أوقف الجيش البوروندي، اليوم، ولاحق الانقلابيين الذين أكدوا ل"فرانس برس"، أنهم يستسلمون مع الإعلان عن عودة الرئيس بيار نكورونزيزا، إلى بلدته حيث سيوجه خطابا للامة. وقال زعيم الانقلابيين الجنرال جودفروا نيومباري، ل"فرانس"، "قررنا الاستسلام. آمل أن لا يقتلونا"، في حين كان جنود من الموالين للرئيس يقتربون منه. ولم يحصل مراسل الوكالة، على المزيد من المعلومات منه بعد ذلك. لكن ضابطا كبيرا في الشرطة قال إن الجنرال نيومباري أفلت من قوات نكورونزيزا، وأضاف "نعرف أين يختبىء في حي كيبنجا (جنوب غرب العاصمة)، وقواتنا تبحث عنه لتوقيفه". وقال مساعدون مقربون من الرئيس البوروندي، إنه وصل أمس إلى نغوزي، ومن هنا سيخاطب الأمة عبر هيئة الإذاعة والتليفزيون الوطنية. وأكد هؤلاء، أن الرئيس لم يعد اليوم إلى بوجمبورا خلافا لمعلومات سابقة نشرت، وأنه لا يزال في بلدته الأصلية نجوزي على بعد نحو 140 كلم شمال شرق العاصمة. وعاد الرئيس، عن طريق البر من تنزانيا التي بقي فيها إثر محاولة الانقلاب الأربعاء الماضي. وقال ضابط الشرطة، إن المسؤولين الانقلابيين الثلاثة الآخرين الذين تأكدت "فرانس برس"، من توقيفهم عبر الهاتف، "هم بين أيدينا وأحياء". وبين هؤلاء المتحدث باسم الانقلابيين مفوض الشرطة زينون ندابانيزي، الذي أعلن ل"فرانس برس"، استسلامه مع رفاقه وكذلك الرجل الثاني في الحركة الجنرال سيريل ندايروكيه، الذي أعلن للوكالة مساء أمس فشل الانقلاب. قبل توقيفه في منزله في بوجمبورا، أتيحت الفرصة للجنرال ندابانيزي، ليشرح أن الانقلابيين انقسموا إلى عدة مجموعات خلال الليل، قائلا "قررنا الاختباء بانتظار الفجر وتسليم أنفسنا حتى لا نتعرض للقتل". وأكد الضابط الكبير "لن يكون هناك سوء تصرف لن نقتلهم، نريد توقيفهم ليصار إلى محاكمتهم". كان الرئيس البوروندي، غادر إلى تنزانيا للمشاركة في قمة لدول شرق إفريقيا عن الأزمة السياسية التي اندلعت في بلاده بعد إعلانه عن ترشحه لولاية رئاسية ثالثة في 25 أابريل للانتخابات المقررة في 26 يونيو. وأثار ترشحه موجة تظاهرات تخللتها أعمال عنف أسفرت عن مقتل نحو عشرين شخصا. غودفروا نيومباري، رفيق السلاح السابق لبيار نكورونزيزا، خلال الحرب الأهلية (1993 - 2006)، اعتبر هذه الاحتجاجات الشعبية ذريعة للانقلاب، وقال إن الرئيس الذي انتخب في 2005 و2010 إنما يعبر من خلال ترشحه لولاية ثالثة عن "ازدرائه" لشعبه. وجددت منظمات المجتمع المدني المعارضة لهذا الترشيح الذي تعتبره مخالفا للدستور الدعوة للتظاهر. وقال فيتال نشيميريمانا رئيس الائتلاف المعارض للولاية الثالثة، الذي كان يتحدث من مكان سري ل"فرانس برس"، "المجتمع المدني يعارض الانقلابات من حيث المبدأ، لكننا نسجل أن البورونديين استقبلوا الانقلاب بالتهليل وهذا برهان على أن الشعب البوروندي بحاجة اليوم للتغيير". وأضاف "ندعو البورونديين مجددا إلى التحرك واستئناف التظاهرات". مساء أمس، قال مسؤول في الشرطة إن الانقلابيين كانوا في حالة انهزام بعد هجومهم الفاشل على مقر الإذاعة والتلفزيون. وحاول الانقلابيون، مرتين أمس، السيطرة على مقر الإذاعة والتليفزيون من القوات الموالية للرئيس. ورأى مراسل "فرانس برس" للمرة الأولى جثث ثلاثة عسكريين. وكان الاستيلاء على المقر على درجة عالية من الأهمية بعد توقف الإذاعات والتلفزيونات الخاصة عن البث، إثر تعرضها لهجمات شنها مؤيدو نكورونزيزا، وفق المسؤولين عن هذه المؤسسات. وتعارض جمعيات المجتمع المدني وجزء من المعارضة ترشيح نكورونزيزا، لكن الحزب الذي ينتمي إليه الرئيس، وهو المجلس الوطني، قوات الدفاع عن الديموقراطية، منقسم بهذا الشأن. ويعتبر زعيم الانقلابيين رئيس الأركان السابق الجنرال نيومباري، المنبثق من صفوف الحزب الحاكم رجل حوار، وشخصية تحظى بالاحترام ودفع ثمن إسدائه النصح لنكورونزيزا بعدم الترشح. فبعد تعيينه في ديسمبر 2014 على رأس الاستخبارات الوطنية، عزله الرئيس بعد ثلاثة أشهر. وأدانت الأسرة الدولية الانقلاب ولا سيما الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة، ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى الهدوء. ويفترض تنظيم انتخابات تشريعية في بوروندي في 26 مايو قبل الرئاسية في 26 يونيو.