أكد الرئيس السوري بشار الأسد أنه لم يكن بمقدوره البقاء على رأس السلطة في البلاد إذا كان الشعب ضده، مؤكدا أنه يحارب من قوى خارجية عديدة، على رأسها الولاياتالمتحدة والعديد من البلدان العربية وتركيا والدول الغربية بأكملها. وأوضح بشار -في مقابلة أجرتها معه قناة "روسيا اليوم" التليفزيونية الروسية وبثتها اليوم- أن المشكلة ليست بينه وبين الشعب، لأنه إذا كان جزء كبير من العالم ضده والشعب ضده، وهو لايزال في السلطة، فهو في هذه الحالة سيكون بمثابة الرجل الخارق "سوبرمان"، إلا أنه إنسان طبيعي، وهذا الأمر ليس منطقيا، على حد تعبيره. ونفى بشار أن يكون ما تشهده سوريا في الوقت الراهن حربا أهلية، وإنما الأمر يتعلق بما وصفه ب "الإرهاب والدعم الذي يحظى به الإرهابيون من الخارج لزعزعة استقرار سوريا"، مشددا على أن هناك بعض الانقسامات، إلا أن الانقسامات لا تعني حربا أهلية. وأضاف أن الحرب الأهلية ينبغي أن تكون على أساس مشكلات عرقية أو مشاكل طائفية، وقد يكون هناك في بعض الأحيان توترات عرقية أو طائفية، لكن هذا لا يجعل منها مشكلة، وإذا كان هناك انقسام في العائلة الواحدة، أو في قبيلة أكبر، أو في مدينة واحدة، فهذا لا يعني أن هناك حربا أهلية. وقال بشار إن عدوه في هذه الأزمة هو "الإرهاب وعدم الاستقرار في سوريا"، وإن الأمر لا يتعلق بالأشخاص، ولا تتعلق ببقائه أو رحيله عن السلطة، بل تتعلق بأن يكون البلد آمنا أو غير آمن، وأن هذا هو العدو الذي يقاتله السوريون، على حد قوله. وأشار إلى أن مسألة بقاء الرئيس أو رحيله تعود إلى الشعب، وليست متعلقة برأي البعض، وأن الطريقة الوحيدة تتم من خلال نتائج صناديق الاقتراع، وتلك النتائج هي التي تحدد ببساطة ما إذا كان ينبغي على الرئيس البقاء أو الرحيل. وأكد أنه لم يكن هو المستهدف منذ البداية فيما يتعلق بهذه الأزمة، ولم يكن هو المشكلة بأي حال من الأحوال، وأن "الغرب يخلق الأعداء دائمأ، حيث كان العدو في الماضي هو الشيوعية، ومن ثم أصبح الإسلام، ثم صدام حسين، والآن يريدون أن يخلقوا عدوا جديدا يتمثل في بشار، ولهذا يقولون إن المشكلة تكمن في الرئيس، وإن عليه أن يرحل". وقال "لهذا السبب علينا أن نركز على المشكلة الحقيقية ولا نضيع وقتنا فى الإصغاء لما يقولونه".