كيف تطلب منى الديمقراطية؟ وأنا أطلب قوت يومى ولا أجده، وحينما أبيع صوتى مقابل المال أو الطعام.. تتهمنى بالخيانة، أبيع صوتى الذى ضاع فى زحام الحياة، وفى المطالبة بحقوقى. كيف تطلب منى الديموقراطيه؟ وأنا لا أستطيع أن أكتبها أو حتى أن أنطقها، فأميتى ليست من ذنوبى.. لكنها كانت قدرى، الديمقراطية يا سيدى رفاهية لا أحلم بها أو أريدها، الديمقراطية ليست للفقراء بل أنا من أطلب منك أن تكون ديمقراطياً معى، ولو لمرة واحدة. دعنى أختار رغيفى، دعنى أختار مواصلاتى، دعنى أختار وظيفتى، دعنى أختار مدرستى، دعنى أختار طبيبى، دعنى أختار... حياتى.. دعنى أختار.. وأختار.. وأختار.. وقتها ستجدنى ديمقراطياً.. ناضجاً.. وطنياً، ستجدنى عصفوراً أحلق فى سماء الحرية، صوتى كأسد زائر، نعم لن أبيع صوتى.. ولن أبيع عقلى، لكننى يا سيدى مسجون فى قيود وأغلال وطن مجروح، وتطلب منى أن أعزف لك سيمفونية الحرية والديمقراطية، ديمقراطيتى لا أفهمها من أحاديث الاستديوهات المكيفة والكرافتات المتأنقة، لا أفهم منحنيات الاقتصاد أو أرقام الإحصائيات.. ديمقراطيتى كحريتى... فقيرة مثلى.