سعت مؤسسات الدولة لدعم ثقافة الإبداع والابتكار بين طلاب الجامعات والمعاهد العليا إيماناً منها بأهمية دورهم فى دفع عجلة التقدم والتنمية فى مختلف المجالات، مشيرة إلى أن الابتكار وريادة الأعمال من أهم مبادئ الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالى والبحث العلمى 2030، حيث عملت الدولة على خلق بيئة متكاملة تحث على الإبداع من خلال الجامعات والمؤسسات التعليمية، ومراكز البحث والتطوير، ومجمعات العلوم والتكنولوجيا، وخلق مسار اكتشاف إبداعى من خلال البحث عن المبدعين، ودعم المبدعين نحو التنمية والاتصال بالسوق الإقليمية والدولية. وأكد د. أيمن عاشور، وزير التعليم العالى، أن منظومة الابتكار وريادة الأعمال فى الجامعات والمعاهد البحثية تتكون من عدد من الأذرع الفنية الرئيسية، هى أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا، وصندوق رعاية المبتكرين والنوابغ، وهيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار، وحاضنات الأعمال، ومراكز الابتكار، وتعمل هذه الأذرع بشكل تكاملى لتوفير منظومة لدعم الابتكار وريادة الأعمال. وأوضح أن الدور المحورى لصندوق رعاية المبتكرين والنوابغ هو تعزيز ثقافة الإبداع والابتكار بين الشباب من خلال إطلاق العديد من المبادرات والبرامج بالتعاون مع الوزارة، ومن أهمها «أولمبياد الابتكار المصرى» الذى يعد أكبر برنامج داعم للابتكار وريادة الأعمال فى مصر، بتمويل 100 مليون جنيه، و«المشروع القومى لاكتشاف ودعم المبتكرين فى المرحلة ما قبل الجامعية» بالتعاون مع وزارة التعليم. وأشار الوزير إلى أن صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ قدَّم منحاً دراسية ممولة للعام الدراسى الجارى بالشراكة مع 9 جامعات مصرية متميزة هى أسيوط، والجلالة، وزويل للعلوم والتكنولوجيا، والعلمين الدولية، والمنصورة، والمصرية اليابانية، والمنصورة الجديدة، والملك سلمان الدولية، والنيل الدولية، فى مجالات العلوم الأساسية والتكنولوجيا، لتعزيز ثقافة الإبداع والابتكار بين الشباب المصرى، وإتاحة الفرصة لهم لمواصلة تعليمهم فى أفضل الجامعات المصرية، بالإضافة إلى توقيع بروتوكولات تعاون مع وزارتى التعليم، والتخطيط؛ لدعم الأفكار والمشروعات الابتكارية فى مجال كل وزارة، منوهاً بفكرة إنشاء «صندوق دعم الموهوبين والمبتكرين فى العالم الإسلامى» التى تجسد التزام الدول الإسلامية بدعم ثقافة الإبداع والابتكار، وتعزيز قدرات الشباب الموهوب. وأكد الوزير جهود هيئة العلوم والتكنولوجيا والابتكار لدعم البحث العلمى وتعزيز ثقافة الابتكار فى مصر، من خلال إطلاق العديد من المبادرات والبرامج بالتعاون مع مختلف الجهات والمؤسسات الدولية المرموقة التى تستهدف الباحثين والمبتكرين من مختلف المجالات، لتمويل المشروعات البحثية المتميزة، واستغلال المخرجات البحثية فى تطوير الصناعة، وتنفيذ العديد من البرامج الدولية. وأشار إلى أن هذه الجهود المتواصلة تُعد انعكاساً لالتزام الهيئة الراسخ بأهمية دور العلم والتكنولوجيا فى تحقيق التنمية المستدامة وبناء مستقبل واعد لمصر، حيث بلغ عدد المشروعات الممولة 849 مشروعاً خلال 2023 استفاد منها 12539 باحثا ومبتكرا من برامج صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ، وتأهيل 409 مشروعات وشركات ناشئة، وتمويل 125 مشروعا لطلاب الدراسات العليا بقيمة 20 مليون جنيه، وتمويل 1202 مشروع نفذتها أكاديمية البحث العلمى منذ عام 2014 وحتى 2022 بمبلغ 2 مليار جنيه. وتمويل 318 مشروعا للذكاء الاصطناعى بمبلغ 730 مليون جنيه، وتمويل 43 حاضنة بمبلغ 130 مليون جنيه، وتخرُّج 200 شركة للسوق ضمن البرنامج القومى للحاضنات التكنولوجية «انطلاق»، وإنشاء 185 مركزاً للتميز وبناء القدرات خلال المرحلة الأولى بتمويل من هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار، وتطوير 13 مركزاً خلال المرحلة الثانية. ولفت الوزير إلى إحراز مصر تقدماً ملحوظاً فى العديد من المؤشرات الدولية المرتبطة بالابتكار والمعرفة، وتقدمت مصر 5 مراكز فى المؤشر العالمى للمعرفة لعام 2023 لتصبح فى المركز 90 عالمياً بدلاً من المركز 95 فى عام 2022، وتقدمت 15 مركزاً فى النشر الدولى لتصبح فى المركز 24 عالمياً فى عام 2022، بدلاً من المركز 39 عام 2013. وتقدمت 35 مركزاً فى التعليم الفنى والتأهيل المهنى لتصبح فى المركز 46 عالمياً بدلاً من 81 عام 2022، وتقدمت 3 مراكز فى مؤشر الابتكار العلمى لتصبح فى المركز 86 عالمياً بدلاً من 89 فى عام 2022، وشهد مؤشر الابتكار العلمى تقدماً ملحوظاً وبشكل خاص فى المؤشر الفرعى للبحث والتطوير، حيث تقدمت 9 مراكز عن العام الماضى. وتقدمت مصر فى النشر الدولى لتصبح فى المركز 25 عالمياً لعام 2022 مُقارنة بالمركز 26 عام 2021 والمركز 28 عام 2020، وجاءت مصر فى المرتبة ال35 عالمياً والأولى أفريقياً لعام 2022 فى نسبة الإنفاق على البحث والتطوير وفقاً ل«جلوبال إيكونوميكس»، وجاءت مصر فى المرتبة 55 عالمياً فى المؤشر الثانوى للبحث والتطوير بالتصنيف العالمى للابتكار، وحلت مصر فى المرتبة 73 عالمياً فى المؤشر الثانوى للإنتاج المعرفى بالتصنيف العالمى للابتكار. وقال د. محمد الفران، مدير قطاع الشراكات بصندوق رعاية المبتكرين والنوابغ التابع لوزارة التعليم العالى، إن فكرة الصندوق تتمثل فى إدراك الدولة حجم الابتكار القائم على هدف وهو حل مشاكل الدولة بأفكار وسواعد أبنائها.
