سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الوطن» فى «البصارطة»: هنا «كرداسة دمياط» الأهالى: صبية الإخوان يحملون السلاح النارى ويرفعونه فى وجوهنا بأوامر قادة الجماعة.. ووالدة شهيد البصارطة: الإخوان هددوه بالقتل ليلة الحادث
«كرداسة دمياط».. هكذا يطلق أهالى دمياط على قرية البصارطة، أحد معاقل الإخوان بالمحافظة، التى تشهد مواجهات أسبوعية بين قوات الشرطة وأعضاء التنظيم. وصعدت البصارطة إلى قمة الأحداث بعد فض اعتصامى «رابعة والنهضة»، فعلى الرغم من أنها ليست المعقل الأول للإخوان بدمياط، فإن التظاهرات التى خرجت منها كان لها طابع خاص، فغالباً ما تنتهى باشتباكات عنيفة سواء مع الأمن أو الأهالى الذين يعترضون على الهتافات الإخوانية، حتى إن أهالى القرية وصفوا أوضاعهم بأنهم مثل من يجلس على برميل بارود لا يعرف متى ينفجر، وإن كان ينتظر بين الحين والآخر انفجارات محدودة أو حتى ضخمة. ويبلغ عدد سكان قرية البصارطة نحو 50 ألف نسمة يعمل 80% من أبنائها بمهنة صناعة الأثاث، ويمثل الإخوان نسبة 20% تقريباً من السكان، ويبرر مواطنون من القرية تصدر قريتهم مشاهد العنف فى المحافظة رغم عدم تجاوز نسبة الإخوان ثلث السكان، قائلين: المشكلة أن أغلب أعضاء الجماعة بالقرية مسلحون. وتابع المواطنون: وصل الأمر إلى حد قيام القيادات الإخوانية بتسليح الصبية وتدريبهم على استخدام السلاح. «الوطن» زارت القرية غداة الأحداث الدامية التى شهدتها صباح السبت الماضى، والتى بدأت بإضرام شباب الإخوان النيران فى أوتوبيس نقل عام تابع لشركة شرق الدلتا للنقل والسياحة، وتبعها اشتباكات عنيفة مع حملة أمنية مشتركة تضم قوات من الجيش والشرطة، لضبط قيادات الجماعة المتورطين فى أعمال العنف، أسفرت عن استشهاد خفير نظامى ومقتل 3 من عناصر التنظيم، وذلك بعد 3 أيام فقط من مقتل مجند بالأمن المركزى برصاص أعضاء التنظيم. وأشاد محمد مصطفى العطوى، أحد الأهالى، بالحملة الأمنية لتطهير القرية، وقال فى تصريحات ل«الوطن»: «معدناش عارفين نعيش ولا نشتغل ولا مآمنين على حياتنا وحياة ولادنا، بنصحى على انفجار المولوتوف وأصوات طلقات النيران». وتابع: الجماعة استغلت حتى النساء، ودفعت بهن للمشاركة فى تظاهراتها، حتى إن نسبة النساء باتت تصل ل70%، علاوة على حمل الصبية الذين لا يتجاوزون ال14 عاماً الأسلحة النارية و«المقاريط»، وإشهارهم السلاح على الأهالى المعارضين لهم بأوامر من أهلهم وقيادات الجماعة. واختتم كلامه قائلاً: «إحنا عايزين نعيش، ونحس بالأمان مش أكثر». وتابع محمد على (21 سنة)، نجار من القرية: «بتنا نشعر أننا فى ساحة حرب وليس قرية، التظاهرات ليل نهار، وإطلاق النيران بات عرضاً مستمراً لدرجة أننى أخشى على أشقائى الخروج مساءً»، مضيفاً: بعد العاشرة مساءً، تتوقف الحياة بالبصارطة، ويصعب على المواطنين الخروج بالشوارع، حتى لا يعرضوا حياتهم للخطر. فجرت أسرة الشهيد فاروق إبراهيم محمد العطوى، 32 سنة، الخفير النظامى، الذى قتله الإخوان خلال حملة أمنية بقرية البصارطة بدمياط، مفاجأة فى حادث مقتله، إذ أكدت والدته وزوجته تلقيهما تهديدات بقتله قبل الحادث بساعات، وطالبتا الرئيس عبدالفتاح السيسى، ووزير الداخلية اللواء مجدى عبدالغفار، بالقصاص له ممن قتلوه. وقالت الأم، فى تصريحات ل«الوطن»: ليلة الحادث تلقى «فاروق» تهديدات بالقتل من عناصر الإخوان، وقالوا له نصاً: «هنموتك ونولع فيك وهنقتل ولادك قدامك»، مضيفة: ورغم ذلك لم يخش تهديداتهم وخرج لعمله فى التاسعة مساء الجمعة، وفوجئنا صباح السبت بخبر إصابته فى الحملة الأمنية التى شنتها القوات على البصارطة لضبط العناصر الإرهابية، وحينما توجهنا للمستشفى كان قد لقى ربه متأثراً بإصابته. وطالبت والدة الشهيد بالقصاص لنجلها، وقالت: «سأربى ابنيه حتى يصبحا ضابطين، ويقتصا لوالدهما من الإرهابيين». وعلى مقربة من الأم، جلست زوجة الشهيد القرفصاء تستقبل المعزين، وبجوارها طفليها السيد وإبراهيم، وقالت ل«الوطن»: تزوجت فاروق قبل ست سنوات، وكرمنا الله بالسيد وإبراهيم كان نفسنا نربيهم مع بعض، لكن يد الغدر امتدت وقتلت زوجى لا لشىء إلا لعمله بجهاز الشرطة. وتابعت «صفاء»: «من ساعة ما انضم فاروق لجهاز الشرطة، وترك مهنته كاسترجى، وإحنا ماشفناش يوم راحة، خصوصاً بعد سقوط نظام الإخوان، الذين حاربونا بشتى الطرق بعد مشاركته فى القبض على المتهمين بارتكاب أعمال العنف، حتى إنهم طعنوا فى شرفى أنا وأمى، وعندما واجههم زوجى، قالوا له إنهم فعلوا ذلك لينتقموا منه». وأكملت: فى شهر سبتمبر الماضى، اعتدى الإخوان على زوجى وطعنوه ب«سكين»، فى مناطق متفرقة من جسده، وبلغ عدد الغرز لتقطيب الجرح 80 غرزة. وتوقفت الزوجة عن الحديث، وهى تغالب دموعها قبل أن تضيف: الأربعاء الماضى، ألقت قوات الشرطة القبض على صادق عاصى القيادى الإخوانى البارز بالقرية، وبعدها بعث الإخوان رسالة تهديد لزوجى قالوا فيها: «هنثبتك عند الطريق الدولى ونقتلك، وفى اليوم نفسه قتلوا مجنداً زميله، وسارع فاروق لحمله وركض به للمستشفى فى محاولة لإسعافه لكن دون جدوى». وتابعت الزوجة: يوم الحادث اتصل بى زملاؤه فى الساعة السابعة والنصف صباحاً، وأخبرونى بأنه أصيب ونُقل لمستشفى دمياط العام، وحينما هرعت للمستشفى للاطمئنان عليه وجدته جثة هامدة، «تركنا يتامى من بعده فلا سند ولا ونيس ولا ظهر يحمينا».