تعد قطع غيار السيارات واحدة من أهم وأخطر المشكلات التى تواجه المستهلك المصرى، لعدم معرفته بالفارق بين قطع الغيار الأصلية أو المقلدة ولغياب دور الأجهزة المعنية فى الرقابة على الأسواق، مما جعل مصر من الدول الأولى عالمياً فى بيع قطع الغيار المقلدة أو غير الأصلية ويبلغ حجم هذه التجارة فى مصر حوالى 1٫5 مليار جنيه مصرى، على الرغم مما تسببه هذه التجارة، فى ظل غياب الرقابة الحقيقية، من عدم ملاءمتها للمعايير العالمية السليمة، وهو ما يعرض أرواح ملايين المستهلكين لخطر الإصابة والموت فى حوادث السيارات. وتنقسم قطع الغيار إلى عدة درجات، منها «الأصلى» وهو المعتمد من الشركة الأم، صاحبة السيارة وتصنع بمواصفات محددة، وهو الذى يباع داخل التوكيلات أو مراكز الخدمة المعتمدة وحاصلة على أعلى تصنيف وشهادة معتمدة من الشركة الأم وبها شهادة ضمان، وهناك نوعية أخرى من قطع الغيار تنتج فى نفس المصنع الذى يورد القطعة الأصلية للشركة الأم، لكن بمواصفات ومكونات أقل من الأصلية وهو يسمى ب«إنتاج تجارى»، وهذه القطعة ليس لها ضمان أو شهادة معتمدة من الشركة الأم صاحبة السيارة، وتباع على أنها أصلية بسعر أقل، وتوجد فئة أخرى من قطع الغيار المقلدة وتلك التى تصنع فى الصين أو تايوان وتوجد أيضاً قطع الغيار المغشوشة التى تصنع تحت بير السلم بمكونات رديئة، هذا بخلاف قطع الغيار المستعملة والتى لها رواج أيضاً فى السوق المصرية. وتكمن أكبر مشاكل قطع الغيار فى العلبة الكرتون التى توضع بداخلها قطعة الغيار الأصلية أو المضروبة، فهما متشابهتان تقريباً من حيث اللون والتصميم والعلامة المائية واسم بلد الصنع، مما يصعب التفرقة بين الأصلية والمضروبة، والتاجر هو الوحيد الذى يعلم من أى درجة أو فئة تكون هذه القطعة. وأظهر أحد تقارير هيئة الطرق والسلامة أن من الأسباب الرئيسية لحوادث الطرق فى مصر، تعطل أجزاء معينة فى السيارة، مما يؤدى إلى عدم القدرة على التحكم فى السيارة بشكل كافٍ، مثل (الفرامل) والإطارات وغيرها من الأساسيات التى تؤثر بشكل كبير على وسائل الأمن والسلامة داخل السيارة، وخاصة عند استخدام قطع غيار مقلدة. سألنا بعض تجار قطع الغيار عن أسباب بيعهم للقطع غير الأصلية وإقبال المستهلكين على شرائها، اتفقوا على أن السبب يرجع إلى الظروف الاقتصادية الصعبة للبلد، مما أدى إلى انتشار بيعها ورواجها، ويرجع السبب أيضاً للارتفاع الكبير لأسعار قطع الغيار الأصلية، لذلك يلجأ المستهلك إلى شراء الدرجة الثانية من قطعة الغيار، والتى تؤدى الغرض وتكلفتها أقل بكثير وتوجد مصانع فى بعض الدول على كفاءة عالية تصنع هذه المنتجات. أما مسئولو التوكيلات ومراكز الخدمة، فلهم رأى آخر، ويقول مسئول خدمة ما بعد البيع بأحد التوكيلات الأوروبية: قطعة الغيار الأصلية لا غنى عنها لحماية السيارة والأرواح ويعد سعرها مناسباً بالنسبة للعمر الافتراضى لها ولجودتها؛ لأنها مصنعة من خامات ومواصفات وظروف تشغيل وضعتها الشركة الأم لكى تحافظ على كفاءة السيارة وبالتالى تعطى عمراً أطول لأجزائها، ونحن دائماً لا ننصح باستخدام قطع الغيار المقلدة أو الدرجة الثانية لأنها غير آمنة، ومن الممكن أن تؤثر على أجزاء أخرى فى السيارة وتتلفها، وأكد هذا الكلام مدير مركز قطع الغيار بأحد التوكيلات اليابانية، وأضاف أن أغلب الحوادث التى تحدث فى مصر ناتجة عن استخدام مالكى السيارات لقطع غيار مقلدة أو مغشوشة وهو ما يكبدنا خسائر فى الممتلكات والأرواح وقطعة الغيار الأصلية ليست غالية بالنسبة لأهميتها.