كشف الدكتور محمود كبيش، محامى رجل الأعمال الهارب حسين سالم، عن موافقة المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، على طلب التصالح المقدّم من «سالم» للتنازل عن 4.6 مليار جنيه. وأوضح أن «محلب» وعده باتخاذ الإجراءات القانونية للبت فى طلب التصالح. وأضاف «كبيش» فى حوار ل«الوطن»، أن موكله سيعود إلى مصر لاستكمال استثماراته بعد الموافقة على التصالح معه وانقضاء الدعاوى الجنائية ضده. ووصف «حسين سالم» بالرجل الوطنى من الطراز الأول. وقال إنه قبل الدفاع عنه من أجل مصلحة الوطن ولقناعته ببراءته من التهم المنسوبة إليه، وإلى نص الحوار. ■ إذا كنت تتحدث هكذا عن موكلك، فلماذا لم يقرر العودة إلى مصر؟ - هذه عبارات «عنترية» يطلقها البعض.. عودته تعنى أنه سيتم حبسه، ولا يمكن لأحد أن يلقى بنفسه فى التهلكة.. صحيح أنا واثق من صحة موقفه، لكن حينما يعود ستأخذ إجراءات محاكمته وقتاً كبيراً حتى تتم تبرئته، ووقتها سيموت داخل السجن، خاصة أنه بلغ ال89 من العمر، فعلى الرغم من أن النظام تغيّر وتمت إزاحة الإخوان عن الحكم، إلا أنه فى النهاية لو عاد سيتم حبسه لأن الكذبة التى أطلقتها الجماعة ما زالت قائمة. ■ إذا كان الأمر كذلك، وأنت تثق فى براءته من وجهة نظرك.. لماذا طلب التصالح مع الدولة؟ - الرجل لديه رغبة فى أواخر عمره فى أن يتنازل عن جزء من أمواله بصفته مواطناً حريصاً على دعم الاقتصاد المصرى، فهو أراد أن يتنازل، لأنه وطنى ويسعى لمساعدة الاقتصاد المصرى بدليل أن المبلغ الذى يعرضه الآن للتصالح يفوق بكثير المبالغ التى يقال إنه اعتدى عليها فى القضايا التى يُحقق فيها معه، فهو متهم بالتعدى على مبالغ لا تتعدى الملايين، بينما هو يعرض التنازل عن 4.6 مليار جنيه. الأمر الثانى أنه يريد أن يُنهى الأوضاع المعلقة الخاصة به، فهو مؤمن ببراءته، لكن حينما يصدر حكم بالبراءة بات قد ينتهى عمره قبل أن تثبت براءته، وهو يريد أن يُنهى هذا الأمر قبل أن يقضى الله أمراً كان مفعولاً. ■ وهل هذا المبلغ الذى عرضه للتصالح يمثل نصف ثروته فعلاً؟ - أكثر من نصف ثروته. ثروته السائلة والمنقولة والعقارية مقيّمة من قبل لجان الخبراء المعتمدين رسمياً بالبنك المركزى، وتصل إلى 8 مليارات جنيه مصرى، وحينما تقدم بطلب التصالح إلى رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب ذكر فيه أنه لو ثبت أن لديه أموالاً أخرى غير المثبتة فهو متنازل عنها. ■ قد تكون له أموال مخفية عن طريق شركات «الأوف شور»؟ - إطلاقاً، لم يعد هناك فى العالم أى أموال مخفية، هناك الآن دقة غير عادية فى تتبع الأموال بالعالم، أنت لن تستطيع التحرّك ب10 آلاف دولار فى العالم إلا إذا كنت مرصوداً، المسألة ليست بهذه الصورة التى يراها الرأى العام، وللأسف ما زال الرأى العام يعيش أيضاً على هذه الكذبة التى تقول إن هناك أموالاً مخفية وإن حسين سالم هو الصندوق الأسود ل«مبارك»، والحقيقة والواقع أنه لا يستطيع أى أحد إخفاء أى أموال، للأسف هذه كذبة أوهمنا بها الرأى العام وما زال البسطاء يصدقونها، بل للأسف ما زال بعض المثقفين والسياسيين يتحدثون فى الإعلام عن أن حسين سالم ارتكب جرائم فساد وهرّب أموالاً، فعلينا أن نتوقف عن إطلاق العبارات ذات الطبيعة العامة، إذا كان عندى اتهام معين أحدد هذا الاتهام تحديداً بأنه ارتكب واقعة كذا وترتب عليها الحصول على أموال كذا وخالف القانون، أما إطلاق العبارات العامة فسرطان أصاب المجتمع المصرى بعد 25 يناير.