة أن تعاون اثنين من الكيانات الكبرى سينعكس بالإيجاب على انتعاش الفن بكل أشكاله وأنماطه. وتشهد الدورة الثانية للمهرجان استكمال نجاح الدورة الأولى على مستوى تنظيم الحفلات الغنائية لكبار نجوم الغناء في مصر والوطن العربي، حيث تشهد هذه الدورة إقامة حفلات للنجوم عمرو دياب، كاظم الساهر، محمد منير، ويجز، سعاد ماسي، كايروكي، ديانا حداد، تامر عاشور وغيرهم. أرى أننا أمام دورة استثنائية لمهرجان العلمين وسط تحديات كبيرة، ولكن المؤشرات الأولية تؤكد أن نجاح تلك الدورة سيتعدى نجاح الدورة الأولى بمراحل، انطلاقاً من وجود تخطيط جيد ومسبق لكل فعاليات المهرجان الذي سيكون واجهة مشرفة لمصر بإذن الله.
