لم يسلم مشايخ وعواقل سيناء من ملاحقة عناصر تنظيم "أنصار بيت المقدس" لهم، بدعوى تعاونهم مع الجيش المصري، إذ طالت رصاصات الغدر العديد من مشايخ وعواقل قبائل سيناء، أنهت حياتهم، بالتوازي مع استهداف عناصر التنظيم الإرهابي، ضباط وجنود قوات الأمن في سيناء. البداية كانت عام 2011، مع بدء ظهور نوايا التنظيم الإرهابي لتكوين إمارة إسلامية على رمال سيناء، حين قتل الشيخ نايف أبو إقبال شيخ عائلة "الزيود" وهي أحد أفرع قبيلة السواركة، كما تم قتل الشيخ خلف المنيعي ونجله. في عام 2012، يُكمل تنظيم "أنصار بيت المقدس" سلسلة الاغتيالات لمشايخ وعواقل سيناء، إذ شهد هذا العام اغتيال الشيخ كامل أبو ملحوس شيخ عائلة "التيهمات" المنتمية لقبيلة السواركة، إضافة لاغتيال الشيخ إسماعيل أبو زيد وهو أحد عواقل القبيلة ذاتها. ويترسخ لدى تنظيم "أنصار بيت المقدس" عقيدة الاغتيالات لمشايخ القبائل، بدافع الانتقام من المشايخ الذين يرصدون تحركاتهم ونقلها للجيش المصري، وهذا ما بدا واضحاً في مقاطع الإعدام التي ينشرها "أنصار بيت المقدس"، لما أسموهم بالمتعاونين مع الجيش المصري. ولعل من أبرز المشايخ الذين لقوا حتفهم برصاص "أنصار بيت المقدس" بدعوى التعاون مع الجيش، كل من الشيخ شتيوي أبو مراحيل شقيق عضو مجلس الشعب السابق سالم أبومراحيل، والشيخ حسن البعيرة، وهما من كبار مشايخ سيناء. وشهدت فترة حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، نوعًا من التهدئة في عمليات الاغتيال بحق مشايخ سيناء، لتزداد وتيرتها إبان عزل "مرسي" هو وجماعته عن سدة الحكم، لتعود سلسلة الاغتيالات من جديد باغتيال الشيخ فرج أبو بخيت أحد أبناء عائلة الريشات، أحد رموز الحزب الوطني المنحل، وعضو المجلس الشعبي المحلي بالمحافظة، بالإضافة إلى الشيخ عبدالحميد سلمي أحد عواقل قبيلة الفواخرية بمدينة العريش، وعضو مجلس الشورى. ويبدو أن تنظيم أنصار بيت المقدس ماضي قدماً فيما يفعله، إذ استهل التنظيم عام 2015، بقتل الشيخ إسماعيل عبدالله أبو جراد، أحد القضاة العرفيين في سيناء، وهو نجل الشيخ عبدالله أبوجراد، أكبر قاضي عرفي عرفته المحافظة، الأمر الذي دعا قبيلة "الترابين" وهي أحد قبائل شمال سيناء المتواجدة بمدينة الشيخ زويد، والتي تعتبر أحد أهم معاقل التنظيم في سيناء، لمحاربة "أنصار بيت المقدس"، بعد استباحته الحرمات وتهجمه على المنازل والنساء، على حد وصف "الترابين". وتوعد تنظيم "أنصار بيت المقدس" الإرهابي في بيان وزعه على أهالي سيناء، بعد دعوة قبيلة "الترابين" لتوحد القبائل من أجل مواجهته، بذبح كل من يتعاون مع الجيش والشرطة ولو بنقل الطعام والمياه للمعسكرات، وبالفعل نفذ عناصر "بيت المقدس" ما وعد به، باغتيال الشيخ عبدالباسط غنيم الأسطل وهو أحد مشايخ قبيلة "الترابين" بمدينة رفح، وتعتبر قبيلة "السواركة" الأكثر تعرضًا لعمليات الاغتيال في صفوف مشايخها، نظرًا لأن غالبية عناصر تنظيم "أنصار بيت المقدس" من القبيلة ذاتها.